عذراً غزة ... عذراً حبيبتي

[احلام وردية]

عذراً غزة ... عذراً حبيبتي
قد أسمعت يا غزة إذ ناديت حيا *** لكن لا حياة لمن تنادي
قسماً بربي إنهم إحياء لكن ينقصهم " الحياء " فأنا أقول لك يا غزة
لا " حياء " لمن تنادي .......
ما عاد أحد يخجل ما عاد أحد من ----------- يستحي
في الماضي كان العرب يستنكرون ..اليوم حتى استنكار للمحرقة لم نعد نسمع
اليوم غزة تقصف بالنار ولا أحد ينطق ولا أحد يغضب ........

أنا أتساءل عن وقع المشاهد التي عرضتها الشاشات على نفوسكم
ترى من أين أبدأ............. من أين ؟؟؟؟؟؟

في المشهد :
مجموعة أطفال يصرخون مذعورين من القصف في جباليا ، أحدهم يتشبث" بجلباب" أمه وهو يبكي دماً تمسك به أخته وكأنها تقول له يكفي أمي ما هي به الآن....
لا أعتقد أن أحداً لم يشاهد الصورة

في المشهد:
أحد الغزيين حاول أن ينقذ مصاباً ، لكنه عندما أيقن أنه شهيد لا محالة قال في نفسه: أرى أنه من الأجدى أن ألقنه الشهادة فبدأ يقول له قل لا إله إلا الله ..محمد رسول الله
لا أعتقد أن أحداً لم يشاهد الصورة

في المشهد :
فلسطيني مقهور ينادي على أخته : سناء ردي ...سناء ردي ...سناء ردي
حسنا حسنا ربما ترد سناء يوم القيامة فتشفع لك لأنها الآن شهيدة
ولكن لن يرد أحد من العرب
حتى وإن صرخت بأعلى صوتك .. لن يرد عليك أحد
لا أعتقد أن أحداً لم يشاهد الصورة
في المشهد :
أطفال يستشهدون ..
في انتفاضة الأقصى
محمد الدرة 12 عاما......... إيمان حجو 5 شهور

واليوم ملك الكفارنة 2 يوم.......... محمد البرعي 6 شهور
والقافلة تسير
عن ماذا نحكي في المشهد اليوم ؟ ربما أحد يأتي ليحكي عنا غداً .. من يدري فالقصف يطال كل شيء هنا حتى الحيوانات حتى الشجر حتى الحجر


في الماضي جهز جيش كامل لأن امرأة استغاثت" وامعتصماه"
فكتب التاريخ عن حمية المعتصم وشجاعة العربي ونصر الإسلام.

اليوم أنا أتساءل :
ما الذ سيكتبه التاريخ عن هذه المرحلة ؟ من أين سيبدأ الكتابة ؟ من دفقة دم ؟ أم من وصمة العار؟ أم أنه سكتب عن إرهابيين يرمون الصواريخ المتواضعة على أقوى دولة في الشرق الأوسط فتسبقنا الدولة لتشتكي في الأمم المتحدة في حين يعجز الأخير عن إدانة المحرقة.

فبعد كل هذا قل لي أيها العربي أيها المسلم
متى ستغضب؟؟؟؟؟؟؟؟
متى ستنزل في الشارع لتحتج لتستعيد كرامتك؟؟؟؟؟؟؟

أظن أن أحداً لن يغضب ولن ينزل إلى الشارع
لذلك أعتذر لغزة حبيبتي وأقول لها واجهي وحدك أنت وأبناؤك
نحن لن نتركك يا حبيبتي والنصر لنا بإذن الله

فعذراً غزة.......عذراً أمتي