فقه المآلات وحاجة الأمَّة إليه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أسباب الضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من قال ١٠ مرات: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نجاح موسم الحج يستوجب الشكر لله ثم للقائمين عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          توضيح وبيان مراتب وأركان الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من الدروس المستفادة من الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13487 - عددالزوار : 732869 )           »          عشر دعوات جامعة لخيري الدنيا واﻵخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسافة تروي العلاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تأملات في سورة الإسراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أسباب اختلاف الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2025, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,523
الدولة : Egypt
افتراضي فقه المآلات وحاجة الأمَّة إليه

فقه المآلات وحاجة الأمَّة إليه



  • فقه المآلات من أعظم الأصول في السنة النبوية التي تدل على لزوم النظر في المستقبل ومراعاته
  • اعتبار المآل هـو نوع من الموازنة بين ظاهر الدليل الشرعي ونتائجه من مصالح أو مفاسد
  • التحول السريع في الواقع يحتم علينا تفعيل فقه المآلات وإلا سنسير بلا بوصلة ونسلم شريعتنا للرياح العاصفة لتأخذ سفننا إلى مصير مجهول!
فقه المآلات من أعظم الأصول -في السنة النبوية- التي تدل على لزوم النظر في المستقبل ومراعاته، يقول الشاطبي -رحمه الله-: «النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعًا، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة.
أهمية اعتبار المآل
وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعـد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، فقد يكون مشروعًا لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك». إن «اعتبار المآل» هـو نوع من الموازنة بين ظاهر الدليل الشرعي ونتائجه من مصالح أو مفاسد، فهو الأثر المترتب عن الفعل، ويعد اعتبار المآلات من المقاصد التي تكرر ذكرها في الكتاب والسنة، ما يجعل إطلاق الفتاوى دون مراعاة مآلاتها نوعًا من الجهل والعبث بشريعة الله -عزوجل-.
تعريف فقه المآلات
لقد تحدث الفقهاء عن فقه المآلات في صيغة قواعد، فقالوا: الأمور بعواقبها، أي بمآلاتها، وقالوا: الأشياء تحرم وتحل بمآلاتها، وقالوا: العبرة للمآل لا للحال، وذهبوا إلى أن الضرر في المآل ينزل منزلة الضرر الحال، وقالوا: المتوقع كالواقع، ويبطل التصرف إذا كان ينتهي إلى مآل ممنوع، وقالوا أيضًا: الوسيلة إذا لم تفض إلى مقصودها سقط اعتبارها، وهذه الأصول متفق عليها في الجملة عند جمهور الفقهاء، وإن اختلفوا في طريقة التعبير عنها أو في بعض تفاصيله، وفقه المآلات يلزم المجتهد - بعد أن يستشرف المستقبل ويتوقع ما ستؤول إليه الأمور - أن يأخذ ذلك التوقع بعين الاعتبار في صياغة حكمه.
نظر اجتهادي يقوم على الترجيح
ويعد فقه المآلات نظرًا اجتهاديا يقوم على الترجيح بين ظاهر الدليل الشرعي وما يتضمنه من حكم شرعي، وبين ما قد ينتج عن تنزيل هذا الحكم على محله من مصالح أو مفاسد، وقد أورد الإمام الشاطبي (ت 790 هـ) رحمه الله عدة قواعد تبنى على أصل اعتبار المآلات، ذكر منها: سدّ الذرائع، وقاعدة الاستحسان، وقاعدة الحيل، فالاجتهاد المعتبر يتجاوز مرحلة النظر إلى الأدلة ومقارنة مذاهب العلماء في فهمها إلى ضرورة فهم مآل القول المختار وما يترتب عليه من نتائج، وتقدير المصالح والمفاسد المترتبة على القول المختار، وهل هي متوقعة أم واقعية.
باب واسع في الفقه الإسلامي
والنظر في المآلات باب واسع في الفقه الإسلامي، مفاده أن على المفتي تقدير عواقب فتواه، وقد ورد في الكتاب والسنة تطبيقات كثيرة لهذه القاعدة ومن حكمة الخالق -عزوجل- أنه ميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بإدامة النظر في النتائج والنهايات، وعدم الاغترار بالمقدمات والبدايات، وعلى هذه القاعدة قامت فلسفة الإيمان بالله واليوم الآخر، وقد جعل الفوز والنجاح والنصر لمن عمل للعاقبة والآخرة ونظر في عواقب الأمور، وهذه هي حقيقة «فقه المآلات».
نظرة عقلية استشرافية
وباختصار.. نجد أن فقه المآلات يمثل نظرة عقلية استشرافية لما سيقع في المستقبل قبل أن يقع، واتخاذ القرار المناسب بناء عليه، وهذا الضرب من الفقه يدرك بناء على الاطراد والعادة وسنن الله الثابتة، ويعصم الرأي من الخلل والزلل، وهذا الأمر يحتاج خصوبة غنية بالخيال لاستكمال التصور الصحيح لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، وهو فقه يحتاج إلى التفكير خارج إطار المحن المحتملة التي تواجهنا عادة كلما أزمعنا الإقدام على شأن من شؤون هذه الحياة.
أمثلة عملية
ومما يلاحظ اليوم اهتمام الكيانات الإسلامية في أدبياتها بفقه المآلات أملاً بحصد نتائج أفضل مما حصدتها في تاريخها الماضي، لكن هذه الكيانات -مع الأسف الشديد- لا تستحضر سوى أمثلة شحيحة في تطبيقاتها العملية، نذكر منها :
  • ترك النهي عن سب آلهة الكفار عملاً بقوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًاً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سورة الأنعام 108 ).
  • وقصة الأعرابي الذي بال في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد الناس زجره، لكن نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم- قائلاً : (لا تزرموه) للمفسدة التي قد يترتب على زجره.
  • وترك النبي - صلى الله عليه وسلم- قتل رأس المنافقين «عبد الله بن أبي بن سلول» قائلاً : «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه» صحيح الترمذي، حتى لا تستثار النزعة الجاهلية في رؤوس قومه.
  • ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام؛ لأن قريش كانت حديثة عهد بالإسلام.
المآلات السياسية الكبرى
والغريب أن تتوقف الكيانات الإسلامية غالبًا عند هذه الأمثلة، وتذهل عن المآلات السياسية الكبرى للقرارات النبوية المفصلية، وأغرب من هذا أن نجد بعضهم يحاولون لي أعناق النصوص المتعلقة بهذه القرارات النبوية لكي يدخلها في سياق الخصوصية النبوية فيبطل بهذا الفعل الاعتبار والتدبر والاقتداء ببعض القرارات النبوية العظيمة، ونضرب على هذا بعض الأمثلة :
  • فلماذا مثلاً لم يعلن النبي - صلى الله عليه وسلم- عن قيام الدولة الإسلامية؟ ولماذا لم يأذن بالجهاد في مكة؟
  • وما هي المآلات السياسية التي حققها من الدخول بجوار كافر وحمايته (المطعم بن عدي)؟ أليس هو استمرارية الدعوة والتبليغ؟ وإكمال بناء القاعدة الصلبة لحماية الرسالة ؟
  • وكيف لنا أن نتصور المآلات السياسية العظيمة لـ «صلح الحديبية» من تحقيق الاعتراف السياسي بالمسلمين، وتضاعف عدد المسلمين، ونتائج أخرى كثيرة شكلت مقدمات ضرورية لتسهيل «الفتح العظيم»، هذا الصلح الذي لم يخل في مقدماته بشروط فيها بعض المفاسد الجزئية التي لم يتقبلها بعض الصحابة، بل لا يتقبلها كثيرون اليوم، ممن قد تلتبس عليهم بعض المصالح التي انطوى عليها ذلك الصلح الكبير.
الوقوف عند أمثلة محدودة
ألا إن مما يؤخذ اليوم على معظم الكيانات الإسلامية وقوفها عند بعض الأمثلة المحدودة في أبعاد مآلاتها، والذهول عن الأمثلة الأخرى الغنية بأبعاد مآلاتها، مما يوقع هذه الجماعات في مفاسد عظيمة، فقد صار بعض هذه الكيانات حريصة على المكاسب القريبة غير عابئة بمآلاتها، فنرى بعضهم يمارس البغي والغدر والقتل والكذب واستباحة أموال الناس، وينتظر من هذه الممارسات تحقيق الغلبة والنصر والتمكين، مع أن مآلات هذه الممارسات واضحة وضوح الشمس كما جاء في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (سورة يونس 8).
أهمية فقه المآلات
وإن مما يزيد اليوم في أهمية فقه الواقع والمآلات، أن هذا الفقه اليوم قد تحول إلى حالة نظرية بسبب سرعة التغيرات والأحداث التي تطبع عصرنا، فقد بات الواقع يتحول سريعًا إلى جزء من الماضي، وهذا ما يحتم علينا المزيد من التفكير بمآلات المستقبل، تفكيرًا استراتيجيًا يحصر كل السيناريوهات المحتملة، ووضع الخطط المستقبلية المناسبة لمواجهتها، وإلا كنا كحاطب ليل، نسير بلا بوصلة، ونسلم شريعتنا للرياح العاصفة لتأخذ سفننا إلى مصير مجهول.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]