|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حرَّم الإسلام انتساب الرجل إلى غير أبيه .. حفظ الأنساب من أعظم مقاصد الشريعة
من أعظم محاسن الإسلام ومقاصد الشريعة، ما جاء به من تشريعات تستهدف حفظ النسب وصيانة الأعراض؛ حيث حرصت الشريعة الإسلامية على وضع ضوابط وقوانين لحماية الأسرة واستقرارها؛ فحفظ النسب يُعد جزءا مهما من تحقيق التوازن والاستقرار داخل المجتمع؛ لأنه يتعلق بالحفاظ على هوية الفرد وعلاقته بعائلته، ويضمن حماية حقوقه وحقوق الأجيال المقبلة. مفهوم حفظ النسب وأهميته في الإسلام النسب في الإسلام يشير إلى علاقة الفرد بأصوله من الأب والأم، وهو جزء من هويته الاجتماعية والدينية، حفظ النسب يعني أن يُنسب كل فرد إلى والديه الحقيقيين، وأن تُحفظ حقوقه المترتبة على ذلك من الإرث والاسم والحقوق الأسرية، قال الله -تعالى-: {ادعُوهُمْ لِآَبَائِهمْ هُوَ أقَّسَطُ عِندَ اللهِ} (الأحزاب: 5)، وهذا توجيه إلهي بضرورة انتساب الأبناء إلى آبائهم للحفاظ على الأنساب، وقد جعل الإسلام حفظ النسب واجبًا دينيا وأخلاقيا؛ لأنه يحافظ على الكيان الأسري، ويُعزز استقرار المجتمع؛ فالنسب يُعطي الفرد مكانته الاجتماعية ويحدد هويته داخل مجتمعه؛ مما يحقق توازنا عائليًا واجتماعيا ضروريا. العدالة الاجتماعية وحفظ النسب حفظ النسب في الإسلام ليس فقط لحماية الفرد، بل يُسهم أيضًا في تحقيق العدالة الاجتماعية، فعندما تُحفظ الأنساب حفظا صحيحا، تُصان حقوق الأفراد من الميراث، ويُمنح كل فرد حقه القانوني الذي يضمن له الحياة الكريمة، يقول الله -تعالى-: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أوْلَادِكُمْ} (النساء:11)؛ مما يوضح اهتمام الإسلام بحفظ حقوق الأجيال القادمة من خلال نظام الميراث الذي يقوم على أساس النسب؛ فالعدالة في توزيع الميراث تُساعد في تحقيق الاستقرار الاجتماعي؛ حيث يعرف كل فرد حقوقه ولا تحدث نزاعات حول الأموال والأملاك، وكل ذلك يعتمد على وجود نظام واضح، يحمي النسب ويضمن حقوق الجميع. أثر حفظ النسب في استقرار المجتمع حفظ النسب وصيانة الأعراض يؤديان إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي؛ فالأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وعندما تُحفظ الأنساب وتُصان الأعراض، ينشأ المجتمع على أسس من الثقة والاحترام المتبادل، هذا الاستقرار الأسري يُعزز تماسك المجتمع ويمنع انتشار الفوضى والانحلال الأخلاقي، كما أن حفظ النسب يحفظ للأفراد هويتهم الاجتماعية ويمنحهم الانتماء إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم؛ مما يُقوي من ولائهم لمجتمعهم ويساهم في تنميته. انتساب الرجل لغير أبيه للحصول على الجنسية سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم انتساب الرجل لغير أبيه للحصول على الجنسية أو غيرها؟ فقال -رحمه الله-: هذا العمل محرم، ولا يحل للإنسان أن ينتسب إلى غير أبيه؛ لأنه يترتب عليه الكذب، ويترتب عليه الميراث، ويترتب عليه المحرمية، ويترتب عليه كل ما يترتب على النسب؛ ولهذا جاءت النصوص بالوعيد على من انتسب لغير أبيه، وهذا العمل أيضاً من كبائر الذنوب بل يجمع بين كبيرتين وهما: الكذب لأكل المال بالباطل، والانتساب إلى غير أبيه. والواجب على الإنسان أن يعود إلى الحق في هذه المسألة، وأن يمزق التابعية التي ليست حقيقية، هذا الواجب عليه، وإني لأعجب أن يقدم الإنسان على هذا العمل المحرم من أجل طمع الدنيا، وقد قال الله -تعالى-: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً} (الإسراء:١٨). ![]() الانتساب إلى الجد كما سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حكم انتساب الرجل إلى جده فقال: لا يجوز، ينتسب إلى أبيه والجد جائز، لكن لا يترك الأب عمدًا، وإلا لو انتسب إليه لأنه أشهر انتسابًا مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب» هو جده فإذا انتسب إليه لشهرته قال: أنا من ذريته، فهو صادق هو من ذريته، لكن في الجنسيات وغير الجنسيات لا، يوضع الأب لأنه يكون له إخوة يكون له أعمام حتى يعرف. انتساب الرجل إلى عمه أو أخواله كما سئل -رحمه الله هل يجوز أن ينتسب إلى عمه بحجة أنه هو الذي رباه؟ فقال الشيخ -رحمه الله-: لا ما ينتسب، ينتسب إلى أبيه فقط، لا ينتسب إلى عمه ولا ابن عمه. كما سئل -رحمه الله- عن انتساب ابن الأخت إلى أخواله، فقال: لا ينسب إليهم في الأوراق الرسمية، يقول أنا أخوالي آل فلان، ....... أخوالي من بني هاشم، لكن لا ينتسب إليهم يقول: أنا ابن فلان الهاشمي ويكذب، لابدّ في الجنسية والإقامة ونحوها يبين أباه، أما في العموم أنه من أولاد فلان الجد المشهور لا بأس، هذا موجود في العرب ينتسبون إلى آبائهم المشهورين، لكن في الجنسيات الذي عليها الأحكام الشرعية لا بدّ يكون إلى أبيه والجد أب. تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتعليقًا على حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من ادَّعى لغيرِ أبيه وهو يعلمُ فقد كفر» قال الشيخ: د. خالد بن عثمان السبت: انتساب الإنسان إلى غير أبيه يكون على أحوال مختلفة، وكل ذلك محرم، لكنه يتفاوت في مرتبة التحريم، فتارة يكون هذا الإنسان لا يعرف له نسب، فأخذه من رباه، ثم بعد ذلك حينما أدرك وعرف، وجد نفسه منسوبًا إلى هذا يظن أنه أباه، ولا يعلم غير ذلك فهو في هذه الحال غير مؤاخذ، لكن لا يجوز لهذا أن يضيفه إليه، أن ينسبه، لا بد أن يعلمه، التبني لا يجوز، والله -تعالى- قال: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} (الأحزاب:4)، فهنا قوله -تبارك وتعالى-: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، قال بعض أهل العلم: هو توطئة لإبطال ما بعده، يعني: كما أن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه، فكذلك ما جعل امرأة الرجل أمه، أمًّا له، وما جعل للدعي أبوين، فالتبني لا يجوز، ولهذا قال الله -تعالى-: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (الأحزاب:5)، قل: فلان ابن فلان، {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (الأحزاب:5) أعدل. ![]() الانتساب لتحقيق مصلحة دنيوية ومن أنواع انتساب الرجل إلى غير أبيه، أن يفعل ذلك لمصلحة دنيوية، فيكون ذلك في الأوراق الثبوتية فقط، ولكنه بين أهليه، وذويه، وما إلى ذلك، ينسب إلى أبيه، فأهله وقرابته، ومعارفه يعرفون أباه، وينسبون إليه، لكن ذهب إلى بلد لا يوجد له فيها ابن مثلاً، ومن أجل أن يحصل على الجنسية، أضافه إليه من الصغر، فقط إضافة، فصار يقال: فلان ابن فلان، فهذا لا يجوز بحال من الأحوال، ويفعلون ذلك من أجل أن يحصلوا على امتيازات، ودنيا يصيبونها، وأموال، ووظائف، وما أشبه ذلك. وهذا لا يجوز، يعني: كأن يكون له أب هنا، وله عم في بلد آخر مجاور؛ فهو في تلك البلد يجد فيها مثلاً امتيازات مالية أفضل، ويجد أشياء، فالعم من باب البر والإحسان إليه، أو إلى أخيه بزعمه يضيف هؤلاء الأولاد إليه فيقول: هؤلاء أولادي، ويسجلهم في هذه الأوراق الثبوتية، هذا لا يجوز، هذا لا يجوز، وإن كان لمصلحة دنيوية من غير انتساب حقيقي، يعني: هو ينسب لأبيه، لكن في هذه الأوراق فقط. ![]() من نصوص الوعيد فالمقصود أن هذا الحديث من نصوص الوعيد، ومعنى لا يدخل الجنة، أي تحرم عليه الجنة حتى يمحص من هذا الجرم، ويطهر بكير النار، قال: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر»، هناك في الجنة عليه حرام، وهذا فهو كفر. اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |