الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051522 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319440 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334101 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-07-2025, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

محمد بن علي بن جميل المطري



جمع واستنباط
د. محمــد بـن علــي بـن جـمـيــل المـطــري

أهم النتاج العلمي:
التجديد عند المفسرين، الهدايات القرآنية في قصة ذي القرنين، مائة آية في فضل الصحابة، اثنا عشر دليلا من القرآن على إثبات عذاب القبر، الإرشاد إلى سعة الصدر في مسائل الاجتهاد، فقه الخلع، إتحاف الطلاب بأحكام الطلاق، مقدمة في تخريج الحديث ودراسة الأسانيد، سيرة أبي هريرة والأحاديث الصحيحة التي تفرد بروايتها، الأحاديث القصار من الصحيحين، الحفاظ الأربعون، قصة نشأة المذاهب الفقهية، كتب وتواريخ، الرياحين اليمانية في العقيدة.

ملخص البحث
أمرنا الله بتدبر القرآن الكريم لنتذكر به ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، ومن ثمار تدبر القرآن استنباط الهدايات القرآنية، ولا يزال المجال مفتوحًا لاستخراجها من كل آية من آياته، كما تراه في هذا البحث التطبيقي.
موضوع البحث:
الهدايات المستنبطة من قوله تعالى: {﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾} [الأعراف: 180].
أهداف البحث:
بيان معنى الآية الكريمة، وجمع ما أمكن من الهدايات المستنبطة منها، مما هو موجود في كتب التفسير، ومما ظهر للباحث، مع بيان السبل التي يمكن تحقيقها من خلال الآية الكريمة لإصلاح واقع الأمة.
أهم نتائج البحث:
  • أنَّ مجال استنباط الهدايات القرآنية مجال رحب واسع، لا يمكن لأحد أنْ يحصيه.
  • الحث على دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى.
  • الحذر من الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بأي نوع من أنواع الإلحاد التي ذكرها أهل العلم.
  • أهمية العلم بأسماء الله الحسنى، وحفظها، ومعرفة معانيها، ومعرفة صفات الله تعالى الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يعرف الناس عظمة الله وقدره، فيحرصوا على تحقيق الإيمان، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
  • فضل القرآن وعظمته، وأنَّه يهدي الأمة في كل زمان ومكان للتي هي أقوم في جميع الأمور.
التوصيات:
الاعتناء بالقرآن الكريم تفسيرًا وتدبرًا، ودراسةً وتدريسًا، وخطابةً ووعظًا.
الكلمات المفتاحية:
الهدايات - التدبر - الاستنباط – الأسماء الحسنى – الإلحاد في أسماء الله


المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنَّ القرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم، جعله الله مباركًا، وأمرنا بتدبر آياته لنتذكر به ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، كما قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29].
وإنَّ استنباط الهدايات من القرآن الكريم هي ثمرة تدبره، فمن اهتدى بها كان أكمل الناس علمًا وعملًا، وأقومهم وأهداهم في جميع أموره, فإنَّ من الأهداف السامية لتلك الهدايات القرآنية إخراج الناس من الظلمات إلى النور, وتحقيق الشفاء التام للأمة على مستوى الفرد والجماعة, قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ﴾ [الإسراء:٩], وقال تعالى: ﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [المائدة:١٥-١٦].
والقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه, ولا يستطيع أحدٌ أن يستوعب جميع معانيه وفوائده, فقد نهلت منه أمة الإسلام منذ أن أنزله الله على نبيه, ولا يزال المجال مفتوحًا لاستخراج الهدايات والفوائد من معينه الصافي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا عجب في ذلك فهو المعجزة الخالدة التي تخاطب القلوب والعقول, وإعجازه باقٍ ما بقيت الدنيا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "كل ما أنزل في كتابه جل ثناؤه رحمةٌ وحجةٌ، علِمه من علِمه، وجَهِله من جَهِله، لا يعلم من جهله، ولا يجهل من علمه. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحقَّ على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه نصًا واستنباطًا، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يُدرك خير إلا بعونه. فإنَّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًا واستدلالًا، ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الرِّيَب، ونوَّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة. فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"([1]).
وهذا بحث تطبيقي في تدبر آية من القرآن، واستنباط ما تيسر من هداياتها، بعنوان: الهدايات المستنبطة من آية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
أسباب اختيار الموضوع:
يعود اختيار هذا الموضوع للأسباب الآتية:
  • لا يزال علم التفسير في حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تبين جوانب الهدايات القرآنية في آياته؛ حيث إنَّها لم تجد العناية الكافية في كتب التفسير القديمة والحديثة؛ فقد كان جلُّ اهتمام المفسرين منصبًّا على بيان المعاني, أما الهدايات فلا يذكرونها إلا ضمنًا, وهذا يتطلب إبراز هدايات الآيات في دراسات خاصة بها.
  • حاجة هذا العصر لربط واقعه بمعاني آيات القرآن وهداياته؛ حتى تعود الأمة لمجدها وعزها كما كانت عليه في عهد سلفها، حين كان القرآن هاديًا لها، وشافيًا لعللها وأمراضها.
  • الحاجة الملحة إلى رؤية علمية مثالية, تقوم على أصح الطرق في فهم الآيات، والاستنباط منها, تأخذ من كل منهج واتجاه في التفسير أفضله, ويتم من خلالها كتابة الهدايات القرآنية باستقصاء بقدر الإمكان؛ لتكون موردًا عذبًا للمهتدين بهدي القرآن العظيم.
مشكلة البحث:
كتب التفسير فيها ما يكفي لفهم معاني آيات القرآن العظيم، لكنْ مؤلفوها لا يتوسعون في استنباط الهدايات القرآنية من كل آية قرآنية وفق القواعد والضوابط والأصول السليمة، فلا يزال المجال مفتوحًا للباحثين لجمع الهدايات القرآنية من كتب التفسير، واستنباط هدايات جديدة مما لا يوجد في كتب التفسير، فالباحث حين يجمع الهدايات القرآنية من كتب التفسير قد يرجع إلى عدة تفاسير ولا يجد فيها هدايات جديدة، فإن أطال التأمل والتدبر للآيات فسيجد هدايات جديدة غير مذكورة في كتب التفسير، فقد يسَّر الله كتابه للتذكر، وأمر المسلمين بتدبر القرآن، فآيات القرآن ليست لقوم كانوا فبانوا، بل هو للناس جميعًا في كل زمان ومكان، وما من مشكلة خاصة وعامة وإلا وفي القرآن السبيل إلى حلها، فهو كتاب هداية، وتدبره لأجل استخراج هداياته أعظم ما يحتاج إليه المسلمون اليوم؛ لأنَّ في القرآن هدايتَهم في جميع أمورهم، وعِزَّهم وقوتَهم، وسعادتَهم وفلاحَهم.
أسئلة البحث:
  • ما المعاني التي تضمنتها هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]؟
  • ما مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها؟
  • ما الهدايات المستنبطة من هذه الآية الكريمة؟
  • ما هي أسماء الله الحسنى؟
  • ما السبل التي يمكن تحقيقها من خلال الآية لإصلاح واقع الأمة؟
أهداف البحث:
  • بيان معاني الآية الكريمة التي هي موضوع البحث.
  • توضيح مناسبة هذه الآية لما قبلها وما بعدها.
  • جمع الهدايات المستنبطة من هذه الآية الكريمة، مما في كتب التفسير، ومما يظهر للباحث.
  • سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها.
  • بيان السبل التي يمكن تحقيقها من خلال هذه الآية لإصلاح واقع الأمة.
أهمية البحث:
يمكن إجمال أهمية البحث في هذا الموضوع فيما يأتي:
  • أنَّ فيه جمعًا لما تفرق في التفاسير القديمة والحديثة في مجال الهدايات القرآنية, وضمًّا لشتاتها فيما يتعلق بآية قرآنية واحدة؛ للاستفادة القصوى من هداياتها.
  • استنباط هدايات قرآنية جديدة من الآية الكريمة، مما يوضح عمليًّا أنَّ القرآن لا تنقضي عجائبه وفوائده, وصياغتها بصورة سهلة ليستفيد منها المسلمون في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، وأخلاقهم، وفِكْرِهم.
  • أنَّ فيه تطبيقًا عمليًّا لقواعد اللغة والبلاغة والأصول لإبراز الهدايات القرآنية.
  • أنه يَعنى بجعل علم التفسير ملامِسًا لقضايا الواقع المعاصر, وإظهار الحلول المناسبة لمشاكل الناس وفق هدايات القرآن الحكيم.
  • أنَّ في الاهتمام باستنباط هدايات القرآن الكريم تنبيهًا للناس إلى فحوى النص القرآني, وحثًّا لطلاب العلم على تدبر القرآن، والتوسع في الاستنباط منه، والاستدلال به، واستخراج هداياته وحِكَمه وأسراره.
أهم الدراسات السابقة:
  • الإكليل في استنباط التنزيل، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، (ط. د)، بيروت، دار الكتب العلمية، 1401هـ، مطبوع في 300 صفحة. ذكر مؤلفه أنه أورد في كتابه الاستنباطات التي يذكرها المؤلفون في كتب أحكام القرآن، وهذا الكتاب - مع صغر حجمه - يمتاز بذكر الاستنباطات الدقيقة من آيات القرآن بعبارة موجزة, في الأحكام الفقهية وغيرها، مما ينقله عن العلماء أو مما يظهر له، لكنه لم يستوعب جميع آيات القرآن، ولم يكثر من الاستنباطات، فالآية التي هي موضوع هذا البحث لم يذكر فيها سوى استنباطين فقط.
  • قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، لعبد الرحمن حسن حبنكة الميداني (ت 1425 هـ)، (ط4)، دمشق، دار القلم، 1430 هـ. ذكر المؤلف في هذا الكتاب أربعين قاعدةً لتدبر كتاب الله، وهي قواعد مهمة يستفيد منها الباحثون في استخراج هدايات القرآن الكريم.
  • أيسر التفاسير، للشيخ أبي بكر الجزائري (ت 1439 هـ)، (ط5)، المدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، 1424هـ، مطبوع في 5 مجلدات. هذا الكتاب تفسير كامل للقرآن الكريم، ومن عادة مؤلفه أنه يضع عنوانًا بعد تفسير الآيات يقول فيه: من هداية الآيات: ثم يذكر بعض الهدايات الظاهرة من الآية، فمؤلفه حريص على إبراز الهدايات القرآنية من كل آية، ولكنه لا يتوسع في ذكر الهدايات القرآنية، ويكتفي بذكر أهمها وأظهرها، فمثلًا في تفسير الآية التي هي موضوع هذا البحث لم يذكر سوى هدايتين فقط، أما البحث الذي بين أيدينا ففيه توسع في ذكر ما تدل عليه الآية من الهدايات بمنطوقها، ومفهومها، وسياقها، ومناسبتها مع الآيات التي قبلها وبعدها، وغير ذلك من طرق استنباط الهدايات القرآنية.
  • الهدايات القرآنية دراسة تأصيلية، تأليف فريق بحثي، يضم: الأستاذ الدكتور طه عابدين، والدكتور ياسين قاري، والدكتور فخر الدين الزبير، (ط1)، الدمام، مكتبة دار المتنبي، 1438هـ، مطبوع في مجلدين. ذكر المؤلفون أنَّ المفسرين المتقدمين والمتأخرين اهتموا ببيان تفسير الآيات ولم يهتم أكثرهم بما تدل عليه الآيات من الهدايات القرآنية، وذكروا أنَّ الحاجة ماسة جدًّا في عصرنا لاستخراج الهدايات القرآنية، وتقريبها لعامة الناس، فقاموا بهذه الدراسة التأصيلية بقصد جمع شتات ما كتبه العلماء في إبراز معالم الهدايات القرآنية، فبينوا مفهوم الهدايات، وأهميتها، وخصائصها، وأنواعها، ومجالاتها، ومنهج السلف الصالح في التعامل معها، وفصَّلوا طرق العلماء في الوصول إليها، وشرحوا الأصول والقواعد والضوابط التي يقوم عليها علم الهدايات القرآنية. وهذه الدراسة تأصيلية وليست تطبيقية لآيات القرآن الكريم، وقد استفاد الباحث كثيرًا من هذه الدراسة في تطبيق ما ذُكِر فيها من تأصيل على الآية التي هي موضوع بحثه.
الجديد الذي يقدمه هذا البحث:
  • هذا الموضوع دراسة نوعية في مجال التفسير، يتعلق بآية قرآنية واحدة؛ لاستخراج أكبر قدر ممكن من هداياتها، والاستفادة مما كتبه المفسرون قديمًا وحديثًا، بما يبين أهمية تدبر القرآن الكريم.
  • في هذا البحث إضافات جديدة مما ظهر للباحث من هدايات واستنباطات, فقد بلغ عدد الهدايات المستنبطة من الآية التي هي موضوع البحث 80 هدايةً.
  • سرد أسماء الله الحسنى الثابتة في القرآن والسنة بطريقة يسهل حفظها.
  • السعي لربط الواقع المعاصر بهدي القرآن الكريم, من أجل تقويم هذا الواقع، والسعي إلى إصلاح ما فيه من خلل بالقرآن الكريم.
المنهج المتبع في البحث:
المنهج المتبع في البحث هو المنهج الوصفي والتحليلي من خلال دراسة الآية التي هي موضوع البحث، وقد اتَّبَع الباحث هذين المنهجين في بحثه لاستنباط أكبر قدر ممكن من الهدايات القرآنية.
إجراءات البحث:
اتَّبع الباحث مجموعة من الخطوات الإجرائية، من أهمها:
  • الرجوع إلى أكبر قدر ممكن من كتب التفسير القديمة والحديثة، ومحاولة الاستفادة منها في جمع وكتابة الهدايات القرآنية.
  • تجنب الأقوال الشاذة والأقوال المرجوحة في التفسير.
  • الالتزام بمنهج السلف الصالح، وأصول التفسير وقواعده في استنباط الهدايات القرآنية.
  • توثيق النصوص المنقولة من مصادرها الأصلية.
  • المعوَّل عليه في معرفة طبعات المصادر هو الفهرس الخاص آخر البحث.
خطة البحث:
يتكون البحث من مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة، وفهارس، كما يأتي:
  • المقدمة.
  • المبحث الأول: المعاني التي تضمنتها الآية.
  • المبحث الثاني: مناسبة الآية لِما قبلها وما بعدها.
  • المبحث الثالث: الهدايات الخاصة بالآية.
  • المبحث الرابع: سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها.
  • المبحث الخامس: سبل تحقيق هدايات الآية في واقع الأمة.
  • فهرس المصادر والمراجع.
  • فهرس الموضوعات.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث المتواضع، وأن يجعله خالصًا لوجهه، والله الموفق وحده.


المبحث الأول: المعاني التي تضمنتها الآية
قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
معنى مفردات الآية:
قوله تعالى: ﴿الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ الحسنى تأنيث الأحسن بمعنى الأفضل، وقيل: الحسنى جمع الأحسن لا جمع الحسن، ووصف الله أسماءه بأنها حسنى لأنها بالغة الغاية في الحسن في ألفاظها وفي معانيها، فهي متضمنة لصفات كاملة لله لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وأسماء الله سبحانه أعلام وأوصاف، أعلام باعتبار دلالتها على ذات الله سبحانه، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني العظيمة، فكل اسم من أسماء الله متضمن صفة من صفاته جل جلاله التي وصف بها نفسه، فمثلا اسم الله يدل على صفة الألوهية، والرحمن الرحيم يدلان على صفة الرحمة، والعزيز يدل على صفة القوة والقهر والغلبة، وهكذا([2]).
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في تعيين أسماء الله الحسنى، وهي ليست محصورة بعدد معين([3])، فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك))([4]).
وما استأثر الله بعلمه لا سبيل لأحد أن يحيط به، وما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة))([5]) لا يدل على حصرها بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لقال: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما، ومعنى الحديث: أن من حفظ تسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى دخل الجنة بفضل الله، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من أحصاها دخل الجنة)) جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن يقول القائل: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فقوله هذا لا يمنع أن يكون عنده دراهم أخرى لم يعدها للصدقة([6]).
وقوله تعالى: ﴿وَذَرُوا﴾ يذر بمعنى: يترك، والأمر منه: ذر أي: اترك، وأماتت العرب ماضيه ومصدره، فإذا أرادوا الماضي قالوا: ترك، فمعنى قول الله: ﴿وَذَرُوا﴾ أي: اتركوا([7]).
وقوله تعالى: ﴿يُلْحِدُونَ﴾ أصل الإلحاد في اللغة بمعنى: الميل والعدول عن الشيء، يقال: لَحَدَ يَلْحَد، وأَلْحَدَ يُلْحِد، أي: مال عن الحق وأعرض عنه، والـمُلحِد في الدين الذي أدخل فيه ما ليس منه، وأعرض ومال عن الحق إلى الباطل.
ويستعمل لفظ «لحد» في كل شيء معوج غير مستقيم، ومن ذلك تسمية اللحد الذي يكون في القبر؛ لأنه في جانب منه، وليس في وسطه([8]).
والإلحاد في أسماء الله هو: الميل في أسماء الله بتسمية الله ووصفه بغير ما يجوز عليه نفيا وإثباتا من أشياء تفترى على الله سبحانه([9]).
والإلحاد في أسماء الله أنواع: أولها: تسمية الأصنام بها، كتسمية المشركين لأصنامهم آلهة، وتسميتهم صنم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز. وثانيها: تسمية الله بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له علة فاعلة أو موجبا بذاته ونحو ذلك من الإلحاد. وثالثها: وصف الله بما يتعالى ويتقدس عنه من النقائص، كقول اليهود: إن الله فقير وبخيل، وإنه تعب بعد خلق السماوات والأرض فاستراح يوم السبت، سبحان الله وتعالى عما يقولون. ورابعها: تعطيل أسماء الله عن معانيها، وجحد حقائقها، ونفي الصفات التي تضمنته كما يفعل ذلك كثير من أهل الأهواء والبدع([10]).
وقوله تعالى: ﴿سَيُجْزَوْنَ﴾: الجزاء: الكفاية والغَناء، يقال: جزى الشيء جزاء كفى وأغنى، وجزيت فلانا أجزيه جزاء أي: كافأته بشيء يقوم مقام عمله، والجزاء يكون بالثواب والعقاب، وجزى فلانا حقه أي قضاه، وجزاك الله خيرا أي: أثابك وكافأك خيرا([11]).
وقوله تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ﴾ العمل: يشمل الفعل والقول والاعتقاد، ويستعمل في الأعمال الصالحة والسيئة، والفرق بين العمل والفعل أن العمل من الفعل ما كان مع امتداد بخلاف الفعل، واعتبار هذا الفرق ظاهر في كتاب الله كما قال تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ [سبأ: 13] حيث كان فعلهم بزمان، وقال: ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: 50]؛ لأن الملائكة يأتون بما يؤمرون في طرفة عين، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ [الفيل: 1]؛ لأنه أهلكهم من غير بطء، وقال تعالى: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [العصر: 3]؛ لأن المقصود المثابرة عليها، لا الإتيان بها مرة أو بسرعة، وقال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ [الحج: 77] بمعنى سارعوا، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون: 4] أي: يأتون بها على سرعة من غير توان في دفع حاجة الفقير.
ومن الفروق بين العمل والفعل أن العمل يكون بقصد بخلاف الفعل فإنه قد يكون بقصد أو بغير قصد، ولذلك ينسب الفعل كثيرا للحيوانات والجمادات.
ومن الفروق بين العمل والفعل أن الفعل يطلق على ما ينقضي، والعمل يطلق على الآثار التي تثبت في الذوات بعد انقضاء الحركة([12]).
المعنى الإجمالي للآية:
يقول الله تعالى مثنيا على نفسه: ولله أحسن الأسماء الدالة على صفات كماله، فادعوا الله وحده - أيها المسلمون - بهذه الأسماء العظيمة. واتركوا المشركين الذين يميلون في أسماء الله فيسمون بها آلهتهم أو يزيدون فيها أو ينكرون بعضها. سيجزي الله الذين يُلحدون في أسمائه عذابا عظيما على جميع ما كانوا يعملونه من الكفر والإلحاد في أسمائه([13]).


المبحث الثاني: مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها
تقدم قبل هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180] قوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179].
وعند التأمل في مناسبة آية الأسماء الحسنى للآية التي قبلها يتبين أن من الغفلة عدم العلم بأسماء الله، والجهل بمعانيها، وترك دعاء الله بها.
وأن عدم الاعتبار بآيات الله، وعدم التفقه في تزكية الأنفس بالعلم الصحيح يسبب الغفلة التامة عن ذكر الله وشكره والثناء عليه سبحانه.
وأن على من ابتلي بالغفلة وعدم الانتفاع بقلبه وبصره وسمعه أن يدعو الله بأسمائه الحسنى أن يهديه، وأن يصلح شأنه.
وأن من أسباب الضلال والغفلة الجهل بأسماء الله وصفاته([14]).
وبعد أن ذكر الله آية الأسماء الحسنى قال سبحانه: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 181].
وعند التأمل في مناسبة آية الأسماء الحسنى للآية التي بعدها يتبين التأكيد على أن المؤمن الحق هو الذي يترك الضالين الملحدين في أسماء الله، وأن عليه أن يجالس أهل الحق المهتدين.
وبعد أن ذم الله من يستحق الذم كالذين يلحدون في أسمائه، مدح من يستحق المدح، وهم الذين يؤمنون بأسماء الله وصفاته، ويدعون الله بأسمائه، ولا يلحدون فيها، وهذا الذم والمدح بحق هو من العدل المذكور في ختام هذه الآية([15]).
وفي ذلك بيان أن الدعوة إلى توحيد الله في أسمائه وصفاته، وعدم الإلحاد فيها هو من صفات أهل الحق، ومن الحق الذي يجب الدعوة إليه.
وفي ذلك أيضا بيان أهمية دعاء الله بأسمائه الحسنى لمن يدعون الخلق إلى الله.
وأن الإلحاد في أسماء الله وصفاته من الباطل الذي يجب التحذير منه، وأن الدعوة إلى الإلحاد في أسماء الله من صفات أهل الباطل، وأنه من الظلم العظيم.
وفي ذلك بشارة من الله سبحانه أنه يقيض لأهل الإسلام، ولعقيدة التوحيد والأسماء والصفات في كل زمان من يذب عنها، ويدفع عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وأن الخير باق في هذه الأمة، وأنه لا يخلو الزمان من قائمين على الحق، داعين إليه، سواء ظهر صيتهم بين الناس أو لم يظهر([16])، وفي حديث ثوبان اليماني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))([17]).
وأن الحق والعلم مكانهما، من طلبهما وجدهما، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما)([18]).
المبحث الثالث: الهدايات الخاصة بالآية
من الهدايات التي يمكن أن نستفيدها من قوله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]ما يأتي:
  • يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من الغفلة المذمومة عدم العلم بأسماء الله، والجهل بمعانيها، وترك دعاء الله بها، وأن ذلك من أسباب دخول النار([19]).
  • يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن عدم الاعتبار بآيات الله، وعدم التفقه في تزكية الأنفس بالعلم الصحيح يسبب الغفلة التامة عن ذكر الله وشكره والثناء عليه([20]).
  • يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من ابتلي بالغفلة وعدم الانتفاع بقلبه وبصره وسمعه أن يدعو الله بأسمائه الحسنى أن يهديه، ويصلح شأنه([21]).
  • يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من أسباب الضلال والغفلة الجهل بأسماء الله وصفاته، وعليه فالعلم بأسماء الله وصفاته من أعظم ما يعصم العبد من الضلال والغفلة، لأنها تثمر تعظيم الله، والمعرفة باطلاعه على عباده، وقدرته عليهم([22]).
  • أفظع أحوال المشركين هو حال إشراكهم بالله غيره؛ لأن في الشرك بالله إبطالا لصفة الوحدانية الخاصة بالله، يؤخذ من مناسبة توسط هذه الآية في خلال آيات ذم المشركين([23]).
  • في الشرك تعطيل كثير من صفات الله سبحانه، يؤخذ مما أُخذت منه الهداية السابقة([24]).
  • كما أن ذات الله أكمل الذوات، فأسماؤه وصفاته أكمل الأسماء والصفات([25]).
  • كثرة أسماء الله الحسنى وفضلها وشرفها.
  • أهمية العلم بأسماء الله وصفاته، فهي تزيد الإيمان، وتحث الإنسان على تقوى الله، والاجتهاد في عبادته، وطلب مرضاته([26]).
  • تأكيد استحقاق الله أسماءه الحسنى، وثبوتها له بلا شك، يؤخذ من معنى اللام الداخلة على لفظ الجلالة المفيدة للاستحقاق، ومن تقديم الجار والمجرور في قوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾([27]).
  • كثرة أسماء الله الحسنى تدل على عظمته، وكمال ذاته وصفاته، وتفيد أن الكمال المطلق له سبحانه وحده دون ما سواه([28]).
  • لا ينبغي الاقتصار على تعلم بعض أسماء الله الحسنى، بل ينبغي تعلمها كلها بقدر الاستطاعة، ومن الخطأ والتقصير ذكر بعضها في كتب الاعتقاد، وعدم حث الطلاب على حفظها([29]).
  • فضل العلم بأسماء الله الحسنى، ويؤخذ منه فضل من حفظ القرآن الكريم؛ لأن القرآن متضمن لأسماء الله الحسنى([30]).
  • الأسماء الحسنى ليست إلا لله وحده، وكذلك الصفات الكاملة ليست إلا لله وحده، وكل ما سواه فهو فانٍ ناقص([31]).
  • الاسم للمسمى، ولا يقال: الاسم هو المسمى ولا الاسم غير المسمى، فإن الخلاف في هذا من الأمور الحادثة، والصواب ترك الخوض في هذه المسألة الكلامية، والاكتفاء بما أخبر الله في هذه الآية من كون أسمائه له، ولم يقل: هي نفس المسمى ولا هي غيره([32]).
  • وصف أسماء الله بـالحسنى يدل على ثبوت صفات كمال حقيقي لكل اسم منها([33]).
  • أسماء الله سبحانه كلها حسنى، بالغة الغاية في حسن الألفاظ والمعاني، والدلالة على كمال الصفات والعظمة، والتنزه عن شوائب النقص([34]).
  • لا يوجد في الأسماء أحسن من أسماء الله، ولا يقوم غيرها مقامها، ولا يسد غيرها مسدها، ولا يؤدي معناها أي لفظ من كل وجه([35]).
  • اسم الله الأعظم هو الله؛ لأنه متضمن كل اسم، وجميع الأسماء الحسنى تابعة له، مضافة إليه، ولا يضاف اسم الله إليها، وقيل: المراد بالاسم الأعظم جميع أسماء الله الحسنى، فكلها عظيمة، وقيل غير ذلك، والأصح عند الباحث هو القول الأول، وقد نُسِب إلى أكثر العلماء، وإلى المحققين، والله أعلم([36]).
  • كل اسم ليس حسنا في لفظه أو معناه، فليس من أسماء الله، كالضار([37]).
  • كل اسم لا معنى له أو يدل على صفة نقص فليس من أسماء الله الحسنى([38]).
  • الأسماء السوأى للكفار ولمعبوداتهم الذين استحقوا النار بتعطيلهم حواسهم([39]).
  • تعريف الله عباده بأسمائه الحسنى رحمة بهم؛ ليعرفوا قدره، ويدعوه بها، ولم يكلفهم معرفتها بعقولهم([40]).
  • في قوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ تفريع عن كونها أسماء لله، وعن كونها حسنى، أي: فلا حرج في دعاء الله بها؛ لأنها أسماء متعددة لمسمى واحد، ولأنها حسنى([41]).
  • وجوب دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى، فالأصل في الأمر بالدعاء بها الوجوب([42]).
  • جواز أن يُدعى الله بكل ما دل على صفاته وعلى أفعاله، يؤخذ مما أُخذت منه الهداية السابقة بالإشارة([43]).
  • مشروعية افتتاح الدعاء أو ختمه باسم من أسماء الله الحسنى المناسبة للدعاء([44]).
  • دعاء الله بأسماء الله المناسبة للحال، فيطلب الداعي بكل اسم ما يليق به، كأن يقول الفقير: يا رزاق ارزقني، يا وهاب اعطني([45]).
  • دعاء الله بأسمائه الحسنى في كل ما يحتاج المسلم إليه من الأشياء الكبيرة والصغيرة([46])، يؤخذ من إطلاق الأمر بالدعاء، من غير تقييد بشيء كبير أو صغير.
  • مشروعية دعاء الله بأسمائه الحسنى على سبيل التفصيل أو على سبيل الإجمال من غير تفصيل، كأن يقول: أسألك بأسمائك الحسنى([47]).
  • دعاء الله بأسمائه الحسنى تقرب العبد من الله، يؤخذ من كونها أسماء كاملة، فمن دعا الله بها أفاض عليه من كمالاتها([48]).
  • مشروعية الثناء على الله بذكر أسمائه، سواء عند طلب الحاجات أو لمجرد التعظيم([49]).
  • مشروعية قول الداعي: يا الله، يا رحمن، وضلال من ينكر ذلك، قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء:110]([50]).
  • وجوب تسمية الله بأسمائه الحسنى([51]).
  • معرفة كمال الله وما يجب له من أسمائه الحسنى من تمام التوحيد؛ لأن كمال الذات بأسمائها الحسنى، وصفاتها الشريفة، ولا كمال لذات لا اسم لها ولا صفة([52]).
  • الحث على فهم أسماء الله الحسنى، فدعاء الله يتحقق تحققا كاملا إذا علم الداعي معاني أسمائه سبحانه([53]).
  • مذهب الملاحدة في مدح الرب بنفي أسمائه وصفاته من أعظم مكائدهم للإسلام، فقد عكسوا المعلوم شرعا وعقلا([54]).
  • من أفضل الدعاء دعاء الله بأسمائه الحسنى كما أمر الله بذلك([55]).
  • دعاء الله بأسمائه الحسنى من أسباب إجابة الدعاء([56]).
  • الحث على ذكر الله والثناء عليه، وعدم الغفلة عن دعائه([57]).











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 185.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 183.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.93%)]