في التحذير من فتنة المال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74875 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 64 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-11-2019, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي في التحذير من فتنة المال

في التحذير من فتنة المال


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل



الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- واعلَمُوا أنَّما أموالكم وأولادكم فتنة، وقد ابتُلِي كثير من الناس بماله عند جمعِه؛ يُتعب نفسه في الحصول عليه، يركب الأخطار ويلاقي آلام البرد في الشتاء، وحرارة الشمس في الصيف، ويُقاسِي ألم الجوع والعطش، فإذا جمَعَه وكدسه وصار زُيرًا أمامه استأنف الشقاء والتَّعَب في تصريفه، فإذا خرَج من يده وتشعَّبت مصارفه، وتعدَّدت طرق إنفاقه استأنف العَناء في جمعه، وضمَّ بعضه إلى بعض.

وهكذا دواليك مع هذا المال، فلا راحةَ معه ولا استِقرار، إنَّه فتنة، تعب وعَناء، لو فكَّر العاقل اللبيب ما الذي سيستَفِيده من هذا المال لهوَّن على نفسه الأمر، لا شكَّ أنَّ المرء مطلوبٌ منه السعي في هذه الحياة للحُصول على قُوته وقُوت مَن يَعُول، ولا بُدَّ من عمارة هذه الحياة، ولكن لا ينبغي للمرء أن يُفرّط ويكون خادمًا ذليلًا لهذا المال.

ولا يجوز له أنْ يتناسى الطرق المشروعة في الحصول عليه، ولا أن يغفل الواجبات فيه، عليه أنْ يبذل الأسباب النافعة السالمة من الشُّبَه، ويسلك الطرق الواضحة المستقيمة التي لا اعوِجاج فيها في الحصول على المال، فإذا حصَل عليه نظَر في الواجبات عليه من الإنفاق على مَن تلزَمُه مُؤنته، فأنفق بقدر الواجب، وليحذر كلَّ الحذر في أنْ يُنفِق هذا المال الطيِّب الذي حصل عليه بالطرق المشروعة في المحرَّمات أو في وسائل مُحرَّمة فيكون هذا المال شَقاءً عليه وعلى مَن تحت يده.

وليعلَم العبد أنه إذا حرص على جمْع ماله بطُرُقٍ سليمة أنَّه لا يُنفِقه إلا في طُرُقٍ سليمة، وأنَّه إذا لم يُبالِ في جمعه لا يُبالِي في إنفاقه، فليُفكِّر العبد كيف يحصل على المال النافع الذي يستَعِينُ به على طاعة الله، فيجعل المال خادمًا له ولا يكون هو خادمًا للمال، يسعى في جمعه براحة وطمأنينة وينفقه براحةٍ وطمأنينة، يبدأ بالواجبات من نفَقات وزَكوات، ثم في المستحبَّات من بِرِّ قريب، وصِلَةِ رَحِمٍ، وصدَقةٍ على محتاج، ومساهمة في مشروع نافع للإسلام والمسلمين، ومشاركة في مشروعٍ فيه خيرٌ للبلاد والعباد ومعروف بالسلامة، والبُعد عن الرياء والتحايُل على جمع المال كما هو الحال في كثيرٍ من البنوك والشركات والمؤسسات التي لم تُؤسَّس على طُرُقٍ سليمة، فإنَّ المشاركة فيها إعانةٌ على الباطل، وحصولٌ على المال من غير طُرُقِه المشروعة.

ولا شكَّ أنَّ العبد إذا حرص على الخير وعلى البُعد عن الشر وُفِّقَ لذلك، فليُروِّض العبدُ نفسه وليطمئنها على أعمال الخير لتسهُل عليه الحياة، وليسلَم في عاجِله وآجِله.

وإذا أراد أنْ يقنع نفسه فلينظُر عند جمعه المالَ إذا أتعب نفسه فيه وجمَعَه من غير حلِّه أو خلطه بمشبوه، ما الذي سينال عند جمعه؟ تعب وشقاء وتعرُّض للأخطار، فإذا مات ترَكَه جميعه، وربما أنَّه لم يُكفَّن منه، بل تتولى البلدية تكفينه وتجهيزه وحفر قبره؛ فيكون قد جمع مالًا؛ شوكُه وآلامُه عليه وزهره وثمره لغيره، وقد يكون قد استعانَ ببعضه في حَياته على المعاصي أو أعانَ غيره على ذلك فيتضاعَف به شَقاؤه في دُنياه وأُخراه.

فما أحوَجَنا إلى التفكير ومحاسبة النفس وترك التمادي في الافتتان بالمال الذي فتح الشرور وأتعب الأنفُس والأبدان، وأشغل عن طاعة الله، وعرَّض أصحابه للعُقوبات، فما هذه الدار إلا مزرعة لدار القَرار، ولا أحد يَدرِي كم مقامه في هذه الدار، فانتَبِهوا يا عباد الله من غفلاتكم، وهبُّوا من رَقداتكم، وحاسِبوا أنفُسَكم قبل أنْ تُحاسَبوا، الكيِّس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاقل مَن فكَّر في عاجله وآجله، ونصَح لنفسه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 15-16].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

واعلَمُوا أنَّ نبيَّنا - صلوات الله وسلامه عليه - لم يخشَ علينا الفقر، وإنما خشي علينا فتحَ الدنيا؛ فيحصل التنافس فيها فيقع الهلاك؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكنْ أخشى أنْ تُفتَح الدنيا عليكم، فتتنافَسُوها كما تنافَسُوها؛ فتُهلِككم كما أهلكَتْهم))[1].

فيا عباد الله:
لا تخشوا الفقرَ؛ فلن تموت نفسٌ حتى تستَكمِل رزقَها وأجلَها، فاحذَروا فتنةَ المال فإنها اليوم قائمةٌ، واحذَرُوا ممَّا حذَّرَكم منه نبيكم فإنَّه ما من خير إلا دلَّكم عليه ولا شر إلا حذركم منه، فارجِعُوا إلى ربِّكم، وتأدَّبوا بآداب نبيِّكم، وامتثلوا أوامرَه واجتنبوا نواهيَه؛ ففي ذلك سعادتكم وسلامتكم.



[1] أخرجه البخاري رقم (3185) - الفتح: 6/ 257، ومسلم (2961).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.04 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]