الأديب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة...} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفطرة الإنسانية في القرآن الكريم وأبعادها الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صورة من ترابط نهايات السور مع بداية ما بعدها [بين أربعة سور من كتاب الله عز وجل] (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عناية الصحابة رضي الله عنهم بحفظ القرآن وتدوينه مكتوبًا في السطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التعليق المختصر على "شرح السنة" للإمام البربهاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          توسد اليد اليمنى عند النوم في الشرع والطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التحذير من فصل الدين عن أمور الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تحريم النفاق الأكبر وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر وذكر بعض صوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل حلق الذكر والاجتماع عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2020, 05:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,955
الدولة : Egypt
افتراضي الأديب

الأديب


يوسف إسماعيل سليمان




الأديبُ - عندي - هو الذي يَسبِيكَ برشاقة عِباراته، وجمالِ ألفاظِه، وسحْر بَيانِه، وعُذوبَة كلامِه، وجودة معانيه، دونَ إخلالٍ بسلامة مَبانيه.

هو الذي يُصوِّر لك المعنى لا كما تراه؛ بل بأجملَ مما يُمكنك أن تَراه أضعافًا مضاعفة، إن كان عنه راضيًا، أو كان له عاشقًا.

وهو الذي يَقدِرُ أن يُريَكَ إيَّاه كأقْبَحِ ما يُمكن لك أنْ تَتخيَّلَه، إنْ كانَ عليه ساخطًا، أو كانَ له كارهًا مبغضًا.

هو الذي تَقرأُ له فتُحسُّ لا أنَّك تقرأُ، وإنَّما تَشعرُ وتحسُّ كأنَّك تَطربُ وتفرحُ، إن كان يريدُك أن تفرحَ، وتحسُّ كأنك تستمتعُ وتتنعمُ كلَّما جوَّل بك في رياض عباراته، وأزاهير كلماته الملوَّنة، وبساتين معانيه المُجوَّدة، فأنتَ معه في سعادة روحية عميقة.

وهو الذي إن شاء أبكاكَ لا بالدموعِ، وإنما أبكاك بكاءَ من يَنتزِعُ من أحشائِك قطعةً قطعة، فتذرفُ الدمعَ لا لأنَّه مُنبئٌ عما تُحسُّه؛ ولكن لأنَّ الدمعَ قد يخففُ من آلامِ الرُّوح ما تُعالجُه.

هو الذي تَغدُو بين يديه كالمَسحُورِ بين يدي ساحرِه، أو كالمَفتُونِ بين يدي فاتنِه، أو كالمُريدِ بين يدي شيخِه.

الأديبُ هو الذي إنْ شاءَ سكَب في أذنيك ألحانًا بديعةً، وفي فِيكَ شهْدًا حُلوًا لَذيذًا، هو الذي يَجعلُ حواسَّك ترتعش دونما حَرَكة، ويَجْعلُك تَنتشي دون أن يغيب عقلك، وتَسعدُ وتنعمُ دونَ أن يضعَ في يديك فلسًا ولا قطميرًا.

وهو الذي إن رغب أراك النعيمَ شقاءً، والراحةً غبنًا، والمستحسنَ مُستقبحًا، والمَألوفَ مُستوحشًا، والغَنيَّ فقيرًا، والسعادةَ أوهامًا، والنَّهارَ خطرًا، والليلَ أمانًا، والسماءَ قريبةً، والنُّجومَ عجيبةً، والبياضَ أكلحَ وأشنعَ مِن السَّوادِ، والسَّوادَ أجملَ وأحلى من البياضِ، والبِدايةَ خيرًا من النهاية، والنهايةَ شرًّا لا يمكن احتماله.

هو الذي يُطربُك دونَ أن يعزِف أنغامًا، ويُشجيك دون أن يُؤذيَ لك أركانًا، يَمدُّ لك من الآمال ما كنتَ قد قطعتَ حبالَه، ويُرخي عليك سُدولَ الحُزن كأنهن جبال.

تأتيه وأنت تملكُ نفسَك، فلا تلبثُ أن تَهبَه عقلَك وقلبَك وروحَك، يُقلِّبها كيف يشاء من حالٍ إلى حال، فإن رغب أطربَها، وإن رغب أشجَاها، وإن رغب أحزنَها، وإن رغب أسعدَها، وإن رغب سمَا بها في مَدارجِ الأنَفَةِ والرفْعة، وإن رغب أخلدها في مَراتِعِ الدَّنيةِ والأَثَرَة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]