|
|||||||
| ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
وقفةُ تأمُّل فِي غزواتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وسراياه نصير حسين إنَّ الحمدَ لله القوي المتينِ ناصرِ الحقِّ، مُظهِر أوليائه على الظالمين، والصلاة والسلام على بطلِ الإسلام الفارسِ المقدام، وَعلى آلهِ وَصحبهِ الضياغم الأعلام؛ أما بعد: فقد سجَّل مؤرِّخو الإسلام الأوائل - جزاهم الله خيرًا عنِ الأمة - كلَّ صغيرة وكبيرة من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ما سجلوه: التدابير الوقائية للدفاع عن كِيان الدولة الفتية في المدينة المنورة، وتكوين القائد الأعلى بعض التشكيلات، منها ما يُشبه حرس الحدود في زماننا، ومنها ما يشبه وحدات الاستطلاع لرصد تحرُّكات الأعداء، ومنها ما تولَّى عقْد المعاهدات والاتفاقات الأمنية، أو السياسية والاقتصادية مع القبائل المجاورة للدولة، وأخرى لمطاردة اللصوص وقطَّاع الطرق، وغيرهم مختصون في تبليغ الدعوة ونشْر الرسالة، كلُّ ما تقدم صنَّفه المؤرخون - رحمهم الله - تحت بند عام «غزوة أو سرية»، حتى وصل عدد الغزوات والسرايا بهذا المفهوم العام إلى قرابة 82، وهنا ظهَر بعد قرون متصيِّدو الخبث والخسارة والخِذلان، يَطعنون في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يهوِّلون تارة ويدلِّسون أخرى، تحت شعار: انظروا إلى تاريخ المسلمين يَفيض قَتلًا وقِتالًا، سلبًا ونهبًا، حالهم كحال قبائل الجاهلية الأُولى ... إلى آخره، معتمدين على التفسير الذي درج أنَّ كلمة غزوة أو سرية تعني معركة أو حربًا، هؤلاء مثَّلوا تيارًا معينًا، وهناك آخرون مثَّلوا تيارًا ثانيًا غلفهُ الدهاء والمكر، ارْتَدَوْا خِلالهُ جلدَ الشاة وهم ضِباع غدَّارة، وثعالب مكَّارة، فأطلقوا كلام حقٍّ أرادوا بهِ باطلًا، قالوا: «إنَّ أمر السرايا والغزوات مبالغ فيهِ ... لا، الإسلام ليس دين دماء وقتل ونهب، إنَّهُ دين مسامحة وسلام، وبناءً على هذا هناك أحداث في السيرة النبوية غير صحيحة، هيَّا بنا ننقِّح السيرة من الشوائب، ونبحث ونحقِّق وندقِّق...». لا يوجد عاقلٌ منصف ضد التحقيق والتنقية والتدقيق، لكن ضمن ضوابط علمية ومن قِبل أناس أهل له علميًّا، لا من قِبل علماني متأسْلِم، أو ملحد يرتدي جلد حكيم، فهذا ما يحاول شُذَّاذ الآفاق اليوم فعلَه، لذا أردتُ أن يكون لي سهمٌ في كنانة الذبِّ عن سيرة خير الخلق صلى الله عليه وسلم، وهي محاولة يسيرة مني لمسْح غبار التجاهل أو الجهل الذي غطى نقاط الحقيقة عن حروف سيرة الحبيب التي خطَّها سادتنا الأوائل من علماء الإسلام - رحمهم الله ورضي عنهم. أقول وبالله التوفيق: لقد دخل تحت معنى هذين المصطلحين عددٌ كبير من الفعاليات والتحركات، لكنها ليست بالضرورة معركة أو حربًا، وبمجرد تفحُّص كتب السِّيَر؛ كالرحيق المختوم للبماركفوري وغيره، والقراءة بعينٍ متأنية، يتبيَّن بوضوح أنَّ ما عُرِفَ بالسرايا والغزوات ليست جميعها بهدف واحدٍ، ولا قصد مشترك، إنما لمعالجة أمور متعددة تخص إدارة الدولة الفتيَّة بمختلف مفاصلها وتخصُّصاتها، وسأبيِّن هذا بتوضيح من خلال نقاط مختصرة توضِّح عموم الفكرة، ولمن أراد الوقوف على التفصيل فدونه كتابي (الدر المنثور من عطر سيرة الرسول: الفترة المدنية ثم الرفيق الأعلى)، وهو متوفر بصيغة pdf مجانًا على الشبكة العنكبوتية. 1- دوريات الحراسة لحدود المدينة، بمعنى حرس حدود، فكان هنالك ما عُرف باسم سرية، وهي عبارة عن دوريات لحرس الحدود، وعدد هذه السرايا المسجَّلة في السيرة النبوية خمس. 2- مجاميع كانت مهمتها مُطاردة اللصوص وقطَّاع الطرق، وأيضًا سُميت باسم سرايا وغزوات، عددها ستٌّ. 3- مَن عقدوا معاهدات مع القبائل المجاورة والقريبة للمدينة المنورة، وهي ما يُعرف عندنا اليوم بالدبلوماسية، وُضعت تحت مسمى غزوة أو سرية، كانت ثلاثًا. 4- بَعثات لتبليغ الدعوة الإسلامية، ومن أشهرها حادثة بئر معونة، وهذه بحد ذاتها مأساة غُدر فيها بعدد كبير من الصحابة (رضوان الله عليهم). 5- حوادث فردية حُسبت على أنَّها سرايا؛ كقتل محمد بن مسلمة (رضي الله عنه) لكعب بن أشرف اليهودي الذي تطاول على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وعلى أعراض المسلمات بشِعره وكلامه، من العجيب أن تُحسب حادثة كهذه على أنَّها معركة أو حرب، والحوادث الفردية المنعوتة بسرية كثيرة في السيرة النبوية المطهرة، لكنها لا تنتمي إلى المعارك والحروب لا عُرفًا ولا عقلًا. • ما تقدَّم لا يعني عدم حدوث معارك حقيقية في صدر الإسلام، بل كانت هناك وقائع يفتخر بها كلُّ مسلم؛ لأنَّ هدفها ودافعها هو إرضاء الله سبحانه وتعالى، من خلال دفع العدو الصائل، أو ردِّ الحقوق المسلوبة والمنهوبة. تنبيه مهم: كي لا يلتبس الأمر على بعض الأحبَّة، كلمة غزوة تعني أن هذا الجمع الطيب المبارك خرج مُجهَّزًا بعُدته نحو هدفهِ المنشود وَفق ما تقدم من تفصيلٍ، على رأسه سيد الغر المحجلين قائد الصناديد الأولين محمد صلى الله عليه وسلم، أما السرية فعلى رأسها قسورة من الصحابة (رضوان الله عليهم)، عُقِدت له الراية، وكُلِّف بمهمة لها هدف وغاية. للمزيد ينظر: كتاب نبي الإسلام وخلق الرحمة، تأليف: خليل بن إبراهيم أمين القوصي، ص: 163– 168.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |