جنتي وبستاني في صدري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 156 - عددالزوار : 16897 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2020, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,280
الدولة : Egypt
افتراضي جنتي وبستاني في صدري

جنتي وبستاني في صدري






كتبه/ محمد خلف


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعلى المؤمن أن يستصحب في سيره إلى الله عدة أمور في التعامل مع المصائب والابتلاءات، مِن أهمها:

أن يكون حسن الظن بالله، فالله -تعالى- قدير لا يعجزه شيء، وهو -سبحانه- غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وهو عظيم المن والرحمة، قال الله -سبحانه وبحمده-: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ? وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28).

وفي أصعب المواقف تجد الله -سبحانه- ينزل على أوليائه وأصفيائه البُشريات والتطمينات؛ رحمة ورأفة بهم، كما قال -سبحانه وبحمده-: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "يَقُولُ تَعَالَى ذَاكِرًا لُطْفَهُ وَرَحْمَتَهُ وَعَائِدَتَهُ، وَإِنْزَالَهُ الْيُسْرَ فِي حَالِ الْعُسْرِ: إِنَّهُ أَوْحَى إِلَى يُوسُفَ فِي ذَلِكَ الْحَالِ الضَّيِّقِ، تَطْيِيبًا لِقَلْبِهِ، وَتَثْبِيتًا لَهُ: إِنَّكَ لَا تَحْزَنْ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ، فَإِنَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ فَرَجًا وَمُخْرَجًا حَسَنًا، وَسَيَنْصُرُكَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَيُعْلِيكَ وَيَرْفَعُ دَرَجَتَكَ، وَسَتُخْبِرُهُمْ بِمَا فَعَلُوا مَعَكَ مِنْ هَذَا الصَّنِيعِ".

وأنزل -سبحانه وبحمده- أيضًا على نبيه -صلى الله عليه وسلم- وهو مهاجر مطارد من قومه، البشرى ليس بنجاته فحسب، بل ونصره بعودته إلى موطنه مكة مرة أخرى فاتحًا لها، كما فسَّر ذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (القصص:85).

وعلى المؤمن أيضًا أن يوطِّن نفسه دائمًا أن تتكيف مع الوضع المتاح، وتستخرج منه أفضل ما فيه من غير كسل ولا قعود ويأس، كما قصَّ علينا -سبحانه وبحمده- مِن نبأ نبيه يوسف -عليه السلام- عند دخوله السجن ظلمًا، كيف أنه لم يتغير، بل ظل -عليه السلام- على إحسانه إلى أهل السجن، "وَكَانَ يُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَام- قَدِ اشْتُهِرَ فِي السِّجْنِ بِالْجُود وَالْأَمَانَةِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَحُسْنِ السَّمْتِ، وَكَثْرَةِ الْعِبَادَةِ -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ-، وَمَعْرِفَةِ التَّعْبِيرِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى أهل السجن، وعيادة مَرْضَاهُمْ، وَالْقِيَامِ بِحُقُوقِهِمْ" (تفسير ابن كثير).

فانظر كيف لم تؤثِّر فيه الظروف، بل هو مَن أثَّر فيها، واستغل حاجة صاحبيه لتعبير الرؤيا، وأخذ يدعوهم إلى توحيد الله، وأنه أجل وأعظم النعم، وبيَّن لهم قبح ما هم عليه مِن الشرك بالله، وعجز آلهتهم المزعومة، وأن الأمر كله بيد الواحد القهار؛ فلا تحسبوه شرًّا لكم، بل خير لكم -إن شاء الله-.

واعلم أن لكل حال عبودية لا تنتهي، فإن أغلق أمامك باب، فتح الله لك بمنه ورحمته أبوابًا، فاستعن بالله ولا تعجز، وتعلم واجتهد أن تكون جنتك بصدرك؛ فهنا يهون عليك -بإذن الله- الكثير والكثير، وتكون -بإذن الله- مؤثرًا لا متأثرا فحسب، كما قال ابن تيمية -رحمه الله- فيما نقله عنه تلميذه ابن القيم -رحمه الله- فقال: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن في الدنيا جنة مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، وإن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت لهم ملء هذه القلعـة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة. وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وقال لي مرة: المحبوس مَن حبس قلبه عن ربه -تعالى-، والمأسور مَن أسره هواه" (الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم).

فاللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنه لا يذل مَن واليت، ولا يعز مَن عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.31 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]