ﻛﺎن ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻘﺮآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيفية نقل القنوات المشترك بها على يوتيوب إلى حساب آخر.. خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          5 طرق لمنع الكمبيوتر من جمع بياناتك الشخصية.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية معرفة طراز جهاز iPad الخاص بك بعدة طرق مختلفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كل ما نعرفه عن جهاز بلاى ستيشن المحمول.. صور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف يهدد البرد عمر بطارية هاتفك؟ 5 خطوات لتجنب ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية حذف حسابك على تويتر أو منصة x (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          موبايلك بيتجسس عليك؟ ..اعرف إزاى التطبيقات بتراقب كل تحركاتك من غير ما تحس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          واتساب يقدم طريقة جديدة لإنشاء المجموعات.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طريقة تحويل ملف PDF إلى Excel بسهولة فى 5 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إنشاء حساب على فيس بوك بـ 4 طرق مختلفة.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2025, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,049
الدولة : Egypt
افتراضي ﻛﺎن ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻘﺮآن

كان خلقُهُ القرآنَ
د. عبدالحميد المحيمد

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين؛ إنك حميد مجيد؛ أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أيها الأحِبة في الله، كان التابعون يأتون أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فيتعلمون منها ويسألونها عن حال النبي صلى الله عليه وسلم، كيف كان خُلقه، وكيف كان فعله صلى الله عليه وسلم.

فأتى أحدهم يومًا، فقال: يا أم المؤمنين، كيف كان خُلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ((كان خلقه القرآن)).

أوجزت رضي الله عنها، ولخَّصت أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام بهذه العبارة البليغة: ((كان خلقه القرآن))، فإن كنت تريد أن تتعرف على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تقتدي به وتتأسَّى بسُنته، فاقرأ القرآن، ثم تخلَّق بأخلاقه.

فما في القرآن من خلق حسن، وأمر محمود، إلا كان النبي صلى الله عليه وسلم أول الملتزمين به.

وما من خلق سيئ أو خَصلة ذميمة استقبحها القرآن، إلا كان النبي صلى الله عليه وسلم أبعدَ الناس عنها.

ولذلك، وصفه القرآن الكريم في ثاني سورة نزلت عليه بعد سورة العلق، فقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]؛ كما قال أهل التفسير: هذه ثاني سورة أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء فيها وصفه ومدحه بقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]؛ إذًا، فهذه الأخلاق العظيمة وُجدت مع النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن بدأ دعوته للناس إلى رب العالمين، لأنه كان بحاجة إليها؛ وهي: الصبر، والحِلم، وحسن التعامل، والحرص على المسلمين.

قال الله تعالى في وصفه: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، هكذا وصفه القرآن، ووصفه القرآن في موضع آخر بقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [الفاتحة: 159]، أيضًا فما كان فظًّا صلى الله عليه وسلم في أسلوبه، ولا غليظَ القلب في معاملته، بل كان رقيقَ القلب، رقيقَ العبارة صلى الله عليه وسلم، كان يدفع بالتي هي أحسن، ويتحمل غلظة الأعراب أهلِ البادية، ويتعامل معهم بكل خلق حسن صلى الله عليه وسلم، حتى إن أحدهم جذبه من ردائه جذبًا شديدًا، يريد عطِيَّةً ومالًا، حتى احمرَّ عنق النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغضب، بل التفت إليه وهو يبتسم، وقال: ((أعطوه كذا وكذا من المال)).

حتى إن بعضهم رجع إلى قومه وهو يسوق أمامه الغنم والإبل، فقال لهم: "يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة".

كان يرغِّب الناس في الدين بأسلوبه صلى الله عليه وسلم، وينفق عليهم مما أُوتي من الدنيا؛ إذًا، هذا هو الحرص على تبليغ دين الله، وهذا هو الحرص أن تتخلق بأخلاق القرآن.

ودائمًا ما كان القرآن يوصي النبي عليه الصلاة والسلام بالأخلاق التي اتصف بها من سبقه من الأنبياء، وأحيانًا ينبهه إلى ترك بعض الصفات أو الأفعال؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ [القلم: 48]، وهي دعوة للتثبيت والصبر، مستشهدًا بقصة نبي الله يونس عليه السلام الذي استعجل فابتُلي، وغيرها الكثير.

فالقرآن يختار للنبي عليه الصلاة والسلام أعظم وأفضل الأخلاق، لأن هذه المزية العظيمة: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] قد نال شرف الاتصاف بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الله تعالى قد زكى جوارح نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فقال عن قلبه: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، وزكى بصره فقال: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]، وزكى لسانه فقال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، وعندما كان أحد الصحابة، عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يكتب ما يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا ينسى، لامَته العرب، ولامَته قريش، وقالوا له: أتكتب كل ما تسمعه من محمدٍ، وهو بشر، يتكلم في الرضا والغضب؟!

فعندئذٍ أتى عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يخبره بما قاله الناس، وقال: ماذا أفعل يا رسول الله؟ فتلوَّن وجه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له: ((اكتب؛ فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حقٌّ))؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا بالحق.

قد أيَّده الله بصحة النطق، وأيَّده الله بقوة البصر وسلامة السمع، وأيده بالمعجزات الدالة على صدقه.

ولذلك، كان خلقه القرآن.

اليوم نحن بحاجة إلى أخلاق القرآن قبل أي شيء.

كما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال عن حال الصحابة:
كانوا في عصرهم، يصعب عليهم حفظ القرآن، ويسهل عليهم العمل به.

ثم قال: "وسيأتي من بعدنا قوم، يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به".

اليوم، كل من قرأ سورة، أو حفظ سورة، أو حفظ القرآن كاملًا، لو عمِل بما يحفظ، لو عملنا اليوم بالقرآن، لانحلَّت كل مشاكلنا: المشاكل الأسرية، والمشاكل بين الجار والجار، والمشاكل بين الإخوة، والمشاكل بين الأمم، كلها تُحل لو أننا تخلقنا فعلًا بأخلاق القرآن.

عندما كان زين العابدين، رحمه الله، يتوضأ، وكانت الجارية تسكب له الماء، أو كان يغسل يديه، فسقط الإبريق على رأس زين العابدين، فأدمى رأسه أو وجهه، فصار الدم يسيل.

في مثل هذا الموقف، كثير من الناس يغضبون إذا أخطأت الخادمة، والعامل، أو الطفل، أو الزوجة، ولكن هذه الجارية، قالت: يقول الله سبحانه: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، ذكرته بالقرآن؛ فليس المقصود حفظ القرآن فقط، بل العمل به، قالت: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، فقال: كتمت غيظي، قالت: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134] فقال: عفوت عنك، قالت: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134] فقال: أنتِ حُرَّة لوجه الله.

هكذا كان يوقِفهم القرآن، وتوقفهم آيات القرآن، فنسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يجعل أخلاقنا أخلاق القرآن، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين؛ أما بعد:
فكثيرًا ما كان القرآن يرشدنا إلى الصلح؛ قال تعالى: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]، ويرشدنا إلى العفو؛ قال تعالى: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، ويرشدنا إلى محاسن الأخلاق، لأجل أن تصلح دنيانا وتصلح آخرتنا، فإذا أصلحنا هذه الدنيا بحسن الخلق، صلحت الآخرة.

وأثقل ما يُوضع في الميزان؛ انتبهوا لهذا الحديث النبوي؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أثقل ما يُوضع في ميزان المؤمن: حسن الخلق)).

ترى أنك ترتقي بحسن خلقك درجاتٍ، ما لا تصل إليه بالركعات والسجدات، عندما تحسن خلقك مع أهل بيتك، ومع من حولك، ومع المسلمين، فأبشِر بالارتقاء في الدرجات العالية.

قد لا ينتبه الناس إليك، ولا يدخلك شيء من الرياء، فلا يرَون عندك عبادة يحسدونك عليها، لكنهم يرون خلقك الحسن، وقد يظنون أنك تُستغل، أو يُؤخذ حقك، لكن إذا كان تعاملك مع الله عز وجل، فأبشِر بالخير.

اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وكفِّر سيئاتنا، وأحسِن ختامنا، وتُب علينا، واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا.

اللهم ابسط الأمن والأمان على هذا البلد، وعلى سائر بلاد المسلمين، اللهم ابسط الأمن والأمان على أهل غزة، وعلى أهل فلسطين، وعلى جميع بلاد المسلمين، وجنِّبهم الفتن، وجنبهم الحروب، وجنبهم الشر، يا رحمن، يا رحيم.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.04 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]