
06-05-2025, 09:47 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,120
الدولة :
|
|
الهروبُ المؤثِّرُ.. لا تندمْ!
الهروبُ المؤثِّرُ.. لا تندمْ!
- في ظل زحمة الحياة، وتقلبات العلاقات الاجتماعية، يضطر الإنسان لاتخاذ قرارات قد يندم عليها..؛ لأنه يبحث عن المثالية، وهي غير موجودة في عالمنا الدنيوي! فكلما كان الإنسان قريبا من الواقع، استطاع أن يتخذ قرارات سليمة، فتكون نتائجها معقولة ومتوقعة.
- في القرارات المهمة نحاول تعظيم الإيجابيات وتقليل السلبيات؛ وذلك لجني الفوائد والحد من الأضرار، ولكن ليس بالضرورة أن تكون النتائج متوافقة مع ما نريد..؛ ذلك لأن الأشخاص الذين نتعامل معهم، يبطنون مصالح أخرى لا نراها، ولا يتفقون معنا في الظاهر إلا فيما يخدم مصالحهم الآنية، وهذا ليس على إطلاقه دائما.
- لذلك فإن اختيار من نتعامل معه مهم، ولا سيما إذا كان هناك خيار، ولكنْ هناك أناس مفروضون علينا من ناحية الارتباط الأسري أو الوظيفي؛ لذا هنا يجب أن نتعامل معهم وفق المعطيات والواقع، ولا نتأمل تحقيق نجاح كامل معهم، ونبحث عن نسبة نجاح 100%! ولكن نكتفي بتحقيق ما لا يضرنا منهم على الأقل.
- كما ومن المهم طلب المشورة، ولا سيما إذا لم يتبيَّن للإنسان وجه الصواب، قال - تعالى -: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران: 159)، أي في الأمور المهمة المشتركة، واحذر أن تعتمد على قدراتك الشخصية فقط في اتخاذ القرارات! بل المرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه، ولاسيما أولئك الذين هم من أهل الخير والصلاح، الذين يحبون لك الخير، ممن لهم رأي وخبرة في الأمور، وتأنٍّ وتجربة وعدم تسرُّع؛ فالإنسان الأمين هو الذي يُحبُّ لك ما يحبُّ لنفسه، وغير الأمين قد يُودي بك ويضرُّك.
- واستشارة من تثق به من أهلك أيضا فيه فوائد كثيرة..؛ حيث يعرف أهلُك أنَّ لهم قيمةً عندك وقدرًا، وربما يكون عندهم من الرأي ما ليس عندك، ويكون رأيُهم هو الصواب، كما أن إقناعهم فيما تظن أنه صواب، سوف يكسبك دعما إضافيا، وقدرة على مواجهة أي سلبيات مستقبلية.
- كما وعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاستخارة قبل اتخاذ القرار، وهي: «طلب خير الأمرين، والإنسان في أفعاله إما أن يتبيَّن له خير الأمرين فيفعله، ولا يحتاج إلى استخارة، وإما أن يتردَّد ويَشْكُل عليه الأمر، فحينئذٍ يحتاج إلى استخارة؛ لأنه لا يدري ما خير الأمرين؟ وإنما العالم بذلك هو الله -سبحانه وتعالى-، لكن كيف نعلم أي الأمرين خير؟» (ابن عثيمين).
- إن عدم اتخاذ القرار أو تأجيله، لا يعني فشلا محققا! بل قد يكون هروبك الحالي من اتخاذ القرار حلا زمنيا مؤثرا..؛ فقد تتبدل الأمور مع الوقت، وقد تكون الأمور في صالحك..؛ فلا تندم!
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|