لي من اليقين ما يكفي... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 164 - عددالزوار : 3131 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5092 - عددالزوار : 2334970 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4677 - عددالزوار : 1630233 )           »          كيفية إعداد خطة بحث لطلاب الدراسات العليا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          طرائق وآداب تربية الأولاد على مبادئ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          حكم التعلم والتدريس في الجامعات المختلطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          ملف كامل عن ماسكات البشرة بانواعها المختلفة.محاربة الشيخوخة.البشرة الدهنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          وصفات لتبيض الجسم من المنزل.افضل الوصفات الطبيعية لتبيض الجسم من مطبخك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيفية العناية بالطفل فى فترة الدراسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طرق العناية بنظافة الطفل في العام الدراسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2020, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,690
الدولة : Egypt
افتراضي لي من اليقين ما يكفي...

لي من اليقين ما يكفي...


أ. حنافي جواد







لي من اليقين ما يكفي للقول: إن للحيوانات حضارة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].













لكنها لا تُشبه حضارة البشر، ولا يجوز أن تُفهم وَفْق السقف المعرفي البشري، ولا لمفاهيمه.







إن معايير الحضارة الحيوانيَّة لا يُدركها إلا حيوان مواكب للتطورات، فاهمٌ للسياق، والحيوان كذلك لا يستوعب من حضارتنا شيئًا؛ فالنمل مثلاً لا يعي ما يشاهد في مدينتنا، بل يَعِي ذلك وفْقًا لمفاهيمه ونوعية بنائه الفكري.







إنَّ مفهوم الحضارة لا يشمل ما يُرى ويُلْمَس، ويُسْمع ويُدْرَك بالحواس، بل يَشمل أمورًا أخرى فوق المرئيَّات والملموسات والمحسوسات، فحضارة الجُدران والحِيطان ليستْ حضارة في الحقيقة، فمقاييس الحضارة الحقيقيَّة بعيدة المنال على مَن تصخَّرت عقولُهم، وتخشَّبت أفئدتهم، وطَغَت عليهم المادة وعناصرها.







فكثيرة هي الحضارات التي توصَف اليوم بالرُّقي والازدهار، ولكن ذلك ليس كذلك، إذا أدْرَكنا إدراكًا حمولةَ المفاهيم، وكسَرنا إرسال الصورة بآلة النقد الثقيلة، واطَّلعنا على ما بعد الوثائق وما قبلها، وأخْضَعنا المرئيَّات والمحسوسات لقانون المصالح العاجِلة والآجلة.







عند عجز الإنسان عن تأويل مفهوم معيَّن، يلجأ إلى الفطرة والطبيعة والجِبلَّة، والغريزة والأصل، نلجأ إليها؛ حلاًّ للأزمة، ودفعًا للإشكال، وهذا غير صحيح؛ لأنه نوع من الهُرُوب، بل هو عين الهروب وأنْفُه وأُذُنه، كأن يقول العاجز عن تعلُّم علمٍ ما: إني لستُ مؤهَّلاً له بالفطرة، يتَّهم الفطرة؛ ليُبرِّئ نفسه، والفطرة منه بَراء.







إنَّ الأمور الأكثر فطريَّة والأكثر جِبِليَّة، لا تخلو من ثقافة، فالثقافة اقْتَحَمَتْنا اقتحامًا عجيبًا؛ نفَّذَت وامتَزَجت، وبدَّلَت وغيَّرت.







والثقافة بإيجاز: كلُّ ما نجده بعد الوجود؛ أي: بعد الولادة والخروج للحياة، ومن الجُبن فَهْمُ ما يصدر عن الحيوان، من خلال حلِّ الفطرة والجِبِلَّة، وسبب ذلك في نظري - كما قلتُ سابقًا - راجع إلى اعتبار الإنسان نفسه مركز الكون، يقيس كلَّ ما يشاهد ويَلْمَس إلى ذاته، وهو يجهل عنها الكثير والكثير، ولا يعلم عنها إلا القلة القليلة.







إننا نغترُّ بحواسنا، ونزعم أننا لا يمكن أن نتَّفق على خطأ، والاتفاق عليه ممكنٌ، بل ثابت عمليًّا، وهو - أي الخطأ - راجعٌ إلى نوعيَّة هؤلاء الذين صدَر منهم الإجماع؛ لأنَّ مسألة البرمجة الفاسدة واردة.







كثيرة هي الأمور التي اتَّفقنا عليها ورأيناها صوابًا كلُّنا، وبعد زمن يسير انقَلَبنا على أعقابنا، وقُلنا بلسان واحد: إنها كاذبة، ومنطق العلم المادي لا يخرج عن مثل هذا، ثم إنَّ بعضًا - بل جُل الذين اتَّفقوا، ما اتَّفقوا إلا موافقة لرأْيٍ، أو جهلاً، أو لمصلحة، فاتِّفاقهم غير معوَّل عليه من هذه الناحية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.94 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]