|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بين العقل والدين (بقية ما نشر في عدد ذي القعدة الماضي) أولا: منزلة الإسلام .. ومنزلة العقل فيه الأستاذ عبد الكريم الخطيب من أجل هذا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وذلك لأن العقيدة لا تقوم إلا على العلم والمعرفة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. ومن أجل هذا أيضا فقد جعل الله تعالى طلب العلم والتفقه في الدين على ميزان واحد مع الجهاد في سبيل الله. فقال تعالي: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [سورة التوبة: 122] . - 5 - وإذا كان الإسلام، قد أعطى كل مسلم حقه كاملا من النظر في أمور دينه، فجعل آيات الكتاب الكريم مرادا ومسبحا للعقل، وجعل مساقها، ومجنى ثمارها لمن يعقلون، ويتفكرون، ويتذكرون، حيث يقول سبحانه: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43] ، ويقول تبارك اسمه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين، ومن آياته منامكم بالليل والنهار، وابتغاؤكم من فضله، إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون، ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا، وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها. إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} [سورة الروم: 21 - 24] . نقول إذا كان الإسلام قد أعطى كل مسلم حقه كاملا من النظر في أمور دينه، وفي تقرير عقيدته، فما ذلك إلا لتتقرر معه أمور منها: أولا: تأكيد ذاتية الإنسان: وإعلاء شخصيته، وإطلاق وجوده من أي سلطان غير سلطان عقله، وضميره في صلته بربه، وفي تعامله معه. فالمسلمون جميعا ينزلون على حكم كتاب الله، وسنة رسول الله، لا فرق بين حاكم ومحكوم، وبين من تزيا بزي الدين، ومن لم يتزى به .. فكل مسلم مطالب - شرعا وعقلا - أن يتعرف على دينه من كتاب الله، وسنة رسول الله. ثانيا: ثم لا عليه بعد هذا أن يسأل من يراه أهلا للسؤال فيما غاب فهمه، دون أن يكون ذلك ملزما له أن يأخذ نفسه بالتسليم لما لم يفهمه فهما صحيحا مقنعا، وعليه أن يجد في البحث، والسؤال، حتى يقع على الفهم الذي يطمئن إليه قلبه، وينزل منزل اليقين من عقله، والله تعالى يقول: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} . ثالثا: وتأسيسا على هذا، يتقرر حق المسئولية الشخصية، على أعمال المسلم وتصرفاته، دينيا، ودنيويا، حيث لا مسئولية لمن لا فهم، ولا إدراك له، كما أنه لا مسئولية على من وقع فعله تحت إكراه .. وفي هذا يقول الرسول الكريم - صلوات الله وسلامه عليه- "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" .. ومن هنا لم تكن مسئوليته على غير المكلفين من الأطفال، والمجانين، وغيرهم ممن لم يعقلوا ويرشدوا .. كما أنه لا مسئولية - في الإسلام - على من لم تبلغه دعوة الإسلام. ويمكنه النظر بعقله فيها ... ولهذا كان دستور الإسلام قائما في ظل قوله تعالي: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وقوله جل شأنه: {لا إكراه في الدين} .. حيث لا عقيدة مع إكراه وإلزام، ولا ثمرة لعقيدة تقوم على إكراه وإلزام. رابعا: لا حجة لأحد، بلغته دعوة الإسلام، وأمكنه النظر الحر فيها، إذا هو لم يعط هذه الدعوة حقها كاملا من النظر والفهم، ثم العمل بما قررته الدعوة من عقيدة وشريعة .. وفي هذا يقول الله تعالى: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} ويقول سبحانه: {ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حى عن بينة} . - 6 - فإذا كان هذا هو ديننا، وتلك هى مكانة العقل منه، ودعوة كل مسلم إلى أن يرد عقله مورد الدين، وأن يقيم عقيدته على فهم وإدراك لما في كتاب الله وسنة رسول الله وأن يمتثل قول الرسول الكريم: (القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته) إذا كان هذا هو الإسلام، وتلك هى دعوته إلى كل من يدين به ... فهل نحن الآن عند هذه الدعوة، وهل كل مسلم قد أخذ نفسه بها؟ سؤال: نرى إجابتنا عليه في البحث التالي، إن شاء الله. عبد الكريم الخطيب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |