من أهوال القيامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1226 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1200 )           »          الفقه يؤخذ من كتب المذاهب لا من الأحاديث، ومن الفقهاء لا من المحدثين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وجهٌ آخرُ للهدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1280 )           »          أخلاقيات التاجر المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من عزائم مغفرة الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شيخ الإسلام العلامة أحمد عارف حكمت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من وجد قلبي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طريقة عمل الملبن الأحمر بالفول السودانى.. خليكى ناصحة ووفرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 10:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة : Egypt
افتراضي من أهوال القيامة

من أهوال القيامة

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران: 185]، كما أنَّ للموت شدَّة في أحواله وسكراته، وخطرًا في خوف العاقبة وسوء الخاتمة، كذلك الخطر في مقاساة ظُلْمة القبر وديدانه، ثمَّ لمنكر ونكير وسؤالهما، ثمَّ لعذاب القبر وخطره، وأعظم من ذلك كلّه الأخطار التي بين يديه مِن نفخ الصور والبعث يوم النشور، والعرض على الجبَّار، والسؤال عن القليل والكثير، ونصْب الميزان لمعرفة المقادير، ثم جواز الصراط، ثم انتظار النداء عند فصل القضاء إمَّا بالإسعاد، وإمَّا بالإشقاء.


فهذه أحوال وأهوال لا بدَّ لك منْها ومِنْ معرفتها، ثمَّ الإيمان بها على سبيل الجزْم والتَّصديق ثمَّ تطْويل الفِكْر في ذلك؛ لينبعث مِنْ قلبك دواعي الاستعداد لها، وأكثر النَّاس لَم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميمَ قلوبهم، ولم يتمكَّن من سويداء أفئدتهم، ويدلُّ على ذلك شدَّة تشميرهم واستِعْدادهم لحرِّ الصيف وبرْد الشتاء، وتهاوُنهم بحرِّ جهنَّم وزمْهريرها، فمثّل لنفسك وقد بُعثتَ من قبرك مبهوتًا من شدَّة الصاعقة، شاخص العين نحو النّداء: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [يس: 51-54]،﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [المعارج: 43، 44].


فكيف حالُك وحال قلبِك هنالك، وقد بُدلت الأرض غير الأرض والسَّموات، وبرزوا لله الواحد القهَّار، وطمس ضوْء الشَّمس والقمر، وأظلمت الأرْض واشتبك النَّاس وهم حفاة عُراة مشاة، وازدحموا في الموقِف، شاخصة أبصارهم، منفطِرة قلوبهم.


فتأمَّل - يا مسكين - في طول ذلك اليوم، وشدَّة الانتظار فيه، وفي الخجْلة والحياء من الافتضاح عند العرْض على الجبَّار، وأنت عارٍ مكشوف ذليل متحير مبهوت، منتظر لما يجري عليك القضاء بالسَّعادة والشقاء، وأعظِمْ بهذه الحال فإنها عظيمة! استعدَّ لهذا اليوم العظيم شأنُه، القاهر سلطانُه، القريب أوانه،﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ [الحج: 2]، فالويل كلّ الويل للغافلين.


ثمَّ تفكَّر - يا مسكين - بعد هذه الأحوال فيما يتوجَّه عليك من السؤال شفاهًا من غير ترجمان، فتُسأل عن القليل والكثير، والنَّقير والقِطْمير، فعند ذلك ترتعِد الفرائص، وتضطرب الجوارح، وتُبْهَت العقول، وفي الحديث: ((لا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتَّى يُسأل عن أربعِ خصال: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.


وقال تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر: 92، 93]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].


فأعدَّ للسؤال جوابًا صحيحًا، ثمَّ لا تغفل عنِ الفِكْر في الميزان، وتطاير الكُتُب إلى الشمائل والأيمان ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا [الانشقاق: 7-12﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة: 6-11].


إنَّه لا ينجو من خطر الميزان ولا يسهل الحساب إلاَّ على مَن حاسب في الدّنيا نفسَه، ووزن فيها بميزان الشَّرع أقواله وأفعاله، وخطرات قلبه ولحظات عينِه، وإنَّما حسابه لنفسه أن يتوب من كلّ معصية قبل أن يَموت توبةً نصوحًا، ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله تعالى، ويردّ المظالم إلى أهلها حبَّة بعد حبَّة، حتَّى يموت ولم يبق عليه مظلمة ولا فريضة، فهذا يدخل الجنَّة بغير حساب، وإن مات قبل ردِّ المظالم أحاط به خصماؤُه، فهذا يأخذ بيده وهذا يقْبض على ناصيته، هذا يقول: ظلَمْتَني، وهذا يقول: شتمْتَني، وهذا يقول: استهزأْتَ بي، وهذا يقول: جاورْتَني فأسأت جواري، وهذا يقول: عاملْتَني، فغششْتَني، وهذا يقول: أخفيت عيْبَ سلعتك عني، وهذا يقول: كذبت في سعْر متاعك، وهذا يقول: رأيتَني محتاجًا وأنت غني فما أكرمتني،وهذا يقول: وجدتَني مظلومًا وأنت قادر على نُصْرتي فلم تنصرني.


ثمَّ يُنادي مناد: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ [غافر: 17]، فاحذرْ من التعرُّض لسخط الله وعقابِه الأليم، واستقِمْ على صراطه المستقيم[1].

[1] انظر كتاب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، ص374 - 379.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]