أهداف العمل الخيري ومقاصده الشرعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 879 - عددالزوار : 119483 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8865 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21980 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-07-2025, 08:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,286
الدولة : Egypt
افتراضي أهداف العمل الخيري ومقاصده الشرعية

أهداف العمل الخيري ومقاصده الشرعية (١) حفظ الضرورات الخمس


  • يستهدف العمل الخيري تحقيق مجموعة من المقاصد الشرعية من أبرزها حفظ الضرورات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع السماوية وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال
  • عمل الخير يعدُّ مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية وذلك بدلالة كثرة الأمر به والحض عليه ومدح فاعليه في كثير من آيات الكتاب العزيز وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
  • يسهم العمل الخيري في حفظ المال بالمحافظة عليه من الإتلاف وإخراج حقه بالزكاة والصدقة ومنع استخدامه فيما يضر وتنميته بالطرائق الشرعية
  • لا يقتصر العمل الخيري على تقديم المساعدات المادية وإنما يتعدى ذلك إلى تقديم البرامج الثقافية والدعوية لإقامة المصالح المعتبرة شرعا ابتغاء الأجر والثواب في الآخرة
  • العمل الخيري هو أحد المسائل التي تستهدف تحقيق الصلاح للإنسان وهو بهذا المعنى يدخل ضمن المصالح التي تدخل في مقاصد الشريعة
يستهدف العمل الخيري تحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة والمقاصد الشرعية، من أبرزها حفظ الضرورات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع السماوية، وهي حفظ: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، هذه الضروريات تمثل الأسس التي يقوم عليها المجتمع الإنساني، ويستهدف العمل الخيري حمايتها وتوفيرها للأفراد والمجتمعات، كما يستهدف العمل الخيري سد حاجة الفقراء والمحتاجين، ورعاية المرضى، ومساعدة الفئات الضعيفة، وتعزيز التكافل الاجتماعي، وبناء مجتمعات قوية ومتماسكة، كما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال دعم التعليم والرعاية الصحية والإسكان، وغيرها من المجالات التي تخدم المجتمع.
عمل الخير مقصد من مقاصد الشريعة
العمل الخيري هو النفع المادي أو المعنوي الذي يقدمه الإنسان لغيره دون أن يأخذ عليه مقابلا، ولكنه يحقق هدفا أكبر من المقابل المادي، مثل أعمال البر وصنائع المعروف، ولا يقتصر العمل الخيري على تقديم المساعدات المادية، وإنما يتعدى ذلك إلى تقديم البرامج الثقافية والدعوية لإقامة المصالح المعتبرة شرعا؛ ابتغاء الأجر والثواب في الآخرة، فعمل الخير يعد مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، وذلك بدلالة كثرة الأمر به والحض عليه ومدح فاعليه، في كثير من آيات الكتاب العزيز، وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فعل الخير في القرآن الكريم
جاءت كثير من الآيات القرآنية تحض على فعل الخير منها قوله -تعالى-: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (الحج: ۷۷)، وقوله -تعالى-: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ (آل عمران: ١١٥)، ومن الآيات ما يأمر بالدعوة للخير مثل قوله -تعالى-: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}، ومن الآيات ما يحث على المسارعة في عمل الخير قوله -تعالى-: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}، ومن الآيات ما يثني على الذين يسارعون في عمل الخيرات، مثل قوله -تعالى-: {يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}، وفي وصف أهل الخشية من ربهم: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} وللحض على المنافسة والسبق في الأعمال المفيدة قال -تعالى-: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}، وقوله: {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ}، وفي سياق الحديث عن الإنفاق قال -تعالى-: {مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السبيل}.
فعل الخير في السنة النبوية
في السنَّة النبوية، أحاديث كثيرة تحثّ المسلمين على فعل الخير ترغيبا وترهيبا، بعضها من قبيل الواجب، وبعضها من قبيل المستحب، وكلُّها مما يحبُّه الله ويرضاه. ففي الحث على إطعام الجائع ما ورد عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما-: أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرَفت ومَن لم تعرف»، وعنه، أن النبي -[- قال: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام». وحث - صلى الله عليه وسلم - على كسوة المحتاج فقال: «ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ من الله ما دام منه عليه خِرقة». وحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فعل الخيرات فقال: «إن ممَّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما علَّمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورَّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحَّته وحياته، يلحقه من بعد موته». وحث - صلى الله عليه وسلم - على كفالة اليتيم، فقال الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبَّابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئا». وجاء الحث على رعاية الأرملة في السنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله». وأحسبه قال: «كالقائم لا يفتُر وكالصائم لا يفطر». كما حث - صلى الله عليه وسلم - على إغاثة الملهوفين وتفريج كُربِ المكروبين والمنكوبين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: « من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ».
(1) دور العمل الخيري في حفظ الدين
وحفظ الدين على ثلاث مراتب: الضروري منه مثل بناء المساجد، ومنه الحاجي مثل إصلاح المساجد وتعيين المؤذنين وغيرهم، وأما التحسيني مثل تزيين المساجد وفرشها وطلاء جدرانها، ويسهم العمل الخيري في حفظ الدين وإقامته وإرساء قواعده بما يلي:
  • بناء المساجد في المناطق التي لا يوجد فيها مسجد، ومدها بالأئمة ومن يقوم على خدمتها، وتعدّ المساجد من أهم الأشياء لحفظ الدين.
  • إقامة المراكز الدعوية وتأهيل الدعاة لمواجهة الفكر المنحرف.
  • إقامة مراكز تحفيظ القرآن ورعاية القائمين عليها.
  • طبع الكتب والنشرات وإنشاء القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية والفضائية بهدف نشر الإسلام والتصدي للأفكار الهدامة.
  • إنشاء المدارس والجامعات الإسلامية التي تخرج العلماء المتخصصين في الشريعة الذين يقع على عاتقهم نشر الدين.
وقد حافظت هذه الأعمال الخيرية على نشر الدين، وإبقائه على سبيل الدوام، وتعدّ الأوقاف من الأعمال الخيرية التي حبست لبناء المساجد وإنشائها، ومن أهم العوامل التي حافظت على حفظ الدين ونشره.
(2) دور العمل الخيري في حفظ النفس
يعدّ العمل الخيري من أهم الأدوات التي شرعها الإسلام للمشاركة في حفظ النفس، وقد ساهم العمل الخيري في حفظ النفس بما يلي:
  • توفير كفاية النفس بما تحتاجه من طعام وشراب ولباس ومسكن، ووقاية من الأمراض وغيرها من الوسائل التي لا يتم حفظ النفس إلا بها، وتأخذ حكم المقصد الضروري.
  • تقديم نفقات العلاج ماديا أو من خلال إنشاء المستشفيات الخيرية وتخصيصها للمحتاجين.
  • المساهمة في إغاثة المنكوبين والمتضررين من الكوارث.
  • إقامة دور الرعاية الصحية التي تعنى بحفظ حياة الأطفال الذين فقدوا ذويهم في الحرب أو الحوادث وغيرها، وكذلك رعاية اللقطاء الذين فقدوا نعمة الأب الشرعي.
(3) دور العمل الخيري في حفظ العقل
لم يغفل الإسلام الاهتمام بالعقل وذلك بالمحافظة عليه عما يضره في مادته وجوهره، وما يذهب بوظيفته جزئيا أو كليا، واستخدامه فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه، وللعمل الخيري إسهامات واضحة في حفظ العقل بوسائل منها:
  • إنشاء المكتبات ودور العلم؛ حيث إن الكتاب هو الأساس في بناء الشخصية العلمية وتربية الأجيال الناشئة.
  • بناء المدارس والمعاهد ومراكز الدعوة والإرشاد، والإنفاق على مستلزماتها والقائمين عليها من أساتذة ومدرسين، ولا شك أن المؤسسات التعليمية كان لها الأثر في حفظ العقل من الجهل؛ بتعليم الإنسان كل ما يلزمه ويلزم أمته، من: فقه وحديث ولغة ونحو وطب وإدارة، وشمل التعليم الرجال والنساء والأطفال، وكثير من العلماء والفقهاء الذين خدموا الدين تلقوا تعليمهم وثقافتهم من خلال هذه المدارس والمكتبات.
(4) دور العمل الخيري في حفظ النسل
حفظ النسل من الركائز الأساسية لعمارة الأرض، وهو عنصر مهم للجهاد الذي يحفظ الدين والنفس، وكلها من الضروريات الخمس، والإسلام حث على التناسل، وعمل على حمايته بوسائل عدة منها: تخصيص الأموال للمقبلين على الزواج ومساعدتهم، ووجد كذلك الوقف على أصحاب العوائل ممن كثر عياله وقل رزقه.
(5) دور العمل الخيري في حفظ المال
ينظر الإسلام إلى المال على أنه وسيلة لتحقيق مقاصد شرعية ودنيوية وأخروية فردية واجتماعية، فلا يستطيع المرء أن يحافظ على حياته المادية إلا بالمال، فبه يأكل وبه يشرب، وبه يلبس وبه يبني مسكنه وبه يصنع سلاحه الذي يدافع به عن نفسه وحرماته، وبه يطور نفسه ويرقيها، والمال في الإسلام هو مال الله -عزّوجل-، والإنسان مستخلف عليه، ويسهم العمل الخيري في حفظ المال بالمحافظة عليه من الإتلاف وإخراج حقه بالزكاة والصدقة، ومنع استخدامه فيما يضر، وتنميته بالطرائق الشرعية.
العمل الخيري وحفظ المقاصد الحاجية
تتناول المقاصد الحاجية حفظ الكليات الخمس ولكن بمرتبة أقل من الضرورية، فتحفظ المقاصد الحاجية هذه الخمس بما يجلب التيسير والرفق للمكلفين، والتوسعة ورفع الضيق المؤدي إلى الحرج والمشقة، وبما أن ظروف الحياة المتجددة والمتغيرة تنشأ دائماً عن حاجات لا حصر لها، فتتنوع صور العمل الخيري بتنوع هذه الحاجات التي يطلب تلبيتها؛ حيث إن هذه الحاجات لا غنى للإنسان عنها، وبوجودها يرفع الحرج والمشقة عن الأفراد والأمة، وتجلب التيسير والرفق، ويسهم العمل الخيري في حفظ المصالح الحاجية من خلال:
  • إنشاء مراكز رعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتزويدها بالأجهزة والمستلزمات الطبية والكوادر البشرية.
  • إنشاء دور المسنين للذين فقدوا من يعولهم.
  • تمليك المساكن للمحتاجين، أو توفير سكن لائق لهم، أو ترميم مساكنهم القديمة وإصلاحها وتزويدها بالمرافق الصحية.



اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.50 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]