"ولئن انتهى رمضان" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4913 - عددالزوار : 1963875 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4485 - عددالزوار : 1262668 )           »          سُنَّة تشميت العاطس والدعاء له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطة عام ١٤٤٧هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          لا تنسوا غزة من دعائكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عِظَةٌ مَعَ اِنْقِضَاءِ الْعَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الساعة التي ترجى فيها الإجابة يوم الجمعة: فضلها، أدلتها، وقتها، هدي السلف فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي, الأعلى, المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مِنْ كُنُوزِ الْهِجْرَةِ : بَيَانُ أَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَيْأَسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العفو, الغفور, الغفّار, التواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2025, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,613
الدولة : Egypt
افتراضي "ولئن انتهى رمضان"

"ولئِن انتهى رمضان"

عبدالعزيز أبو يوسف


الخطبة الأولى
الحمد لله العظيم الحليم، ذي العرش المجيد، الفعال لما يُريد، له المحامد كلها، لا نُحصي ثناءً عليه، لا إله إلا هو، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على خير البرية، وأزكى البشرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر: 18].


عباد الله، لئِن رحل شهر رمضان، شهر التقوى والبر والإحسان، والصيام والقيام، والعتق من النار، وانتهت أيامه ولياليه، وتصرمت، ومرت كطيف خيال، وقد جعله الله تعالى موسمًا للقُربِ منه جل وعلا، والتنافس والمسارعة للخيرات؛ فإن ربه كريم حكيم خبير، يُكرر على عباده مواسم العبادة والإحسان؛ ليزدلفوا إليه بالطاعات فيزيدهم فضلًا وإحسانًا، فما يرحل زمان فاضل ووقت مبارك إلا ويعقبه آخر، ولئن خُتِم على باب أجر بمن سبق إليه، فيوشك أن تُفتح بعده أبواب، وما من عبدٍ يعلم الله عز وجل في قلبه خيرًا ورغبةً فيه صدقًا إلا ويُعطيه سبحانه بكرمه مِثل أجر عامله، فالشأن كله بصدق النية وصلاحها، وحسن المتابعة للهدي النبوي في كل قُربة.


أيها المسلمون، الأجور المضاعفة للأعمال الصالحة بفضل الله تعالى مستمرة بعد رمضان لا تنقطع، فصيام النوافل كالاثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر الوارد في السنة الحث على صيامهن، هن من الصيام الذي قال الله عز وجل عنه في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به؛ إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي»؛ رواه البخاري، وإتباع رمضان بصيام ستة أيام من شوال له فضل عظيم، يقول عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه بستٍّ من شوال كان كصيام الدهر»؛ رواه مسلم، وكذا أجر تلاوة الكتاب العزيز باقٍ كُل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وكذا أجر القيام والأوقات التي هي الأحرى بالإجابة للدعاء فيها؛ كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة مستمرة في رمضان وبعده، وكذا أجر الصلة والبر والصدقة باقٍ بفضل الله تعالى، فلا يُغلق شيء من أبواب الخير والأجر عن العبد إلا بقيام الساعة، أو إذا حضره الموت، فما أجمل أن يكون العباد في إقبالهم على الطاعات والقُرب والإحسان ربانيين لا رمضانيين!


أيها المباركون، من وفق فذاق حلاوة العبادة ولذتها وأُنسها في رمضان، وامتلأ قلبه خشوعًا ورغبةً فيما عند ربه جل وعلا؛ فحريٌّ به أن يستعيذ به من الرجوع للتقصير، وهجر الصيام والقيام، والتلاوة والذكر والبر، والوقوع في الغفلة، والإعراض بعد رمضان، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور»؛ رواه مسلم؛ أي: من النقص بعد الزيادة، وقد نهى الله عز وجل عن الرجوع للنقص بعد التمام في كل عمل، فقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا [النحل: 92]، وعقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بابًا بعنوان: "ما يُكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه"، وذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «يا عبدالله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل»، والموفق من اغتنم باقي سني عُمره وأيامه ولياليه فصيرها كلها رمضان، يسارع فيها للخيرات، وسُبل الفلاح؛ إذ الإقبال على الله تعالى، وابتغاء فضله ليس محدودًا بزمن دون آخر، ولا موسم معلوم دون غيره، فالأزمنة والأمكنة الفاضلة لا تُقدس أحدًا، ولا ترفع من شأنه عند ربه عز وجل ما لم يودع فيها أعمالًا صالحةً، ويستقيم ظاهرًا وباطنًا، ثم إن كثرة أعمال الجوارح لا تنفع إلا إذا وافقت قلبًا سليمًا، ونفسًا مخبتة ونية صادقة وإخلاصًا، والحصيف من يعتني بصلاح قلبه على الدوام، ويتفقد سريرته في جميع الأزمان، فإن الابتلاء والرفعة إنما هو بحُسْن العمل لا بكثرته، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2]، قال أبو بكر بن عياش رحمه الله: "والله ما سبق أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة صلاة ولا صيام؛ ولكن بشيء وقر في قلبه"، وعمل المؤمن لا ينقضي وينقطع إلا بحضور أجله، ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر: 99].


اللهم وفقنا لهداك، واجعل أعمالنا وأقوالنا في رضاك، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي غفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، والشكر له حق شكره، والصلاة والسلام على رسوله وعبده محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها الفضلاء، من رحمة الله تعالى بعباده وحكمته في شرعه وأمره عدم إيجاب الانقطاع للعبادة في كل وقت؛ إذ إن ذلك من الرهبانية التي تناقض الفطرة، فلئن فترت الهمة، وقل النشاط والعزيمة على فعل الخيرات عما كانت عليه في رمضان شيئًا يسيرًا، ولو كان ملحوظًا، فلا يرجع العبد على نفسه متهمًا لها بالنفاق، أو عدم القبول؛ ذلك أن النفس لها إقبال وإدبار، قال عليه الصلاة والسلام: «إن لكل عملٍ شِرة، ولكل شِرةٍ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك»؛ رواه الإمام أحمد والنسائي، والشِّرة النشاط والحرص والإقبال، والفترة هي الضعف والسكون، فمن كانت فترة ضعفه وسكونه عن العبادة من شدة إقبال وحرص إلى التوسط مع الحفاظ على الفرائض؛ فهذا سبيل الهدى؛ إذ النفوس مجبولة محبة للراحة والدعة، وعدم القدرة على ملازمة العمل، والدأب على ذلك دون انقطاع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت عندي امرأةٌ فدخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقال: «من هذه؟» قلتُ: فلانةُ لا تنامُ تذكرُ من صلاتها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: «مه، عليكم بما تطيقون، فو اللهِ لا يملُّ اللهُ حتى تملُّوا»، قالت: وكان أحبَّ الدِّينِ إليه الذي يدومُ عليه صاحبُه"؛ رواه البخاري، وأما الانقلاب من الحرص، والإقبال على الخير والفلاح إلى الترك، والهجر له، والتقصير في الفرائض فهو الهلاك كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: «إن هذا الدين يُسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، ويسروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة»؛ رواه النسائي، فالغدوة أول النهار، والروحة آخره، والدلجة آخر الليل، والنبي صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا كأنه يخاطب مسافرًا يقطع طريقه إلى مقصده، فنبهه إلى أوقات نشاطه، والعبد مسافر في هذه الدنيا للآخرة، فنبهه عليه الصلاة والسلام لاغتنام هذه الأوقات بما يقربه إلى الله عز وجل، ويوطن نفسه، ويأطرها على الخير وملازمته، ولو كان قليلًا اتباعًا للسنة، قال عليه الصلاة والسلام: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلَّ»؛ رواه البخاري، فعليكم من الأعمال ما تُطيقون وألزموها، واسألوا الله الثبات على الخير والمزيد من فضله.


عباد الله، صلوا وسلموا على من أمرنا المولى بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


اللهم أعنا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك، اللهم اجعلنا لك ذكَّارين، لك شكَّارين، إليك أوَّاهين منيبين، يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب، اصرف قلوبنا إلى طاعاتك، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال، ومدهما بنصرك وإعانتك وتوفيقك وتسديدك، اللهم أدم على هذه البلاد عزها وأمنها وإيمانها ورغد عيشها، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله ما علمنا منه، وما لم نعلم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرم على النار أجسادنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.


عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]