|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() التحذير من القمار خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد؛ فإن أصـدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ. حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوعٍ بعنوانِ: «احذروا القمار». فَأَرعُونِي قلوبكم، وأسماعكم جيداً، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم المفلحون. اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن الله جل جلاله حرم القمار في كتابه العظيم، وأخبرنا أنها من عمل الشيطان. قال الله تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90-91] والميسر:هو القمار[1]، وهو كل لعب يشترط فيه غالباً أن يأخذ الغالب شيئًا من المغلوب[2]. والقمار من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188] وروى البخاري عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ[3] فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»[4]. ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق بصدقة. روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ[5]»[6]. فإذا كان مجرد القول يوجب الكفارة، أو الصدقة فما ظنُّك بالفعل[7]. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم. الخطبة الثانية الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد.. اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن من لعب بالنرد، فقد عصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. روى أبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ»[8]. واللعب بالنرد حرام كالأكل من الخنزير. روى مسلم عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ»[9]. النردشير: هو النرد، فالنرد كلمة أعجمية معربة، وشير معناه حلو[10]. ومعنى صبغ يده في لحم الخنزير ودمه في حال أكله منهما، وهو تشبيه لتحريمه بتحريم أكلهما[11]. الدعاء... اللهم اغفر لنا ذنبي، ووسع لنا في دورنا، وبارك لنا فيما رزقتنا. اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملكها إلا أنت. اللهم إنا نعوذ بك من الهِرَم، والتردي، والهدم، والغمِّ، والغرق، والحرق، نعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، ونعوذ بك أن نموت في سبيلك مدبرين. اللهم باعد بيننا، وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم ارزقنا العلمَ النافع، والعملَ الصالحَ. اللهم إنا نعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئست البطانة. أقول قولي هذا، وأقم الصلاة. [1] انظر: تفسير الطبري (4/ 320). [2] انظر: التعريفات، للجرجاني، صـ (179)، والكليات، للتهانوي، صـ (702). [3]يَتَخَوَّضُونَ: من الخوض وهو المشي في الماء وتحريكه، والمراد هنا التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن. [انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 88)]. [4] صحيح: رواه البخاري (3118). [5]فليتصدق: أي يتصدق بقدر ما أراد أن يجعله خطراً في القمار. [النهاية في غريب الحديث (4/ 107)]. [6] متفق عليه: رواه البخاري (4860)، ومسلم (1647). [7] انظر: الكبائر، للذهبي، صـ (89). [8] حسن: رواه أبو داود (4938)، وابن ماجه (3762)، وأحمد (19522)، وحسنه الألباني. [9] صحيح: رواه مسلم (2260). [10] انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (5/ 39). [11] انظر: شرح صحيح مسلم، للنووي (15/ 16).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |