حروف لا تنام ولكن لي من صاحبها موقفا... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 129 - عددالزوار : 1139 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 21813 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 20421 )           »          حياة البرزخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          مذاهب العلماء في نفقة الزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الغُمة الشعورية الكئيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          التفسير بالعموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          فشكر الله له فغفر له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          وتعاونوا على البر والتقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2025, 12:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي حروف لا تنام ولكن لي من صاحبها موقفا...

حروف لا تنام ولكن لي من صاحبها موقفا...

محمد بوقنطار



من منا جيل السبعينات و الثمانينات بالمغرب ولربما التسعينات، من لا يعرف الكتاب المدرسي "اقرأ" ذلك المصنف الذي ربطتنا الحياة المدرسية بصفحاته الخالدة وحروفه التي لا تنام في علاقة حميمية مع نصوصه وصوره وأشخاصه وشخوصه، لقد كنت أحسب مواضيعه ترانيم وتراتيل أهداها لنا صاحبها مقتبسا سطورها وعباراتها من وحي واقعنا ومن صميم البساطة التي طبعت سيرة حياتنا مع أمنا الحنون مدرستنا العمومية التي كان بها مطعم يهدينا في الشتاء البارد وجبات فطور حرارية تقينا لفحات القر وقد انهزمت أسمال ملابسنا البالية في صد عادياته الغالبة، وحيث تلتقي رائحة الطباشير الجافة مع عبق كسرة الخبز ذي الدقيق المدعم البريء من تهمة ولوثة الورق المطحون...
لقد كنت وإلى زمن قريب أكن لذلك الرجل الذي وضع لنا ذلك الكتاب المدرسي الموصي المربي كل الاحترام وبالغ المودة، نعم كنت أرفع القبعة وأنحني في غير ركوع لذلك الرجل التربوي وأعني به الأستاذ والسيد أحمد بوكماخ مصنف سلسلة "اقرأ" إلى أن صادفت بترتيب من الله في إحدى قنواتنا التلفزية نقلا يحيل على حفل أقامه مسؤولون عن إحدى المراكز اللغوية البحثية، حيث احتفى هذا الأخير بشخص السيد أحمد بوكماخ، وتم تقديم جائزة تقديرية عن جهود الرجل في المجال التربوي، وقد تسلمتها ابنته "نازك بوكماخ"، تلك الفتاة التي ظلت تؤثت صورتها الأيقونية غلاف الكتاب المدرسي لسنين عددا حتى خلناها أختا لنا من الدم أو الرضاعة، ويا ليتني برحت مكاني قبل أن تطفق الفتاة الراشدة ملقية كلمة شكرها لمنظمي حفل التكريم ذلك، لكنت ربحت عقدا آخر أو عقدين من دوام واستمرار حبي وتوقيري واحترامي للرجل الذي تعلمنا من مسطور بوحه لغة الضاد، ويا ليت شعري كيف لابنة رجل تربوي تلك سيرته مع معهود لسان الأميين أن لا تقوى على الاستمرار في التكلم والإلقاء بلغة أبيها لثواني معدودات، فقد بدت عاجزة قصيرة الأنفاس متتعتعة التلاوة وهي تقرأ من ورقة بين يديها كتبوها لها كما باتت تكتب خطبة الجمعة لتاليها علينا جميعا وأشتاتا من على منبر رسول الله...
نعم لقد انقطع نفسها وتعطلت في جوفها المخارج وفسدت صفات الحروف الباقيات الصالحات، لتنقلب فتتوب من قريب تالية ملقية متكلمة في راحة ورحابة صدر وطلاقة لسان وطلق وجه بلغة المستعمر وحرفها الإفرنجي، ويا ليتها ما تكلمت يومها فقد كانت كلماتها رصاصات قتلت في دواخلي ذلك الإحساس البديع الذي كان ينتابني وأنا أصادف في تحيين حسن بائعا على الرصيف يعرض كتابنا المدرسي فأتلقفه من على الأرض أتأمل صورة نازك الطفلة ذات الملامح السريالية ثم أتساءل في عفوية وسذاجة طافحة: أتراها صارت بعد حين نسخة عن الكاتبة والأديبة الأريبة المغربية خناثة بنونة، أو كاد سقفها المعرفي اللغوي العربي يفوق رصيد التأليف عند الكاتبة العربية المشهورة بنت الشاطئ، لأكتشف بعد حين سرابية الترجي وخرافية التمني، فلقد ولد لنا السيد بوكماخ بنته ذات اللسان الفرنسوي الفصيح، فكبر مقته أن خالف المسطور من لسانه العربي المبين، المنظور غير المبرور من نسمة صلبه نازك الإفرنجية، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.61 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]