رسالة إلى مُنكِر الجميل..! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 224 - عددالزوار : 4264 )           »          الخوف من الفتنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أسباب ضيق صدر طالب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          احذري التوحد.. فإنه مرض العصر لدى الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التوازن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أصعب ابتلاء: أن لا يشعر قلبك أنه مبتلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حجب العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          جهاد الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سلوكيات مجتمعية تنذر بخطر عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الخير يُعرف من أثره لا من شكله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 05:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,845
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة إلى مُنكِر الجميل..!

رسالة إلى مُنكِر الجميل..!


  • «نكران الجميل» ابتلاء متكرر للمحسنين، وامتحان لصدق الإخلاص في قلوبهم؛ إذ تثقل على النفوس الكريمة لحظاتٌ يُقابَل فيها إحسانها بالجحود، ويُنكَر صنيعُ معروفها، ويزداد الألم، إذا صدر ذلك من بعض ذوي الأرحام! الذين يُتوقّع أن يكونوا أسبق الناس إلى الاعتراف بالفضل.
  • لكن الواقع يشهد أن بعض الناس قد يقابلون الإحسان بالإعراض، بل أحيانا بالعداء والقطيعة؛ ما يضيف إلى ألم الجحود ألم الإساءة؛ فينشأ عن ذلك شرخٌ في العلاقات، وضعف في روح التعاون والتراحم في المجتمع.
  • وقد جاء الإسلام ليقرّر مبدأ راسخًا في معاملة أهل الفضل، وهو أن الإحسان لا يُقابَل إلا بمثله أو أحسن منه، قال -تعالى-: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (الرحمن:60)؛ فمَن بذل خيرًا استحق أن يُقابَل بخير: ثناءً وشكرًا، أو دعاءً صادقًا، ومن تمام هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»؛ حيث بيّن أن شكر الناس والاعتراف بفضلهم من تمام شكر الله -تعالى-.
  • فالمؤمن يعرف لذوي الفضل فضلهم، ويلحظ أيادي الآخرين ولو كانت يسيرة، ويجتهد في ردّ الجميل بقدر ما يستطيع، بخلاف النفوس الجاحدة التي تأخذ ولا تعطي، وتستفيد ولا تعترف.
  • إن نكران الجميل خُلق مذموم شرعًا وعقلًا وذوقًا؛ ومن آثاره السيئة، أن يقلّ الخير في المجتمع! ولهذا جاء التوجيه الرباني العام: {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (البقرة:237)، لترسم الآية -على إيجازها- ملامح مجتمع متراحم متماسك، وحتى عند الخلاف تبقى في القلب مساحة للاعتراف بما سبق من خير، فلا تُمحى الصفحات البيض لمجرد وقوع خطأ أو زلّة.
  • وفي المقابل، تميل النفوس الكريمة بطبعها إلى الشكر والوفاء، وتستقبح الجحود، وتبحث عن الفرصة المناسبة لرد الجميل، أو على الأقل تثني على صاحبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أُعْطِيَ عطاءً فوجَدَ فليَجْزِ به، فإن لم يَجدْ فليَثْنِ به، فمن أَثْنى به فقد شَكَرَه، ومَن كَتَمَه فقد كَفَرَه».
  • وينبغي للمحسن أن يكون عطاؤه لله، وألا يربط إحسانه بردود أفعال الناس؛ فإنه إذا جعل الشكر والثناء شرطًا للعطاء، انتفى عنه الإحسان، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، كما قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
  • فإذا أصاب المؤمن جحودٌ من الخلق، استحضر أن الله قد كتب له الأجر كاملًا، وأن ما عند الله خير وأبقى؛ فيستمر في إحسانه، ولا يسمح لآثار نكران الجميل أن تغيّر من طبعه، أو تفسد نية عمله.
  • ولا يفوتنا في هذا المقام أن نُذكِّرَ بأدب وخلق قرآني كريم، حث الله فيه المحسن على ألا يقطع إحسانه؛ بسبب زلة وقع فيها المُحسَنُ إليه، وهو ما وقع لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - مع قريبه مِسطح بن أثاثة - رضي الله عنه -؛ فقد كان ينفق عليه لقرابته وفقره، فلما خاض مسطح في حق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك، وجد أبو بكر في نفسه، وأقسم أن يقطع نفقته عنه! فأنزل الله -تعالى- قوله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (النور:22)؛ فما كان من الصدّيق - رضي الله عنه - إلا أن قال: «بلى والله، إنا لنحبّ أن يغفر الله لنا»؛ فعاد إلى الإنفاق على مِسطح وزاد له، فصار مثالًا حيًّا على أن إحسان المؤمن لا ينقطع بزلّة، وأن غاية المحسن طلب مغفرة الله وعفوه.

اعداد: سالم الناشي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]