تعريف الدلالة لغة واصطلاحا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 848 - عددالزوار : 118412 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40084 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366684 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2022, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,224
الدولة : Egypt
افتراضي تعريف الدلالة لغة واصطلاحا

تعريف الدلالة لغة واصطلاحا


د. سيد مصطفى أبو طالب




الدلالة في المعجم:
قال ابن فارس: الدال واللام أصلان: أحدهما: إبانة الشيء بأمارةٍ تتعلمها، والآخَر: اضطرابٌ في الشيء. فالأوَّل قولهم: دلَلْتُ فلانًا على الطريق. والدليل: الأمارة في الشيء. وهو بيِّن الدَّلالة والدِّلالة.[1]
ويقول الجوهري: الدلالة في اللغة مصدر دَلَّهُ على الطريق دَلالَةً ودِلالَةً ودُلولَةً، في معنى أرشده.[2]
وفي اللسان: ودَلَّه على الشيء يَدُلُّه دَلاًّ ودَلالةً فانْدَلَّ: سدَّده إِليه،... والدَّلِيل: ما يُسْتَدَلُّ به، والدَّلِيل: الدَّالُّ، وقد دَلَّه على الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة والفتح أَعلى، والدَّلِيل والدِّلِّيلي: الذي يَدُلُّك...[3]
وفي القاموس: ودَلَّهُ عليه دَلالَةً فانْدَلَّ: سَدَّدَهُ إليه. والدِّلِّيلى كخِلِّيفَى: الدَّلالَةُ أو عِلْمُ الدَّليلِ بها ورُسوخُهُ.[4]


من هذا العرض المعجمي يستفاد:
أولاً: أن كلمة (دلالة) مثلثة الفاء، أو أنها مفتوحة الفاء ومكسورتها فهي من المثنيات.[5]
ثانياً: أن المعنى المحوري الذي تدور حوله مادة (دلل) هو الإرشاد والإبانة والتسديد بالأمارة أو بأي علامة أخرى لفظية أو غير لفظية.[6]



ويتضح مما أورده الراغب أن هذا الإرشاد أو التسديد أو الإبانة، كما أوردها هؤلاء المعجميون (ابن فارس، والجوهري، وابن منظور، والفيروزآبادي) قد يصحبها قصد من الدالّ وقد لا يصحبها ذلك القصد، وذلك كما في الدلالة الطبيعية التي مثل لها بدلالة حركة الإنسان على حياته، واستشهد لذلك بقوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ﴾ [سبأ: 14][7]



ونص عبارته: "الدلالة: ما يتوصل به إلى معرفة الشيء، كدلالة الألفاظ على المعاني، ودلالة الإشارات، والرموز، والكتابة، والعقود في الحساب، وسواء كان ذلك بقصد ممن يجعله دلالة أو لم يكن بقصد، كمن يرى حركة الإنسان فيعلم أنه حيّ، كما في قوله تعالى: ﴿ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ ﴾ [سبأ: 14].


وأصل الدلالة مصدر كالكتابة والأَمارة، والدال: من حصل منه ذلك، والدليل: في المبالغة، كعالم وعليم، وقادر وقدير، ثم يسمى الدال والدليل دلالة، كتسمية الشيء باسم مصدره"[8]


ولقد وردت مشتقات من لفظ الدلالة في القرآن الكريم في سبعة مواضع، خمسة منها مصحوبة بالقصد والإرادة[9]، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾ [طه: 40]، وفي قوله: ﴿ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ﴾ [القصص: 12]، وفي قوله: ﴿ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ: 7]، وفي قوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الصف: 10]، وفي قوله: ﴿ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ﴾ [طه: 120].


واثنتان لا يلاحظ فيهما ذلك، وذلك كما في الآية التي ذكرها الراغب: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ﴾ [سبأ: 14]، أما الآية الأخرى ففي قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾ [الفرقان: 45].


والمعنى في المواضع السبعة، هو كما قال الراغب: ما يتوصل به إلى معرفة الشيء[10] كلاماً كان أو غير كلام.[11]

الدلالة في الاصطلاح:
ذكر التهانوي أن الدلالة في مصطلح أهل الميزان= (المنطق) والأصول والعربية والمناظرة هي أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم بها العلم بشيء آخر.[12]
وحدَّها الأصفهاني بقوله: اعلم أن دلالة اللفظ عبارة عن كونه بحيث إذا سُمِع أو تُخُيِّل لاحظت النفس معناه.[13]
وقال الزركشي: هي: كون اللفظ بحيث إذا أطلق فَهِم منه المعنى مَنْ كان عالما بوضعه له.[14]
وقال ابن النجار: كون الشيء يلزم من فهمه فهم شيء آخر فالشيء الأول: هو الدال، والشيء الثاني: هو المدلول.[15]

ومال أحد الباحثين إلى تعريف ابن حزم وغيره وهو أن الدلالة: فعل الدليل[16]، وقد علل هذا الميل لكون هذا التعريف "يعني ممارسة الدلالة، فيكون إنشاء النص وفهمه (في الدلالة اللفظية) مشمولاً بمفهوم الدلالة، وذلك أن المناطقة يشيرون إلى الدلالة إما باعتبارها وصفاً للفظ أو وصفاً للسامع".[17]
وبعد أن عرف الأصوليون الدلالة بأنها فعل الدليل، عرفوا الدليل بأنه هو المرشد إلى المطلوب، والموصل إلى المقصود، ولا فرق بين أن يحصل منه العلم أو غلبة الظن.[18]
وباعتبار ما ذكره التهانوي والجرجاني فإن الدلالة "معنى منتزع من الدال والمدلول، وينشأ من العلم بالدال العلم بالمدلول".[19]
يتبين من هذا العرض لمفهوم الدلالة عند أصحاب المعاجم وعند الأصوليين أن النظر في الدلالة لم يكن حكرًا على اللغويين، بل شاركهم في تصورها علماء ومفكرون آخرون.


أما عن الُمْحدَثِين، فقد عرف أحدهم علم الدلالة بأنه: "العلم الذي يدرس المعنى، أو دراسة المعنى"، أو "ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى"، أو "ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون قادراً على حمل المعنى".[20]
وجعله بعضهم مرادفًا لدراسة المعنى[21]، وعرفه لاينز بأنه: "البحث في المعنى بوجه عام"[22]
وعلى ذلك؛ فإن علم الدلالة مَعْنِيّ بالمعنى في المقام الأول، ويعكف على دراسته.


[1] مقاييس اللغة (دل) (2/ 259). لابن فارس تح/ عبد السلام هارون. دار الفكر 1399هـ - 1979م.

[2] الصحاح (دلل) (4/ 1698). (تاج اللغة وصحاح العربية) لإسماعيل بن حماد الجوهري تح/ أحمد عبد الغفور عطار. دار العلم للملايين. بيروت- لبنان ط:4 - يناير 1990م.

[3] لسان العرب (دلل) (1/ 399) وما بعدها. لابن منظور. دار الحديث 1427هـ - 2006م.

[4] القاموس المحيط (دلل) (1000). للفيروزآبادي. مؤسسة الرسالة. بيروت ط: 6 - 1998م.

[5] ينظر: المثلث لابن السيد البطليوسي (2/ 4). تحقيق ودراسة د. صلاح مهدي الفرطوسي. دار الرشيد للنشر (1401هـ - 1981م).

[6] دلالة السياق (ص27) بتصرف يسير، د / ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي. جامعة أم القرى، مكة المكرمة ط: (1423هـ).

[7] في الدلالة اللغوية لأستاذنا الدكتور/ عبد الفتاح البركاوي (ص22). ط: 2 - 1423هـ 2002م.

[8] المفردات في غريب القرآن (ص171). للراغب الأصفهاني. مكتبة نزار مصطفى الباز. بدون تاريخ.

[9] ينظر المفردات (ص171) ومعجم ألفاظ القرآن (1/ 415). مجمع اللغة العربية بالقاهرة. ط:2 - 1409هـ - 1989م.

[10] المفردات (ص171).

[11] في الدلالة اللغوية (ص22).

[12] كشاف اصطلاحات الفنون للعلامة محمد بن علي التهانوي (1/ 787). تح د. رفيق العجم وآخرون. مكتبة لبنان ناشرون. ط: 1 -1996م.

[13] بيان المختصر = ( شرح مختصر ابن الحاجب) (1/ 120) لشمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصبهاني. تح د. علي جمعة. دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع. القاهرة ط1. 1409هـ -2004م.

[14] البحر المحيط في أصول الفقه (2/ 68). لبدر الدين الزركشي. تح/ لجنة من علماء الأزهر. دار الكتبي. ط3. 1424هـ- 2005م.

[15] شرح الكوكب المنير (المسمى بمختصر التحرير أو المختبر المبتكر شرح المختصر) (1/ 125) لابن النجار تح د. محمد الزحيلي، ود. نزيه حماد. مكتبة العبيكان. الرياض ط:2. 1418هـ - 1998م. وينظر: التعريفات للجرجاني (ص93). ط: الحلبي. مصر. 1357هـ ـ 1938م.

[16] التمهيد في أصول الفقه (1/ 61) للكلوذاني. دراسة وتحقيق د. مفيد محمد أبو عمشة. جامعة أم القرى ط1. 1406هـ - 1985م.، والإحكام في أصول الأحكام (1/ 41). لابن حزم. دار الحديث. رضي الله عنه 1. 1404هـ.

[17] دلالة السياق (ص28).

[18] ينظر: التمهيد في أصول الفقه (1/ 61). وتعريف الأصوليين للدلالة بأنها فعل الدليل يشبه إلى حد كبير ما صرح به الخليل بن أحمد أن الدَّلالة: مصدر الدليل، إذ ليس هنا سوى الشيء الدال، والمصدر هو المبعث أو المنشأ، وليس المصدر في اصطلاح النحاة، وإلا لقال: مصدر دلّ، كما ذكرت المعاجم. ينظر: العين (دل) (8/ 8) للخليل بن أحمد الفراهيدي تح/ مهدي المخزومي، ود. إبراهيم السامرائي. دار الهجرة إيران ط:2 - 1409هـ.، وفي الدلالة اللغوية (ص23) من الهامش.

[19] البحث الدلالي في المعجمات الفقهية المتخصصة (ص132). د. دلدار غفور حمد أمين. دار دجلة -الأردن. ط1. 2007م.

[20] علم الدلالة د / أحمد مختار عمر (ص11). عالم الكتب. بدون تاريخ.


[21] علم اللغة مقدمة للقارئ العربي د. محمود السعران (ص213). دار الفكر. بدون تاريخ.

[22] في الدلالة اللغوية (ص28).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.49 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]