القلق المميت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 691 - عددالزوار : 115891 )           »          بقرة بني إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 3500 )           »          مبحث حول إمام المفسرين المؤرخ الفقيه المحدث المقرئ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (224 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أوليات عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          نوادر من الفتح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          فضائل المسجد الأقصى المبارك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          قصة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          دراسة ميدانية شرعية: أين السعادة الحقيقية..؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3128 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2025, 07:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,013
الدولة : Egypt
افتراضي القلق المميت

القلق المميت
أ. منى مصطفى

السؤال:
الملخص:
امرأة متزوجة شخصيتها قلقة متوترة، أُصيب أخوها وأمها وابنها ببعض الأمراض في وقت واحد، فأتتها الهواجسُ من كلِّ حَدَبٍ وصَوب؛ وأُصيبت بالهلع خوفًا من الإصابة بأي مرض، وأصبحت تقضي يومها تبحث على "جوجل" عن الأمراض، وهي تسأل: كيف تتخلص من حياة القلق والهلع هذه؟

التفاصيل:
أنا امرأة في منتصف الثلاثينيات، متزوجة ولي طفلان، أحافظ على الصلوات، والسنن الرواتب، وقراءة القرآن، لكني شخصية قلقة؛ إذ رُبيت مع أبٍ عصبي جدًّا، وفي الفترة الأخيرة تكالبت المصائب على أهلي من كل جهة؛ فقد أُصيبت أمي بجلطة، وأُصيب أخي بمرض السكري وهو في الثلاثين من عمره، ومرِض ابني لأشهر؛ فعرف القلق والهواجس طريقهما إليَّ؛ حيث أخشى أن تصيبني الأمراض كالسكري مثلًا، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم عندي، وأصابني صرع جزئي، أريد أن أتخلص من القلق، وأن يتوقف التفكير في رأسي، فماذا أفعل؟ ماذا أفعل؛ لأعيش كالناس العادية الذين يمرون بمثل ما أمر به، ولا يقلقون كما أقلق، لا يقضون يومهم وليلتهم يبحثون في جوجل عن الأمراض، كيف؟ أريد أن أشعر بالهدوء النفسي، فهل إلى ذلك من سبيل؟



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة واليقين، والرضا والتوكل؛ أما بعد أختي الغالية:
فأسأل الله سبحانه أن ييسر أمركِ، ويغفر ذنبكِ، ويهدي قلبكِ، ويشفي بدنكِ بحوله وطَوله، ارتفاع الضغط أول عرض من أعراض القلق الذي يسيطر عليكِ، وربما يصاحبها أرقٌ وكوابيسُ، وشعور بالخوف والهم.

للأسف هذا مرض متفشٍّ بين الناس في هذا الزمن، ولكن بدرجات، وهو معكِ تحول لحالة شبه مرضية، ولكن علاجها يسير بحول الله.

أولًا: لا بد أن تقوِّيَ إيمانكِ نوعًا ما، وتسمعي لشيوخ حول الإيمان بالقضاء والقدر، وقضية الرزق بمعناه الواسع، ومن الواضح أن لديكِ مهارة البحث والتصفح، كل هذا سينعش قلبكِ، ويشعركِ أن كل شيء بقدر، وأن خطوتكِ التي وُضِعت على ذرات الرمال مقدَّر لكِ وضعها قبل الميلاد، وحبة الأرز التي وُضعت في طبقكِ هي من رزقكِ قبل أن تُزرع على قمم الجبال في الهند؛ كل ذلك سوف يعينكِ على استقبال تقلبات الحياة بصدر رحبٍ ونفس هادئة، وأنصحكِ أن تبدئي سلسلة عقيدة على يوتيوب، ولا تتركيها إلا عند الانتهاء منها، ثم تسمعي نفس المادة لشيخ آخر وثالث، حتى يتشبع عقلكِ بهذا، ويصبح من قناعاتكِ وطريقة تفكيركِ.

مثل هذه الأمراض علاجها سلوكيٌّ؛ أي: بيدكِ أنتِ، بعد الله، ولا أنصحكِ بتناول أي عقاقير مهما كانت.

ثانيًا: أي شيء تشعرين به عضويٍّ أو نفسيٍّ فلا تبحثي عنه في الإنترنت أبدًا؛ لأن العقل يستوعب الأعراض، ويبدأ في قياسها على نفسه فيُمرضه الوهم، تجاهلي كل وساوسكِ، واعلمي أن كل خوف تُحدِّثكِ به نفسكِ هو من الشيطان؛ فقد أخبرنا ربنا العزيز الحكيم أن النجوى من الشيطان، تجاهلي حديث نفسكِ الذي يثير مخاوفكِ؛ ومن ثَمَّ تزداد حالة القلق لديكِ سوءًا، فالشيطان يعدنا الفقر، لا يمل يصور لكِ المرض والفقر وفقدان الأحبة، يريدكِ حزينة كل الوقت لتذهلي عن ربكِ، فاستعيذي بالله العلي العظيم منه دائمًا، واقرئي أو اسمعي حول فضل الاستعاذة لتلزميها بقناعة.

ثالثًا: وأظنه مهمًّا: لا تتعلقي بالإنترنت كثيرًا فهو من أعظم مسببات القلق، ينقلكِ من مشهد مفرح، لآخر حزين، لثالث خليع، والمخ يلتقط صورًا متناقضة، فيحدث اضطراب في المشاعر، وهذا من أهم مسببات القلق.

رابعًا: قلِّلي من الكافيين والسهر والجلوس مع المحبطين، اتخذي صحبة صالحة تذكركِ بالله ولا تخوفكِ من الدنيا، وخاصة ظروف الحرب عندكم، وهذه الأجواء من الطبيعي أن تثير الخوف والقلق، فابتعدي عن كل ذلك، ووكلي أمركِ لله، وابدئي في حفظ أجزاء من القرآن، وإن تعثَّر الحفظ، فاجعلي لنفسكِ وردًا يوميًّا؛ ففه شفاء ورحمة، ولولاه لانفجرت قلوب الناس من القلق.

خامسًا: حالة الصرع الخفيف هذه غالبًا هي انفعالات مكبوتة، وبدأت تخرج على شكل صراخ وإغماء وغيره، أتوقُّع بعد أن تدربي نفسكِ على مقاومة القلق كما سبق سوف تختفي، وفي العموم اذهبي لطبيب وحللي هرمونات وقيسي معدل الكهرباء في المخ؛ فربما أسبابها عضوية، وعلاجها سهل جدًّا بإذن الله.

خلاصة الأمر أختي الغالية، ابنة اليمن السعيد الذي كنت على مشارف زيارته قبل أن تبدأ الحرب: علاجكِ في يدكِ أنتِ لا غيركِ، جدِّدي حياتكِ، تجاهلي ذكرياتكِ مع أبيكِ العصبي غفر الله له، ول أن هناك فرصة تذهبين للبادية لبضعة أيام في هذه الأجواء الباردة فهو نعم العلاج بإذن الله، والقلق مرض العصر في ظل سُعار المادة والرفاهية المحموم، لستِ وحدكِ، ولكن هناك من يقف عند الحدث، ويتألم مثلكِ، وهناك من يتجاوز ويتشاغل حتى عن نفسه، تعلمي حرفة أو مهارة جديدة، افرحي بنعم الله عليكِ من أهل وأولاد، فغيركِ محروم وحيدٌ، آخر ما أنصحكِ به أن تقرئي كتاب الغزالي "جدد حياتك"، وإن كنت لا تحبين القراءة فاقرئي منه فقط مقال (جدد حياتكِ) أكثر من مرة، ستجدين بردًا وسلامًا يسري في قلبكِ بإذن الله، وتذكري أن كل آفة نفسية تصيب الإنسان سببها بشكل كلي أو جزئي الفراغُ، فِرِّي من الفراغ فراركِ من الأسد، واشغلي نفسكِ بشيء تحبينه، التصقي بطفليكِ، وخذي منهم الحب الذي يسكن معه فؤادكِ، وتطمئن به نفسكِ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]