خطبة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3117 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2021, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

خطبة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم











إبراهيم جاسم




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعلمانا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



أما بعد:



فيا أيها المؤمنون، لا شك أن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأجب شرعي وحق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا - بأبي هو وأمي - فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة والنعمة المزجاة، بصر الله به من العمى، وأنار به من الظلام، وجعله الله سببًا في هداية البشرية، بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهَد في الله حقَّ جهاده، صلوات ربي وسلامه عليه، فينبغي أن يعتز المسلم بعبوديته لله واتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يدافع عن جانبه وينصره:﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ [التوبة: 40].



﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [الجمعة: 2].



ومما زادني فخرًا وتيهًا

وكدت بأخمصي أن أطأ الثُّريَّا



دخولي تحت قولك: يا عبادي

وأن صيَّرت أحمدَ لي نبيًّا؛




أحمد المصري







أبا الزهر قد جاوزتَ قدري

بمدحك بيدَ أن لي انتسابَا



مدحت المالكين فزدتُ قدرًا

فلما مدحتك اقتدتُ السحابَا




أحمد شوقي







وأجمل منك لم ترَ قطُّ عيني

وأجمل منك لم تلد النساءُ



خُلقت مبرَّأً من كل عيب

كأنك قد خُلقت كما تشاءُ





حسان بن ثابت رضي الله عنه





وكل هذا لا يوفي حقَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فهو خير من وطئت قدمه الثرى، وسيد ولد آدم؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفَّع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر))، والحديث رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم في صحيحه (2278).



فحينما غضب المسلمون من عدوهم، وثاروا نصرةً لنبيهم، دلَّ ذلك على حبهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقدره الجليل في أنفسهم، وهذا حب لا ينكره عاقل، فلو شُتما أحدُنا والداه، فقد يسامح ولكن إذا كان في حق النبي، فإنه يغضب ولا يرضى أن يمسَّ جانب النبي صلى الله عليه وسلم بشيء،



فحينما قَبَضَ المشركون على خبيب بن عدي رضي الله عنه، وقيل له: أتُحب أن محمدًا مكانك وأنت في أهلك وولدك، قال: ما أحب أن عندي عافية الدنيا ونعيمها، ويُمس النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشوكة.



ويوم أُحد سُمي بيوم طلحة لَما أبلى فيه طلحة رضي الله عنه من الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذود عنه.



هكذا فدوه بأنفسهم وأرواحهم رضوان الله عليهم، لقد انتهى ذلك الزمان ولكن الحق لم ينتهِ، والولاء لم ينته، ونصرة النبي صلوات ربي وسلامه عليه لم تنتهِ، ستبقى لآخر الأنفاس واللحظات.



أيها الأحبة، إن النصرة الحقيقية لدين الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم مع نُصرته باللسان والأقلام، هي اتباع سنته وهديه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].



فدعوى الحب لا بد أن يُبَرهنَ صدقُها بالاتباع لرسول الله، وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 32].



فطاعة النبي واتباع سنته هي النصرة الحقيقية لدين الله ورسوله، فالدين ليس دعوى يدَّعيها أي إنسان، فلا تُجدي المشاعر النبيلة مع الأفعال الشنيعة والبعد عن الشريعة، فلا بد من اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم، والتأسي به بالأقوال والأفعال، والمعاملة، وفي كل جانب؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].



فمن أجل التأسي بخير البشر لا بد من معرفة سيرته، فمتى قرأنا آخر كتاب في السيرة، ومتى سمعنا آخر درس عن هديه وشمائله صلوات ربي وسلامه عليه، ومتى آخر مرة جمعنا الأبناء والزوجة وتحدثنا عن جوانب من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام!



بارَك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم.







الخطبة الثانية

الحمد على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.



أيها المؤمنون، السيرة النبوية ليست قصة نرويها بين الفينة والآخرة؛ لنستأنس بها ونُصلي على صاحبها تبرُّكًا فحسب، أو مثل ما يفعل في كل سنة، بإقامة الموالد التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويُرتكب فيها من الآثام التي تخالف الكتاب والسنة.



بل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منهج لا بد أن نتعلمه ونتدارسه، ونعلمهُ أبناءنا، ونغرس في نفوسهم معرفته ومحبته وشمائله عليه الصلاة والسلام ما حيينا؛ لينشأ لنا جيلٌ قدوتُهُ سيد البشر، لا أراذل البشر، فلقد كان خلقه القرآن، وهذا الكمال الذي أنزلهُ الله في كتابه، جعله مجسدًا في شخص النبي عليه الصلاة والسلام، ثم أمر المؤمنين بالتأسي به؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر: 7].



فكيف نأخذ ما أتانا وننتهي عما نهانا، إن لم نتعرف على سيرته وشمائله وتعامله مع الله جل وعلا، ومع نفسه وأهله ومن حوله صلوات ربي وسلامه عليه! ومن أخلاقه وشمائله ما قالته خديجة رضي الله عنها حينما عاد من غار حراء، قال: لقد خشيت على نفسي، فأجابته: كلَّا، أبشِر، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتَحمل الكَلَّ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق".



وكثيرة هي الشمائل والكمالات، فإن تمسَّكنا بها وتأسَّينا، واقتدينا بنبيِّنا، وربَّينا أولادنا على سنته وهديه، قوِيت الأمة، ونُصرت على أعدائها، وعلى من يكيدون لها، وعلِم الأعداء أن حبَّنا لنبينا ليس دعوى تُدَّعَى، بل قول باللسان وتصديق بالأفعال، فإن رأى الناس الأقوال خلافَ الأعمال، خرج الناس من دين الله أفواجًا، وإن رأوا الأفعال متطابقة مع الأقوال، دخل الناس في دين الله أفواجًا.



الدعاء:

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، واشفِ اللهم مرضانا، وعافِ مبتلانا يا أرحم الراحمين.



﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].



فاذكروا الله العظيم الجليل يَذكركم، واشكروه على نِعمه يَزدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.27 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]