ماذا تعلمنا من رمضان ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4866 - عددالزوار : 1839965 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4433 - عددالزوار : 1182854 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 365 - عددالزوار : 78753 )           »          صفحات مِن ذاكرة التاريخ _____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 26866 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 30325 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 53383 )           »          التمدد الشيعي في المغرب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 49 )           »          المشروع الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 787 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 25469 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 15752 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2021, 01:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا تعلمنا من رمضان ؟

ماذا تعلمنا من رمضان ؟ (1)




الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل








الحمد لله المبدي المعيد، الفعال لما يريد؛ خلقنا ليبتلينا، ورزقنا ليكفينا، وأمرنا بطاعته، ونهانا عن معصيته، وبشرنا بجنته، وحذرنا من نقمته، نحمده حمدا مزيدا، ونشكره شكرا جزيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ يفنى الزمان، ويزول المكان، ويموت الخلق وهو حي لا يموت، ودائم لا يزول {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} [الرَّحمن: 26-27]. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة.. تركنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.









أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ فإنكم إن فقدتم رمضان فإن ربكم سبحانه يُعبد في كل زمان، ولا يقطع عمل العبد إلا موته {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر: 99].




أيها الناس: كان رمضان خلال أيام خلت ملء أسماعنا وأبصارنا، عشناه يوما بيوم، وليلة بليلة، وها هو قد انتهى بما أودعه العباد من أعمالهم؛ فمحسن ومسيء، ومقل ومستكثر، ومقبول ومردود، وغدا في الحساب يوفى العاملون أجورهم. لقد كان صوت رمضان مدويا في الآفاق، وشعائره بادية للعيان؛ فأحاديث الإذاعة عنه، وبرامج التلفزة فيه، وأضاءت المساجد في ليله، وعجَّت المنائر بالقرآن يتلى، وبالدعاء يصعد إلى السماء، وعاش المسلمون فيه أجمل اللحظات التي طربت فيها القلوب، وانشرحت الصدور، وسحت العيون، بعد عام كامل من الانشغال بالدنيا وملذاتها، والغفلة عن ذكر الله تعالى.




إن رمضان أشبه ما يكون بمستودع مليء بالإيمان والخشوع، والناس يغترفون منه زادا لعامهم كله، فمنهم من أخذ حظه وافيا منه، ومنهم من رأى الناس يغترفون وهو لا يزيد على أن ينظر إليهم.




في رمضان تاب عباد من خطاياهم، وعاهدوا الله تعالى على أن لا يعودوا إلى العصيان بعد أن طعموا حلاوة التوبة والإقبال الله تعالى، وتذوقوا لذة الخشوع والدعاء والقرآن.




وفي رمضان واظب عباد على صلاة الجماعة، وداوموا على الصف الأول، ولم تفتهم التكبيرة الأولى؛ فعزموا على أن يكون هذا دأبَهم العمر كله، والتبكيرُ إلى الصلاة له لذة لا يعرفها إلا أهلها.




وفي رمضان عرف كثير من الناس قيمة القرآن الذي يهجرونه طوال العام؛ فاستمعوا آياته تتلى آناء الليل، ورتلوه آنا النهار، فوجدوا في القرآن خير جليس: أيقظ قلوبهم، وشحذ هممهم للعمل بما ينفعهم، واجتناب ما يضرهم.




وجدوا فيه وعيدا على معاص قد تلبسوا بها، فعاهدوا ربهم على الإقلاع عنها، وقرءوا فيه جزاء عظيما على أعمال صالحة قد فرَّطوا فيها، فعزموا على المحافظة عليها.




لقد تعلموا من القرآن ما لم يكونوا يعلمون، ونبههم إلى ما كانوا عنه غافلين، فندموا على سنوات مضت هجروا فيها هذا الكتاب العظيم، وعقدوا العزم على أن يكون لهم منه ورد يومي لا يتركونه مهما كلف الأمر.




وفي رمضان وجد كثير من المتهجدين لذة صلاة الليل، ومناجاة الرب جل جلاله، والانطراح على بابه، والبكاء من خشيته ورجائه، وطَعِموا حلاوة الاستغفار في أسحاره، فعلموا أنهم قد غفلوا عن هذا الباب العظيم من الخير، وأن سهرهم أول الليل ونصفه، ونومهم آخره قد حرمهم هذه اللذة العظيمة، فعزموا على أن يجاهدوا أنفسهم على قيام الليل، وأن يأخذوا بالأسباب المعينة على ذلك؛ لئلا يُحرموا لذة مناجاة الرب في أفضل الساعات، وربنا تبارك وتعالى يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حين يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فيقول: من يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ له، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ له، كما جاء في الحديث الصحيح.




وفي رمضان انتشرت مظاهر الإحسان للخلق بتفطير الصائمين، وتلمس حاجات المعوزين، وإيتاء الزكاة الواجبة، وإتباعها بصدقة النافلة، وأحس الصائم بجوع إخوانه الفقراء، وعلم حاجتهم، ووجد لذة عظيمة في الإحسان إليهم، وإدخال السرور عليهم وعلى أسرهم وأطفالهم، فكان سروره يزداد مع زيادة صدقاته وإحسانه، وودَّ ساعة إنفاقه لو ملك ما على الأرض لا لشيء إلا ليحسن إلى إخوانه، ويدخل السرور إلى بيوتهم.




وكان قبل رمضان يشبع ويلبس ويركب ويترف، ولا يأبه بغيره، لكنه لما رأى مظاهر الإحسان في رمضان أبت عليه نفسه إلا أن ينتظم في سلك المحسنين، فوجد في الإحسان إلى الخلق ما لم يجده في لذيذ طعامه ولباسه ومراكبه ومساكنه وزينته، فعزم على أن لا يقطع لذة الإحسان إلى الخلق، وأن يكون للفقير والمسكين وذي الحاجة حظ دائم من أمواله التي وهبها إياه ربُه عز وجل. ولا سيما مع علمه بحديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فيه إلا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فيقول أَحَدُهُمَا: اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهم أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)) رواه الشيخان.




وفي رمضان حرص كثير من الناس على برِّ والدِيْهم، وإدخال السرور عليهم بمجالستهم ومنادمتهم، فرأوا من سرور والدِيْهم بهم ما غفلوا عنه من قبل بمشاغل الدنيا، ومطالب الأهل والولد، فعزموا على أن يعطوا والديهم حظهم منهم، وأن يكون لهم معهم جلسات مرتبة لا يتخلفون عنها أو يؤجلونها مهما كلف الأمر؛ لعلمهم بعظيم حقهم عليهم، حتى إن الله سبحانه ذكر حقهم مع حقه تعالى؛ لأنهم السبب الأول بعد الله تعالى في وجودهم في هذه الدنيا {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].




وفي رمضان وَصَل كثير من الناس أرحامهم للمباركة لهم ببلوغ الشهر أو العشر، فرأوا من فرحهم بهم ما لم يظنوه، ومن ترحيبهم بهم ما لم يتوقعوه، فعلموا قدر تفريطهم سابقا في حق قرابتهم، وبعدهم عنهم، وقطيعتهم لهم، واشتغالهم بالمباحات وبما دونها عن أداء الواجبات، وقد سمعوا في رمضان آيات الله تعالى تأمرهم بالإحسان إلى القربى {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى} [النساء: 36] وقرؤوا وعيد الله تعالى فيمن قطعوا أرحامهم {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25] فعزموا على أن يجعلوا لقرابتهم حظا من أوقاتهم، وجزءً من زياراتهم ومكالماتهم؛ طاعة لله تعالى، ووفاء لحقهم.




وفي رمضان تفقد بعض الناس جيرانهم بزيارتهم أو السؤال عنهم فوجدوا فيهم المريض والعاجز عن بلوغ المسجد، ولم يفتقده أكثر المصلين لانشغالهم عنه، وعدم اهتمامهم بحقوق الجار، فعزموا على أن يعطوا جيرانهم ما لهم من الحقوق عليهم، ويسألوا عنهم، ويتفقدوهم طوال العام.




لقد كان رمضان منبعا للإيمان والتقوى، وموردا لتزكية النفوس، وتقويم السلوك، ومعرفة الحقوق، صدر إليه المؤمنون فاغترف كل واحد منه ما اغترف، والموفق من أوفى بعهده مع الله تعالى، وأحسن في سائر الشهور كما أحسن في رمضان؛ لأنه يعبد الله عز وجل ولا يعبد رمضان، والله تعالى يجب أن يعبد في كل زمان ومكان وحال.




أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر: 18-19].




بارك الله لي ولكم.......






الخطبة الثانية





الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.



أما بعد: فاتقوا الله ربكم، واعرفوا حقه عليكم، واشكروه كما هداكم وأمدكم وكفاكم؛ فإن شكر النعم يزيدها، وإن كفرها يزيلها {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].




أيها المسلمون: إن كنا فقدنا رمضان في صيام نهاره، وقيام ليله، وملازمة القرآن والذكر والدعاء، وأداء الحقوق والواجبات، والإحسان إلى الناس؛ فإننا تعلمنا من رمضان أننا قادرون على أداء هذه العبادات مهما كثرت مشاغلنا، وعظمت مسئولياتنا. وحق الله تعالى علينا هو أعظم حق يجب أداؤه؛ فهو خالقنا ورازقنا وآمرنا وناهينا، وهو الذي يجزينا بأعمالنا، ونحن عبيده لا ننفك عن عبوديته في أي حال، وقد شرع لنا صيام النفل، وقيام الليل، وأكد علينا أن نوتر قبل أن ننام إلا من كان يقوم آخر الليل وذلك أفضل، وأمرنا بقراءة القرآن وتدبره والعمل به {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [ص: 29].




كما أمرنا سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الخلق مَنْ بَعُدَ منهم عنا، ومن قَرُبَ منهم منا، وحقوق القريبين آكد علينا وأعظم في شريعة ربنا عز وجل؛ كالوالدين والأرحام والجيران.




ومما شرع الله تعالى لنا عقب رمضان صيام ستة أيام من شوال؛ كما جاء في حديث أَبي أَيُّوبَ الأَنصَاريِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتاً مِنْ شَوَّالَ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ)) رواه مسلم. وفي حديث ثُوبانَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((صِيامُ رَمَضَانَ بِعَشرَةِ أَشْهُر، وصِيَامُ السِّتَّةِ أيَّامٍ بِشَهرَينِ فذَلك صِيَامُ السَّنَة)) وفي رِوايةٍ ((مَنْ صَامَ سِتَّةَ أيَّامٍ بَعْدَ الفِطْرِ كَانَ تَمامَ السَّنة {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160])) رواهُ أحمدُ وابنُ ماجه.




ومما ينبغي أن يُعلم أنه يجوز صِيامِها في أَوَّلِ الشَّهرِ أَو وَسْطِهِ أو آخِرِهِ، مُتَتَابِعَةً أو مُتَفَرِّقَةً، فكُلُّ ذلك مَشرُوعٌ، وأيًّا ما فَعَلَهُ المُكَلَّفُ فَجَائِزٌ، ويَستَحِقُّ الأَجْرَ المُرَتَّبَ عَلَيْهِ إِنْ قَبِلَ اللهُ تَعَالَى مِنه، ومَنْ كان عَليهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ قَدَّمَ القَضَاءَ عَلى السِّتِ ثُم صَامَهَا بعدَ ذَلك؛ لظَاهِرِ قول النبي عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتاً مِنْ شَوَّالَ)) يَعْني صام رمضان كَاملاً، ومَنْ بَقِيَ علَيهِ أَيَّامٌ من رَمَضَانَ فَلا يَصْدُقُ عَلَيهِ أَنَّهُ صَامَ رَمَضَانَ حَتى يَقضِيَ تِلكَ الأيَّامَ التي علَيه منه؛ ولأَنَّ إبرَاءَ الذِّمةِ من الوَاجِبِ أَولَى مِن فِعلِ المَندُوب.




ألا فاتقوا الله ربكم -أيها المسلمون- وأحسنوا العمل عمركم كله كما أحسنتم في رمضان، وسلوا الله تعالى قبول الأعمال، والثبات على الإيمان.




وصلوا وسلموا على نبيكم......





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-03-2021, 01:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا تعلمنا من رمضان ؟

ماذا تعلمنا من رمضان ؟ (2)




الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

ترك الفضول


الحمد لله الخلاق العليم؛ ﴿ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾ [السجدة: 7، 8] نحمده على وافر نعمه، ونشكره على مزيد فضله؛ أنعم علينا بالدين والدنيا، وصرف عنا المحن والبلايا، وله علينا في كل لحظة نعم لا نحصيها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه دهركم كله، ولا ترتدوا على أعقابكم بعد شهركم؛ فإن العبادة لله ربكم، وإن حاجتكم إليه في كل أحوالكم وأزمانكم، ومن عرف الله تعالى في الرخاء عرفه الله تعالى في الشدة، ومن أكثر الدعاء في السراء استجيب له في الضراء، وليس دون العبد والعمل إلا الموت؛ فإنه قاطع العمل، موجب الجزاء ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر: 98-99].

أيها الناس:
رمضان مدرسة حولية لمن عمره بالطاعات، وأخذ منه العبر والعظات.. مدرسة في العبادة، ومدرسة في السلوك، ومدرسة في إصلاح القلوب، ومدرسة في ترك الفضول..

والفضول: هو الاشتغال بما لا يعني. وما يعني الإنسان أمران: إما أمر معيشته، وإما أمر آخرته.. فمن اشتغل بغير ذلك كان من فضول الشغل التي لا تفيد العبد لا في دنياه ولا في آخرته.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ" أصل في ترك الفضول. وبين عليه الصلاة والسلام أن "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ" وقال الجنيد رحمه الله تعالى: علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه. وقد قيل: ضياع العقول في طلب الفضول.

والفضول يكون في الكلام وفي الطعام وفي النظر وفي الخلطة وفي النوم:
ففضول الكلام أن يتكلم بما لا يفيده، أو يستمع إليه، ومع أن دين الإسلام ليس دين الصمت، والصمت منهي عنه في الشريعة؛ لأن آلة اللسان يجب أن تستثمر في طاعة الله تعالى وذكره، إلا أن المرء إذا كان سيشغل لسانه بفضول الكلام فصمته خير من كلامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ..." ولكثرة فضول الكلام في الناس فلا عجب أن يكون أكثر ما يورد الناسَ النارَ حصائدَ الألسن. وفضول الكلام هو غالب كلام الناس في بيوتهم ومجالسهم وفي أسواقهم وطرقهم، وعبر أجهزتهم المنقولة معهم صوتا وكتابة، ومع أهلهم وقرابتهم وأصدقائهم ومن لا يعرفون، وذكر الله تعالى فيما يقولون قليل، وهم مؤاخذون بهذا الفضول.

قال عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ رحمه الله تعالى: "إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَكْرَهُ فُضُولَ الْكَلَامِ، وَكَانُوا يَعُدُّونَ فُضُولَ الْكَلَامِ مَا عَدَا كِتَابَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ تَقْرَأَهُ، أَوْ أَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ أَنْ تَنْطِقَ بِحَاجَتِكَ فِي مَعِيشَتِكَ الَّتِي لَا بُدَّ لَكَ مِنْهَا، أَتُنْكِرُونَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17- 18] أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ لَوْ نُشِرَتْ عَلَيْهِ صَحِيفَتُهُ الَّتِي أَمْلَاهَا صَدْرَ نَهَارِهِ أَكْثَرُ مَا فِيهَا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَلَا دُنْيَاهُ".

ونقل عن بعض الصحابة قال: إن الرجل ليكلمني بالكلام لجوابه أشهى إلي من الماء البارد إلى الظمآن فأترك جوابه خيفة أن يكون فضولاً.

ومن الناس من يقضي وقته في الاستماع إلى فضول الكلام عبر الإذاعات والشاشات ونحوها. والهواتفُ الذكية ملأى بالمقاطع الصوتية والمرئية التي هي من الفضول، واستماع المرء للقرآن أو الحديث أو التذكير والموعظة خير له، وهو في متناوله، ولكن يتثاقل عنه، أو يسوف فيه، وما أهلك ابن آدم إلا التسويف، وهو أمضى أسلحة إبليس.

ومن الفضول المؤذي فضول الأسئلة؛ فإن من الناس من لا يدع شيئا من خاصة جليسه إلا سأله عنه؛ فيسأله عن عمره وعمله ونسبه وأصله وأصهاره ومنزله وأولاده ووظيفته وماله، وكل ما هو خاص به، فيؤذيه بأسئلته الصفيقة أشد الأذى، وهو لا ينتفع بشيء مما سأله عنه سوى الفضول، وربما حسده على ما منح من نعم.

وفضول النظر أيضا مذموم؛ والأصل في ذمه قول الله تعالى ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾[طه: 131] أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب والملابس والبيوت والنساء؛ فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين... ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا.

وكان السلف الصالح يكرهون فضول النظر كَمَا يكرهون فضول الْكَلام.

وكثير من الناس قد بلوا بفضول النظر، وفتنوا بزخارف الدنيا، حتى إنهم يصعدون النظر فيما يمر بهم من المباني والمراكب والملابس والأثاث وغيرها؛ استحسانا لها، وضبطا لدقائقها، وربما حسدوا غيرهم على ما أعطوا من دنياهم.

وبعض الناس مفتون بالنظر إلى كل شيء يمر به من جامد ومتحرك حتى كأنه رادار يلتقط كل شيء، وفي ذلك من أذية الناس ما فيه فإن الناس لا يحبون من يطيل النظر ليكشف بواطن دورهم، ويكرهون من يحدق في سياراتهم لمعرفة من بداخلها، ويمقتون من يصعد النظر فيما يحملون من حاجات لمعرفة ماهيتها. وكل ذلك من فضول النظر.

فضلا عن النظر إلى المحرمات في الشاشات والأجهزة الذكية وغيرها، وهي لا تعد ولا تحصى من صور ثابتة وأخرى متحركة.

فإذا نهي عن فضول النظر إلى المباح؛ لئلا يفتن القلب بالدنيا وزخارفها فيكف إذن بالنظر إلى المحرم؟ وقد قال بعض العباد: مَنْ تَرَكَ فُضُولَ النَّظَرِ وُفِّقَ لِلْخُشُوعِ.

ودخل رجل على داود الطائي فقال: إن في سقف بيتك جذعا مكسورا، فقال: يا ابن أخي إني في هذا البيت منذ عشرين سنة ما نظرت إلى السقف.

وخَرَجَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَوْمَ الْعِيدِ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَمْ مِنَ امْرَأَةٍ حَسْنَاء قد نظرت الْيَوْم؟ فَلما أكثرت قال: وَيْحَكِ مَا نَظَرَتُ إِلا فِي إِبْهَامِي مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَكِ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْكِ.

وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28] قَالَ: الْمَرْأَةُ تَمُرُّ بِالرَّجُلِ فَلا يَمْلِكُ نَفْسَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا وَلا يَنْتَفِعُ بِهَا، فَأَيُّ شَيْءٍ أَضْعَفُ مِنْ هَذَا؟

وفي خطورة فضول الكلام والنظر يقول ابن القيم: وأكثر المعاصي إنما تولدها من فضول الكلام والنظر، وهما أوسع مداخل الشيطان.

وأما فضول الطعام فالأصل في ذمه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ..." رواه ابن ماجه. وقد تعوذ النبي من نفس لا تشبع، ويشمل عدم شبعها من الأكل، وعدم شبعها من جمع الدنيا.

وقد ينشأ عن فضول الطعام فضول النظر والكلام؛ فإن البطون إذا أتخمت بلذائذ الطعام، تحركت كوامن الشهوات، قال أبو عبد الله الواهبي: مَنْ أدخَلَ فضولا من الطعام أخرجَ فضولا من الكلام.

وقال إبراهيم بن أدهم: من ضبط بطنه ضبط دينه.

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَطْنُهُ أَكْبَرَ هَمِّهِ، وَأَنْ تَكُونَ شَهْوَتُهُ هِيَ الْغَالِبَةَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَشْبَعَ الْيَوْمَ مِنْ الْحَلَالِ؛ لِأَنَّهُ إذَا شَبِعَ مِنْ الْحَلَالِ دَعَتْهُ نَفْسُهُ إلَى الْحَرَامِ.

وفضول الطعام سبب لفضول النوم، وفضول النَّوْمِ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُثَقِّلُ الْبَدَنَ، وَيُضِيعُ الْوَقْتَ، وَيُورِثُ كَثْرَةَ الْغَفْلَةِ وَالْكَسَلِ.

قال القاضي عياض: وكثرة النوم من كثرة الأكل والشرب، ونَقَلَ عن سفيان الثوري: بقلة الطعام يُملك سهر الليل، يعني في العبادة.

وقَالَ الْفُضَيْلُ: "خَصْلَتَانِ تُقَسِّيَانِ الْقَلْبَ: كَثْرَةُ النَّوْمِ، وَكَثْرَةُ الْأَكْلِ".

وفضول الخلطة تقود إلى قول المنكر أو سماعه أو ممارسته أو السكوت عنه، وكثير من اجتماعات الناس ما هي إلا من فضول الخلطة التي تضر ولا تنفع حتى رتبوا لهذه الاجتماعات أزمنة ثابتة تعرف بالدوريات، وربما خصص لها أمكنة كالاستراحات ونحوها، مما يدل على كثرتها وتنوعها، وغالبها يخلو من ذكر الله تعالى، وتقضى في القيل والقال، والغيبة والنميمة، والاجتماع على مشاهدة ما يضر ولا ينفع. وكل خلطة لا تزيد صاحبها قربا من الله تعالى فتركها خير لصاحبها. قال أَبو بَكْر الوراق: وجدت خير الدنيا والآخرة فِي الخلوة والقلة، وشرهما فِي الكثرة والاختلاط.

وقال الجنيد: مكابدة العزلة أيسر من مدارة الخلطة.

ولا شك أن الذي يخالط الناس فينفعهم، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، كما جاء في الحديث.

ولكن كثيرا من خلطة الناس اليوم هي من فضول الخلطة ورديئها، ولو لم يكن فيها إلا السكوت على منكر حاضر لكان ذلك كافيا في ذمها. قَالَ يَحْيَي بْن أَبِي كثير: من خالط النَّاس داراهم، ومن داراهم راءاهم. وقيل لابن المبارك مَا دواء القلب؟ فَقَالَ: قلة الملاقاة لِلنَّاسِ.

نسأل الله تعالى أن يزكي قلوبنا بالإيمان والعمل الصالح، وأن يجنبنا ما لا ينفعنا من الفضول، وأن يمن علينا بالقبول، إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا....


الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

أيها المسلمون:
كثير من الخلل الواقع عند الناس في عباداتهم وتزكية نفوسهم، وما يعانونه من قسوة قلوبهم سببه اشتغالهم بالفضول، حتى جاوز كثير منهم المباحات إلى المحرمات، فما يجد أكثرهم للإيمان حلاوة، ولا للعبادة لذة، ولا للقرآن طعما.

هذا؛ وانغماس العبد في فضول شيء واحد يقوده إلى فضول في غيره، ففضول الطعام يؤدي إلى فضول الكلام والنظر والنوم.. وكلها سبب لقسوة القلب.

وبذا نعلم أن من حكمة الصيام تصفية الجسد والقلب من الفضول؛ ليتهيأ العبد للسمو والعلو عن حظوظ الجسد إلى صلاح القلب واستقامته، وقد لمس الصائمون وقت صيامهم رقة قلوبهم لما خلت أجوافهم من فضول الطعام، وصار الواحد منهم وقت صيامه يجتنب فضول الكلام، ويشتغل بالقرآن، ولا يجترئ على فضول النظر وهو صائم؛ خوفا من تدنيس صيامه، وهو مستحضر قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ".

إننا - يا عباد الله - قد تعلمنا من رمضان ترك فضول النظر والكلام والنوم والطعام والخلطة، ووجدنا لرمضان لذة قلما نجدها في غيره، فعلينا أن نحافظ بعد رمضان على ما تعلمنا من ترك الفضول.

وقد شرع الله تعالى صيام النافلة الأسبوعي والشهري والسنوي؛ ليستمر ترك الفضول مع العبد دهره كله؛ وذلك لتصفو قلوبنا، وتزكو نفوسنا، وتخلو أجسادنا من زوائد تضرها ولا تنفعها، وقد ندبنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيام ستة أيام من شوال، فمن صامها مع رمضان كان كمن صام الدهر كله كما جاء في الحديث الصحيح.

وصلوا وسلموا...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.47 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]