|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بعض الآيات القرآنية المتعلقة بالاقتصاد: دراسة فقهية الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني مقدمة: الاقتصاد في الإسلام ليس مجرد تدبير مالي أو تجارة مادية، بل هو منظومة شاملة تتعلق بالمال، والمعاملات التجارية، والتوزيع العادل للثروات، وقد حثَّ القرآن الكريم على حسن استخدام المال بما يُرضي الله، وبيَّن كيفية إدارة الموارد، والإنتاج، والإنفاق، والادخار، وتوزيع الثروات بين أفراد المجتمع، في هذا المقال، ندرس الآيات القرآنية التي تناولت موضوعات الاقتصاد المختلفة؛ مثل: المعاملات المالية، والزكاة، والتجارة، والربا، وسنستعرض تفسيرها الفقهي وأثرها في الحياة اليومية، مستندين إلى آراء العلماء والأحاديث النبوية. أولًا: مفهوم الاقتصاد في القرآن الكريم: الاقتصاد في الإسلام يُفهم على أنه: تنظيم الموارد المالية والمادية بشكل عادل، وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، يشمل الاقتصاد الإسلامي مجالات عدة؛ منها المال، والتجارة، والزكاة، والربا، والنفقة، وكلها لها أبعاد فقهية تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية. 1. المال في الإسلام: المال في الإسلام يُعتبر نعمة من الله يجب الحفاظ عليه وتنميته، واستخدامه في طاعته؛ قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]. • تدل هذه الآية على أهمية المال في الإسلام كوسيلة للتطهير والنماء. 2. التجارة: التجارة هي أحد أبرز مجالات النشاط الاقتصادي في الإسلام، وفي القرآن الكريم، ورد العديد من الآيات التي تتحدث عن التجارة والبيع والشراء؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]. • تحث هذه الآية على تجنُّب الظلم والفساد في المعاملات التجارية. ثانيًا: آيات قرآنية متعلقة بالمعاملات الاقتصادية: 1. الزكاة: الزكاة هي ركن من أركان الإسلام التي تتعلق بالمال، وهي طهارة له ولصاحبه؛ قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]. • تدل هذه الآية على وجوب الزكاة وضرورة تَطهُّر المال، وبأنها سبب في نزول البركات على المال. 2. الربا: الربا من المحرَّمات في الإسلام، وقد ورد العديد من الآيات التي تحرم الربا وتبيِّن عواقبه؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]. • في هذه الآية، يتم التمييز بين البيع المشروع والربا المحرم، ويُحذر من تبِعات الربا على الفرد والمجتمع. 3.النفقة على الأسرة: النفقة على الأسرة من الواجبات في الإسلام، وقد وردت آيات تتعلق بهذه المسؤولية؛ قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]. • في هذه الآية، يحث الله تعالى المؤمنين على الإنفاق من المال على الأسرة حسب القدرة، وهو توجيه اقتصادي يحقق العدالة. ثالثًا: الاقتصاد في السنة النبوية: 1. الحث على التجارة والربح المشروع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه))؛ [رواه الترمذي]. • هذا الحديث يشير إلى أهمية العمل وكسب الرزق المشروع، ويُشجِّع المسلمين على التجارة التي تعود عليهم بالخير. 2. تحذير النبي من الربا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد، لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ))؛ [رواه مسلم]. • هذا الحديث يدل على تحريمه للربا في جميع صور المعاملات المالية. 3. النصائح الاقتصادية في إدارة المال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم إني أسألك رزقًا طيبًا، وعلمًا نافعًا، وعملًا متقبلًا))؛ [رواه الطبراني]. • في هذا الحديث، يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلب الرزق الحلال الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. رابعًا: التحديات الاقتصادية في العصر الحديث: 1. العولمة والاقتصاد العالمي: العولمة وما ترتب عليها من تغيرات اقتصادية جعلت المسلمين بحاجة إلى التفاعل مع أنظمة اقتصادية معاصرة، لكن يبقى أن الإسلام يرفض كل ما يخالف قوانين الشريعة؛ مثل: الربا والاحتكار. 2. المعاملات الرقمية: مع تطور الاقتصاد الرقمي، ظهرت تحديات جديدة في المعاملات المالية؛ مثل: العملات المشفَّرة، والتجارة الإلكترونية، يبقى دور العلماء في فهم هذه الظواهر، وتوجيه المسلمين للعمل وفقًا للمبادئ الشرعية. خاتمة: إن الآيات القرآنية المتعلقة بالاقتصاد تمثِّل منهجًا متكاملًا لتنظيم شؤون الحياة المالية، وفقًا لمبادئ العدل والمساواة، على الرغم من أن الاقتصاد الإسلامي قد يواجه بعض التحديات في ظل التطورات الاقتصادية المعاصرة، فإن الشريعة تقدم حلولًا تشريعية تأخذ في اعتبارها العدالة الاجتماعية، وتحقيق الرفاهية للمجتمع، ومن خلال فقه المعاملات الاقتصادية، يمكن تطبيق القيم القرآنية في الحياة اليومية بما يضمن التوازن بين الحقوق والواجبات الاقتصادية. المصادر والمراجع: 1- القرآن الكريم. 2- صحيح الإمام البخاري. 3- صحيح الإمام مسلم. 4- المغني لابن قدامة. 5- الفتاوى الكبرى لابن تيمية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |