|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() راحة القلب في ترك ما لا يعنيك عبدالله بن إبراهيم الحضريتي في زحام هذا العالم، وفي ضجيج الآراء، وتكاثر المنابر، وتعدُّد المنصات، يصبح الصمت نعمةً، والعزوف عمَّا لا يعنيك عبادةً، والسكينة التي تسكن قلبك حين لا تُقحم نفسك في معارك لا تخصُّك، هي أعظم انتصار. الإنسان في راحةٍ وسعةِ صدر ما دام لم يُرهِق نفسه بالتطفُّل على شؤون الآخرين، ولم يُضيِّع ساعاته في جدالٍ لا يُثمِر، ومناقشاتٍ لا تزيده إلا بُعْدًا عن ذاته وهدوئه. فكم من كلمةٍ قيلت لا لأجل الحق، بل لأجل الجدل، وانتهت بغصَّة، أو قطيعة، أو ذنبٍ يُكتب في صحيفة القائل دون أن يشعر! العاقل هو من يحسن التعامل مع حياته الواقعية، ويتَّزن في حضوره على منصات التواصل، يعرف ما يقول، ومتى يصمت، ولمن يفتح بابه، ومتى يغلقه. لا يتورَّط في كل رأي، ولا يُسرِف في التعليق؛ لأنه يدرك أن "الكلمة سهم"، وقد تُصيب من لا يستحق، أو ترتدُّ إلى قلبه فتؤذيه. في زمنٍ غابَتْ فيه الخصوصية، وانكشفت فيه الأستار، بات لزامًا على العاقل أن يرسم حدوده، ويحمي مساحاته الداخلية من أن تُخترق. فليس كل صمت جُبْنًا، وليس كل انسحاب ضعفًا؛ بل أحيانًا، يكون أعظم الشجاعة أن تختار السكينة، أن تعتذر عن الفوضى، وتلوذ بركنك الهادئ، بعيدًا عن ضجيج لا يُشبهك. العاقل لا يُثقل قلبه بما لا يُجدي، ولا يسمح لنفسه أو لغيره بالتعدي؛ لأنه يعلم أن العمر قصير، وأغلى ما يملكه صفاء قلبه، وسلام نفسه، ورِضا ربِّه. فاختر السلام، وازهد في الجدل، وكن ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه". اللهم ارزقنا قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وراحة لا تُعطى إلا لمن أحسن الظن بك، وأحسن الصمت عمَّا لا يُرضيك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |