الأسلوبية النحوية في آية الكرسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من أخطاء المصلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 232 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 8229 )           »          دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          علة حديث إيتاء القرآن قبل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 5212 )           »          دلالة السياق في تنوع الحركات في البنية نفسها في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تأملات في بعض الآيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3113 - عددالزوار : 447425 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-10-2025, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,713
الدولة : Egypt
افتراضي الأسلوبية النحوية في آية الكرسي

الأسلوبية النحوية في آية الكرسي

د. صباح علي السليمان

بعد توسُّع الدراسات اللسانية، دخلت الأسلوبية في كثير من العلوم، ومن هذه العلوم علم النحو، فالمقصود بالأسلوبية النحوية هو تماسك العلاقات التركيبية في النص عن طريق الروابط؛ نحو: الضمائر وحروف العطف، والتعميم والتخصيص، والتقديم والتأخير، والحذف، والتأويل، ومعاني النحو، والسياق النحوي؛ لتعطي سمة جمالية للنص، فلو أخذنا مثلًا آية الكرسي أنموذجًا لتبيَّنت الأسلوبية النحوية في أمور متعددة:
1- الأسلوبية الاسمية: تكمن في لفظ الجلالة الله، وهو خطاب عام لكلِّ الناس، ولو قال الله تعالى إلهكم، لخصَّص المسلمين فقط، وكذلك لفظ الجلالة مبتدأ، ويجوز أنْ يكون له أخبار متعددة، وهي لا إله إلا هو، والحي القيوم، ولا تأخذه سنة ولا نومٌ، وله ما في السماوات والأرض، ويعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ووسِع كرسيه السماوات والأرض، والعلي العظيم، و﴿ لِلَّهِ مَا ﴾، وهنا تقديم ما حقه التأخير، وهو من أبواب التوكيد، ودلتْ ﴿ مَا ﴾ على العموم والشمول في خلقه، ودلت ﴿ مَنْ ذَا ﴾ على معنيين، وهما قوة الإشارة والاستفهام، أمَّا الاسم الموصول ﴿ الَّذِي ﴾، فجاء مبهمًا؛ لتهويل أمر الشفاعة؛ ليُصغي السامع إلى جملة الصلة، ودلالة الاستفهام هنا جاءت للنفي، بدليل إتيان الإثبات بعدها ﴿ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾، و﴿ مِنْ عِلْمِهِ﴾ للتأثير في المتلقي وجذب الانتباه، وجاء المصدر ﴿ حِفْظُهُمَا ﴾ بدلًا من الفعل (حفظ) للاختصار، ونكَّر الله تعالى (سنة ونوم وشيء) لغرض التحقير، فالله تعالى منزَّه عن كلِّ شيء لا يليق بجلاله، ودلَّ الاسم ﴿ أَيْدِيهِمْ ﴾ على المستقبل، و﴿ خَلْفَهُمْ ﴾ على الماضي، وقدَّم الله تعالى سنة على النوم؛ لأنَّ النعاس سابق النوم، وبعدها انتهت آية الكرسي بالجملة الاسمية ﴿ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾، وابتدأت بالحي القيوم؛ لأنَّ الإنسان بعد ما عرف أنَّ الله الحي القيوم، وذكر الله تعالى ملكه وألوهيته، أدرك الإنسان علوه وعظمته.

2- الأسلوبية الفعلية: جاء الفعل ﴿ لَا تَأْخُذُهُ ﴾؛ ليدلَّ على حالة دائمة في الماضي والحاضر والاستقبال، وكذلك الفعل ﴿ يَعْلَمُ ﴾، أمَّا الفعل الماضي ﴿ وَسِعَ ﴾، فدلَّ على العموم؛ لأنَّ الفعل المضارع يسع يدلُّ على مقدار السعة، كما تقول: تسع داري ألف شخص، ودلَّ الفعل المضارع ﴿ وَلَا يَئُودُهُ ﴾ على الاستمرار؛ أي الزمن المطلق.

الأسلوبية الحرفية: دخول الألف واللام على ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾؛ دلالةً على كمال الأوصاف في الحي، وكمال الأفعال في القيوم، وجاءت لا النافية للجنس في ﴿ لا إله إلا الله ﴾ نفيًا عامًّا لجميع أفراده، وجيء بلا الزائدة لتوكيد النفي في قوله تعالى: ﴿ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ لنفي السِّنة والنوم؛ سواء اجتمعا أو افترَقا، ولو لم تأت ﴿ لا ﴾، لكان هناك سِنة أو نوم، وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.66 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]