|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإنفاق على الأهل والعيال السيد مراد سلامة الحمد لله الذي وفَّق العاملين لطاعته، فوجدوا سعيَهم مشكورًا، وحقَّق آمال الآملين برحمة، فمنحهم عطاءً موفورًا، وبسط بِساطَ كرمه للتائبين، فأصبح وِزرُهم مغفورًا، وأسبَل مِن نِعمه على الطالبين وابلًا غزيرًا، سبحانه فتَح الباب للطالبين، وأظهر غناه للراغبين، وأطلق للسؤال ألسنةَ القاصدين، وقال في كتابه المبين: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. يا مَن يُجيب دعاءَ المضطر في الظُّلَم ![]() يا كاشفًا الضرَّ والبَلوى مع السَّقمِ ![]() قد نام الوفدُ حول البيت وانتبَهوا ![]() وأنت عيناك يا قيُّوم لم تَنَمِ ![]() هَبْ لنا بجودك فضلَ العفو عن جُرمي ![]() يا مَن إليه أشار الخلقُ في الحرَمِ ![]() إن كان عفوُك لا يُدركه ذو سَرَفٍ ![]() فمَن يَجود على العاصين بالكرَمِ ![]() وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه مِن خلْقه وحبيبه. يا سيدي يا رسول الله: أنت الذي تستوجب التفضيلا ![]() فصلُّوا عليه بكرةً وأَصِيلا ![]() مَلَأتْ نبوَّتُهُ الوجودَ فأَظْهَرَا ![]() بِحُسامه الدينَ الصحيحَ فأَسْفَرا ![]() مَن لم يُصلِّ عليه كان بخيلا ![]() صَلُّوا عليه وسلِّموا تسليمَا ![]() وعلى آله وأصحابه ومَن سار على نهجه وتَمسَّك بسُنته، واقتدى بهدْيه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين. اعلَم علمني الله وإياك أن الله تعالى أمرنا أن نُنفق على مَن نعول من الأبناء والآباء والامهات والأزواج؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾[البقرة:233]، وقال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]. العيال: هم الذين يعولهم الإنسانُ من زوجة أو قريبٍ أو مملوك، وقد سبق الكلام على حقوق الزوجة، أما الأقارب فلهم حقٌّ؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ﴾ [النساء: 36]. فالقريب له حقٌّ في أن يُنفق عليه، يعني أن تبذل له من الطعام والشراب والكسوة والسكنى ما يقوم بكفايته؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ المولود له هو الأب، عليه أن ينفق على أولاده وعلى زوجاته، وعلى مَن أرضعت ولده ولو كانت في غير حباله؛ لأنه قال: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، من أجل الإرضاع، أما إذا كانت في حباله، فلها النفقة من أجل الزوجية. وقوله: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ يَشمل الأب الأدنى والأب الأعلى؛ كالجد ومن فوقه، فعليه أن ينفق على أولاد أولاده وإن نزَلوا. لكن يشترط لذلك شروط: الشرط الأول: أن يكون المنفق قادرًا على الإنفاق، فإن كان عاجزًا فإنه لا يجب عليه الإنفاق؛ لقوله تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]؛ أي: إلا ما أعطاها. الشرط الثاني: أن يكون المنفق عليه عاجزًا عن الإنفاق على نفسه، فإن كان قادرًا على الإنفاق على نفسه فنفسه أَولى، ولا يجب على أحد أن ينفق عليه؛ لأنه مستغنٍ، وإذا كان مستغنيًا، فإنه لا يستحق أن ينفق عليه. الشرط الثالث: أن يكون المنفق وارثًا للمنفق عليه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ﴾ [البقرة:233]، فإن كان قريبًا لا يرث فلا يجب عليه الإنفاق. فإذا تَمَّت الشروط الثلاثة، فإنه يجب على القريب أن ينفق على قريبه ما يحتاج إليه من طعام، وشراب، ولباس، ومسكن، ونكاح، وإن كان قادرًا على بعض الشيء دون بعض، وجَب على القريب الوارث أن يُكمل ما نقص لعموم قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ﴾ [البقرة: 233]. ثم ذكر المؤلف ثلاث آيات: الآية الأولى قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، والآية الثانية: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ﴾ [الطلاق:7]، والآية الثالثة قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُو يُخْلِفُهُ وَهُو خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سـبأ: 39]. فقوله: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ)؛ أي: شيء يكون قد أنفقتُموه لله عز وجل، (فَهُو يُخْلِفُه)؛ أي: يُعطيكم خلفه وبدلَه، وهو خير الرازقين. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رَقبة، ودينار تصدَّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك))[1]. وعن أبي عبد الله - ويقال له: أبو عبد الرحمن - ثوبان ابن بجدد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل دينار يُنفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابَّته في سبيل الله، ودينار يُنفقه على أصحابه في سبيل الله))؛ رواه مسلم [2]. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، هل لي أجرٌ في بني أبي سلمة أن أُنفق عليهم، ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بَنِيَّ؟ فقال: (نعم لك أجرٌ ما أنفقتِ عليهم)[3]. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في حديثه الطويل الذي قدَّمناه في أول الكتاب في باب النية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((وإنَّك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجهَ الله إلا أُجرت بها، حتى ما تجعل في فِي امرأتك))؛ متفق عليه[4]. وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أنفَق الرجل على أهله نفقة يَحتسبها، فهي له صدقة)؛ متفق عليه[5]. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيع مَن يَقوت))[6]، ورواه مسلم في صحيحه بمعناه قال: (كفى بالمرء إثمًا أن يَحبِس عمن يَملِك قوتَه))[7]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال (ما مِن يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط مُمسكًا تَلفًا)؛ متفق عليه[8]. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى وابدَأ بِمَن تَعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنى، ومَن يَستعفِفْ يُعِفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغنه الله)؛ رواه البخاري [9]. [1] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال...، رقم (995). [2] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال...، رقم (994). [3] رواه البخاري، كتاب النفقات، باب وعلى الوارث مثل ذلك، رقم (5369)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، رقم (1001). [4] رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد، رقم (1295)، ومسلم، كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث، رقم (1628). [5] رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب ما جاء إن الأعمال بالنية...، رقم (55)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين...، رقم (1002). [6] رواه أبو داود، كتاب الزكاة، باب فضل في صلة الرحم، رقم (1692). [7] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال، رقم (996). [8] رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾ [الليل: 5]، رقـم (1442)، ومسلم، كتاب، الزكاة، باب في المنفق والممسك، رقـم (1010). [9] رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، رقم (1428).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |