|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
خواطر صيفية
خواطر صيفية أم محمد عياطي يَسْبينا الحديثُ عن سِحْر الربيع وجماله، عن أزهاره وأطياره، عن اخضراره وظِلالِه، أما الصيف فلا يكاد يقرَعُ اسمُه الآذانَ، أو يمرُّ طيفُه بالأذهان حتى يُلامِسَ الكَدَرُ قلوبَنا من ثقل حضوره، ويستشيط بنا الغَضَبُ من لَفْحِه وحروره، والعُذْر كُلَّ العُذْر لمن لا رحب به، ولا أهَّل، بل اتَّخذه العدوُّ يتَّقي شرَّه وكَرَّه وفَرَّه... وكيف لا يكون هذا الحال بمن حال بزهْوِ الربيع ومال، فمن رداء ربيعي ألمعي آمِنٍ فَضفاض، إلى سماء خانقة بزُرْقتِها، وأرض واجمة بصُفْرتها، قد هجر الطير المغرِّد، وأيبَس الورق المهفهف، سلب الطبيعة بهاءها، وجفَّف ماءها، لكنها عين السُّخْط تُبدي المساويا، فالصيف هو ذاك الذي يُلاقينا بأحرِّ الأشواق ولَظَى المشتاق، فما أوفاه من خِلٍّ غائب! وما أصدقَه من إلْفٍ وافدٍ! فإن كان للربيع عذوبتُه التي تُنعِش الرُّوح وتَسبيها، فللصيف صِدْقُه وإصرارُه الذي يُوقِظُ الرُّوح ويقوِّيها، وإن كان النسيم يُرقِّقُها وينشيها، فالحَرُّ يَشحذها ويَستنفرها ويُغذِّيها، وإن كان لمياه الربيع خَرِيرها وانسيابها وتيهُها، فلمياه الصيف صَمْتُها وحكمتُها، وتجلِّيها، وإن كان للألوان الربيع تألُّقُها وزَرْكَشتُها وتهاديها، فلألوان الصيف صفاؤها وثبوتها وتحدِّيها؛ ذلك هو الصيف، وجه آخر سافِرٌ من وجوه الحياة الطبيعية للإنسان، وما هذه الفصول التي تتقلَّبُ فيها الطبيعة إلَّا تَرجُمان لحال الدنيا وتقلُّباتها، وفي كُلٍّ منها مِنَحُه وأسرارُه وجماله وخفاياه لو قلَّبْنا النظر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |