الشباب أمل وألم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي الشباب أمل وألم

الشباب أمل وألم

د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله الذي لا يدوم غيره، ولا يرجى إلا خيره، ولا يخشى إلا ضيره، ولا يعول إلا عليه ﴿ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 13 - 16]، نحمده تعالى ونشكره على كل حال، ونستعين به ونذكره وهو الكبير المتعال، ونتوب إليه ونستغفره، ونسأله السلامة والعافية والستر والجلال، ومن تاب تاب الله عليه، ومَن تولَّى فإن الله هو الغني الحميد.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يضل من يشاء ويهدي من يشاء ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216] سبحانه ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه الأمين، والموحى إليه بقوله تعالى: ﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [المعارج: 42].

اللهم فصَلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام، وعلى التابعين لهم بإحسان في صالح الأعمال والأمر الرشيد، أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تبارك وتعالى واشكروه على ما هداكم للإسلام، وجعلكم من أمة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، راقبوه ولا تعصوه، واعلموا أنكم لديه محضرون، وعلى أعمالكم محاسبون، وعلى تفريطكم نادمون.

عباد الله، ما من أمة بادت وأخرى قامت، إلا ولها شعار ترفعه، ووسام تفتخر به، به ترتقي وتزدهي، وبه تجالد أعداءها وخصومها، كان وما زال محطَّ أنظار الدول، ومصدر قوتها وعزتها، هم شريحة من أي مجتمع عماده، وسلاحه، بدونهم لا تقوم لأمة قائمة، وبفقدانهم حسًّا أو معنًى تبقى الأمة حبيسة التخلف والضعف، قابعة في مؤخرة الركب، لابسة أثواب الذل والصغار.

إنهم الشباب، عماد الأمم، وسلاح الشعوب، يؤثرون في الأمة سلبًا أو إيجابًا، يدفعون عجلة التأريخ نحو أمل مشرق، ومستقبل مضيء، أو يديرونها إلى الوراء جهلًا وحمقًا.

زينة الحياة الدنيا، وعدة الزمان بعد الله شباب الإسلام، الناشئون في طاعة ربهم، لا تكاد تعرف لهم نزوة، أو يعهد عليهم صبوة، يستبقون في ميادين الصالحات، أولئك لهم الحياة الطيبة في الدنيا، ولهم الظل الظليل يوم القيامة.

والتاريخ- عباد الله- يشهد على هذه الحقيقة، وأيام الزمن صور وعبر.

إبراهيم عليه السلام واجه قومه وأنكر عليهم عبادة الأوثان بل وكسرها وهو شاب يافع ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 60].

ومؤمن آل فرعون يصدح بالحق وينادي ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: 28]. يقولها في وجه فرعون كبير الطغاة والمتجبرين.

والفتى الداعية غلام الأخدود يسعى للموت، ويطلب القتل، ترخص عليه روحه إذا كان في إزهاقها إيمان أمة، وصلاح شعب ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴾ [البروج: 1 - 6].

وفي خبر أصحاب القرية يرسل الله إليهم ثلاثة من الأنبياء فكذبوهم وقتلوهم، فأضحى من آمن من قومهم يخفي إيمانه خوفًا على نفسه وأهله، واحتوى الرعب نفوس البشر، وتمكن الذعر من القلوب، واكتسى الأفق ثوب الصمت، إذا بصوت حافي يقطع ذلك الصمت الرهيب، ويشق سماء الركود والهدوء، ليقشع غيوم الكفر والفسوق ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 20 - 22].

وهكذا يكون الشباب قوة الأمم، وفخرها وذخرها؛ ولذا كان لا بد من حديث خاص نخاطب فيه الشباب، شعاره الصدق والمحبة، وعنوانه الصراحة والتجرد.

أيها الناس، لم تكن مرحلة الشباب في حياة المسلمين مرحلة للحياة البهيمية أو الثورة الشهوانية أو الطفرة الرياضية أو التعاسة الفنية، بل كانت مسرحًا للبطولات وميدانًا للتضحيات ومدرسة للفدائيات. وكانت فترة الشباب فترة لصناعة القوى العقلية وتأمين البنى الثقافية، فالشباب قوة متوهِّجة، هي حسُّ الأمة ونبضها وصمودها، وإنها لفترة ذهبية للأمة، فتسارع في تقويتها وتربيتها وإعدادها الإعداد التام.

ولنتذكر- أيها الناس- أنهم مسؤولون عن أعمارهم، وعن شبابهم خصوصًا، وكما في الحديث الصحيح: ((وعن شبابه: فيمَ أبلاه؟))، فالعمر قصير، والزمان سريع، والفتن أخَّاذة، والأشغال كثيرة، فالبدارَ البدارَ، قال الإمام أحمد رحمه الله: "ما شبَّهت الشباب إلا بشيء كان في كُمي فذهب".

قال الله تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]، لقد كان هذا الإيمان العجيب الذي فاض على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقًا للصدق الذي صنع منهم جيلًا يترسَّم معاني البطولة بشتى أنواعها، ولا يرضى بالدون والدناءة، ولا يغتر بالدنيا وزخارفها.

فذلكم مصعب بن عمير رضي الله عنه أعطر أهل مكة وأجملهم نضارةً وشبابًا، صار بالإسلام رمزًا للفداء والتضحية، وتلذَّذ بخشونة العيش على النعومة والرفاهية. كان مصعب رضي الله عنه سفير الإسلام إلى المدينة، والداعية الأول الذي بثَّ النور في المدينة، وأسلم على يديه ساداتها ورجالها.

ومن التعليم والدعوة ينتقل مصعب إلى ميدان الجهاد، ليكون كوكب الشهداء، فيضرب مثلًا ساميًا في علوِّ الهمة والصبر والثبات.

وعلى المستوى العلمي والثقافي يغرس الإسلام غرسًا بالغًا، يتطَلَّع للعلم وللمعرفة، فيؤثره على الحجاب والشهوات، من هؤلاء زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، ففي الصحيح أن أبا بكر رضي الله عنه قال له: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتَتَبَّع القرآن فاجمعه.

وهو الذي تعلَّم السُّريانية لغة اليهود في سبع عشرة ليلة. وعند أبي داود والترمذي أن زيدًا رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب يهود، فقال: ((إني ما آمن يهود على كتاب))، قال: فما مَرَّ بي نصف شهر حتى تعَلَّمته له، قال: فلما تعلمته وكان إذا كتب إلى يهود كتبتُ إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم.

قال ابن عباس رضي الله عنه: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

وقفوا على هامِ الزمان رجالًا
يتوثَّبون تطلُّعًا ونضالا
وحي السماء يَجيش فِي أعماقهم
ونداؤه من فوقهم يتعالى

أيها المؤمنون، إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمة وتهلك في الهالكين إلا حين تفسد أجيالها، ولا ينال الأعداء من أمة إلا نالوا من شبابها وصغارها، وفي كتاب الله إخبار من أنبياء الله حين توجهوا إلى ربهم بصلاح ذرياتهم من قبل وجودهم ومن بعد مجيئهم، فمن دعاء زكريا عليه السلام ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، ولا خير في ذرية إن لم تكن طيبة، ويقول إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]. وفي دعاء آخر له ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وكل صالح من عباد الله يبتهل إلى ربه ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

أيها المؤمنون، إنَّ من أبلغ صور الشقاء والتعاسة أن تكون طاقات الشباب خائضة في محيط الملاهي، فتُهدر الطاقات في سفاهات، وتورد الألباب موارد الهلكة والتباب، ويجعل المواهب في مرارة الموائد واللذائذ، وإنه لمن النكسة أن يكون شبابها بلا عقول، يرومون الملذَّات، ويتهيَّبون المعالي، ويستحسنون القبيح.

أين الشباب الذين يأنفون الذلة والهوان ويشتاقون للمعالي ويذلِّلون الصعاب ويصنعون المستحيلات؟! لقد كان شبابنا الأوائل متَّقدي الهمم مشتعلي العزائم، يمتطون التضحيات ولا يرهبون الأزمات، صغيرهم لا يرضى بالدون ويطلب العلياء ولا يخشى الدوائر. هل تصدقون أن ناشئتهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى ومتعهم بطولةً وإقدامًا وشجاعةً وجهادًا؟!

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَنْ زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأما الحبيب صلى الله عليه وسلم فكان له سبق النصح للشباب، فيقول عليه الصلاة والسلام ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ))؛ متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

فالزواج يحقق مصالح للأمة والمجتمع والفرد، وهو تحَمُّل للمسؤلية.

وقال صلى الله عليه وسلم عن معاذ رضي الله عنه رغم حداثة سنه: ((معاذ بن جبل أمام العلماء يوم القيامة))؛ رواه الطبراني وصححه الألباني.

فالعلم أساس المنهج القويم، ما استزاد المرء منه إلا زاده توفيقًا ونجاحًا.

وقال لابن عباسٍ رضي الله عنهما: ((يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَل اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ))؛ رواه الترمذي وغيره وصحَّحه الألباني.

فالأدب مع الله يكون بتحقيق العقيدة الصحيحة والعمل بمقتضى الأمر والنهي.

وحث صلى الله عليه وسلم الأمة على استغلال الأوقات بقوله: ((نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِن النَّاسِ: الْفَرَاغُ وَالصِّحَّةُ))؛ أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

والصحة هي حيوية الشباب، بها تنهض الأمة ويخشانا العدوُّ وتُقال العثرة وتنزل البركة.

أَنَّ الشبابَ وَالفَراغَ وَالجِدَه
مَفسَدَةٌ لِلْمَرءِ أَيُّ مَفْسَدَة




يا شباب الإسلام، ما زلت متفائلًا وسأظل متفائلًا مهما عظم كيد الأعداء، فالجبار جل جلاله يقول: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18] ﴿ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 25]، نعم من آلامنا تبزغ آمالنا، والرجال تصنعهم المحن، وابتسامة الفجر الوليد تبزغ من أشد ظلمة في الدياجي.

يا شباب الإسلام، أعرف بعض إخوانكم من شباب هذا العصر ممن جرفه تيار الشهوات لكنه استفاق سريعًا يوم أن سمع صوت النذير ويوم أن رأى وسمع بواقع أمته الجريحة، فما أحوج الأمة اليوم إلى نهضة شبابها! ما أحوج الأمة إلى الصادقين المخبتين والعلماء المخلصين والدعاة الناصحين!

يا شباب الإسلام، تذكروا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ به؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟))؛ رواه الترمذي من حديث أبي برزة رضي الله عنه وصححه الألباني.

وعن حفصة بنت سيرين قالت: يا معشر الشباب، اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب.

معشر الآباء، الشباب أمانة في الأعناق، خذوا على أيدي السفهاء، وأطروهم على الحق أطرًا، يا من انبرى للتربية والتعليم، اتقِ الله فيمن تحت يدك من أبناء المسلمين، عليك بجادة السلف الصالح، عظم في نفوسهم الكتاب والسُّنَّة، ازرع في قلوبهم القدوة الصالحة من النبيين والصحابة والتابعين، والعلماء الربانيِّين، والأئمة المهديين، عليك بغرس جميل القيم، وقيم الأخلاق، نسأل الله للجميع صلاح النية والذرية، وحسن القصد، وسلامة المنهج.

ألا وصلُّوا- عباد الله - على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمَّد، وارضَ اللَّهمَّ عن الخلفاءِ الأربعة الرَّاشدين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنا نسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة.

اللهم إنا نسألك عيش السعداء، ونزل الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا أرحم الراحمين.

اللهم اهْدِ شباب المسلمين، اللهم أنزلهم منازل العز والفضيلة، وجَنِّبْهم مسالك اللهو والرذيلة، اللهم اجعلهم لأمتهم فخارًا، ولدينهم أنصارًا، اللهم احفظهم من ألوان العبث والسفه والبلادة، واجعلهم من أهل المروءة والشهامة.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل. اللهم ارحم موتانا واشْفِ مرضانا وتَوَلَّ أمرنا.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.74 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]