|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
استفد من أخطائك وفشلك
استفد من أخطائك وفشلك د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفِر لهم)) [2]. فلا تتكدَّر من الخطأ الذي بدر منك، أو وقعت فيه، مهما كانت جسامتُه، ومهما بلغت خطورته، فإن التوبة الصادقة تُزيل أثرَ ذلك الذنب؛ يقول سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]. وتجربة الخطأ هي بإذن الله بداية تصحيح المسار، وأول درجة على سُلَّم النجاح؛ بل قد يكون الخطأ الذي وقعت فيه هو السبب - بعد توفيق الله - إلى بلوغ الهدف المنشود، فهذا عمر بن عبدالعزيز، تغيَّرَ مسار حياته 180 درجة بسبب خطأ ارتكبه، فتاب توبةً ارتفع بها، وعلا شأنُه. ففي سنة 93هـ ضرَب عمر بن عبدالعزيز - وكان واليًا على المدينة - خبيب بن عبدالله بن الزبير خمسين سوطًا بأمر الوليد بن عبدالملك، وصَبَّ فوق رأسه قربةً من ماءٍ باردٍ في يوم شتاء بارد، وأقامه واقفًا على باب المسجد حتى مات، فتغيَّر عمر بعد موت خبيب، فكان شديد الخوف لا يأمن، وكان إذا بُشِّر بشيء، قال: كيف وخبيب لي بالطريق، ثم يصيح كالمرأة الثَّكْلى، وكان إذا أُثني عليه، يقول: خبيب، وما خبيب؟! إن نجوتُ منه فأنا بخير، واستقال من الولاية بعد هذا الحَدَث، ولزم التوبة، وأخذه الهمُّ، وركبه الحزن والخوف، وأخذ في الاجتهاد في العبادة مع البكاء؛ قال ابن كثير رحمه الله: "وكانت تلك هفوة منه وزَلَّة؛ ولكن حصل له بسببها خيرٌ كثيرٌ، من عبادة، وبكاء، وحزن، وخوفٍ، وإحسان، وعدل، وصدقة، وبِرٍّ" [3]. أرأيتَ كيف أن خطأً واحدًا غيَّرَ إنسانًا، وبدَّلَه من حالٍ إلى حالٍ، ونقله نقلةً عظيمةً، فلولاها - بعد الله - لما حصل له ما حصل من الخير، والذكر الجميل، والتأثير الذي تعدَّى وتجاوز، حتى أصبح اسمه يذكر بعد الخلفاء الراشدين؛ بل لم يكن من الخلفاء بعد الصحابة مَنْ يُعتَدُّ بكلامه وتصرُّفاته وأخلاقه وتعاملاته، ويعتبر مثلما يُعتَدُّ بعمر بن عبدالعزيز رحمه الله. يقول هال أوربان: "إن الإخفاق حقيقة من حقائق الحياة، وهو جزء ضروري للعملية التي لا ينجو أحَدٌ منها... إن ألبرت أينشتاين وتوماس إديسون هما اثنان من أكثر المخفقين شهرة؛ إذ إن أعظم رياضي، وأعظم مخترع لدينا، عانيا عبر السنوات من المحاولة والخطأ والأغلاط والخيبة، والإحباط والهزيمة؛ وذلك قبل وقت طويل من إجلالهما نظرًا لإنجازاتهما، ولم يكن أيٌّ منهما ليُحقِّق النجاح الذي حقَّقه لو لم يكن راغبًا في التعلُّم من انتكاساته، والاستمرار في المحاولة في أوقات الشدة، فالإخفاق من أعظم المعلمين في الحياة" [4]. [1] الترمذي (2499)، ابن ماجه (4251)، وحسَّنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3 /383)، رقم (3447). [2] مسلم (2749). [3] البداية والنهاية (9 /76). [4] الدروس الكبرى للحياة، هال أوربان، ص(234).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |