|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() امرؤ القيس بن حجر ومعلقته (1-2) عدَّه ابنُ سلام الجمحي في الطبقة الأولى من طبقات فحول الشعراء، مع النابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والأعشى، وقدمه الكثير من نقاد الشعر على أقرانه، وتنوزع في أيهما أشعر: امرؤ القيس أم النابغة الذبياني، وإن كانت الغلبة لامرئ القيس حيث « سبق العرب إلى أشياء ابتدعها واستحسنها العرب واتبعته فيها الشعراء من استيقاف صحبه والتبكاء في الديار ودقة التشبيه وقرب المأخذ» [خزانة الأدب للبغدادي (1/ 334)]. وهو امْرُؤ الْقَيْس بن حُجْر بن الْحَارِث بن عَمْرو بن حجر آكل المرار بن عَمْرو بن مُعَاوِيَة بن يعرب بن ثَوْر بن مرتع بن مُعَاوِيَة ابْن كنده، قيل اسمه حُنْدُج، وقيل: عَديْ، وقيل: مُلَيْكَة، وكان يطلق عليه «الملك الضليل» لمجونه وضلاله فترة شبابه، ولُقِّب بذي القروح لقوله: وَبُدّلْتُ قَرْحًا دامِيًا بَعدَ صِحّةٍ *** فَيا لكِ من نُعمَى تحَوّلنَ أبْؤسا وعُرف بثلاث كُنى هي: أبو وهب، وأبو زيد، وأبو الحارث، وقد عاش فى القرن السادس الميلادى. كان أبوه ملك غطفان وأسد، وأمه فاطمة بنت ربية أخت المهَلهِل، ونشأ في بيت ملك وسؤدد، ودانت لقبيلته قبائل العرب من ربيعة ومضر، ومال امرؤ القيس - نتيجة هذه التنشئة - للهو والفجور والعبث مع الإماء والقيان، ولما بدأ يشبب بالنساء طرده أبوه، واستمر في لهوه حتى وصله مقتل أبيه على يد بني أسد، وطولب بالثأر فقال: (ضيّعني صغيرًا، وحمّلني دمه كبيرًا لا صحو اليوم، ولا سكر غدًا. اليوم خمرٌ وغدًا أمر). فآلى ألا يأكل لحمًا، ولا يشرب خمرًا، ولا يدهن، ولا يصيب امرأة، حتى يدرك ثأره. [ديوان امرئ القيس ت عبد الرحمن المصطاوي صـ 10]. وقام بمقاتلة قبيلة أسد التي قتلت أبيه، واستنصر بقَيْل يُدعى مرثد الخير بن بجدن الحِمْيريْ فنصره وأمّده بخمسمائة رجل من حِمير، ولكن هذا المدد لم يحقق له النصر، فانتقل بين الملوك يستنصرهم، فما أجابه أحد، وترك ماله وأسلحته لدى السموأل بن عادياء، ويممّ شطر قيصر فأحسن قيصر وفادته، لكنّه لم يعنه على استرداد ملكه. وقيل إنه لما ارتحل لقيصر أنشد: بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه ![]() وأيقنَ أنا لاحِقَانِ بقَيْصَرَا ![]() فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا ![]() نحاوِلُ مُلْكًا أوْ نموتَ فَنُعْذَرَا ![]() وَإني زَعِيمٌ إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكًا ![]() بسَيْرٍ تَرَى مِنْهُ الفُرَانِقَ أزْوَرَا[1] ![]() عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدِي بِمَنَارهِ ![]() إذا سافَهُ العَوْدُ النُّبَاطيُّ جَرْجَرَا[2] ![]() وفي طريق عودته أصيب بالجدري ومات، وقيل في سبب موته أسباب أخرى؛ حيث قيل: أنه قتل بسمّ سرى في جسمه من حُلّةٍ مسمومة، وهبها له عظيم الروم؛ نتيجة ميله إلى ابنة قيصر وعلم قيصر بذلك. [الشعر والشعراء لابن قتيبة (1/ 110)]. وقيل: أنه لما حضرت ساعة موته نتيجة ذلك القميص المسموم أنشد: فَإمّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ ![]() على حَرَجٍ كالقَرّ تخفِقُ أكفَاني[3] ![]() فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ ![]() وعانٍ فَكَكتُ الغُلَّ عنه فَفَدّاني[4] ![]() إذا المَرْءُ لم يَخزُنْ عَلَيهِ لِسَانَهُ ![]() فَلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بخَزّانِ ![]() أما عن شعره فقد ابتكر معاني جديدة وانتهج طريقًا في بناء القصيدة الجاهلية سار عليه من جاء بعده، فقد « جاء فى حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن العباس سأله عن الشعراء فقال: « امرؤ القيس سابقهم، خسف لهم عين الشعر، فافتقر عن معان عور أصح بصرًا» أى أنبطها وأغزرها لهم، من قولهم خسف البئر، إذا حفرها فى حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أنه ذلل لهم الطريق إليه، وبصرهم بمعانيه، وفنن أنواعه وقصده، فاحتذى الشعراء على مثاله، فاستعار العين لذلك». [الأغانى 7: 123 والنهاية 1: 294 واللسان 10: 415]. قال ابن الكلبى: أوّل من بكى فى الديار امرؤ القيس بن حارثة ابن الحمام بن معاوية. وعن أبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجزي: سمعت الأصمعي عبد الملك بن قريب - غير مرة - يفضّل النابغة الذبياني على سائر شعراء الجاهلية، وسألته آخر ما سألته قبيل موته: من أول الفحول؟ قال: النابغة الذبياني.. ثم قال: ما أرى في الدنيا لأحد مثل قول امرىء القيس: وقاهمْ جَدُّهم[5] ببني أبيهم *** وبالأشقَينَ ما كان العِقابُ قال أبو حاتم: فلما رآني أكتب كلامه فكر، ثم قال: بل أولهم كلهم في الجودة امرؤ القيس، له الخطوَة والسبق، وكلهم أخذوا من قوله، واتبعوا مذهبه.. [فحولة الشعراء صـ 9].
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 03-03-2023 الساعة 06:03 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |