ربح البيع أبا الدحداح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من التعوذات والرقى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أحكام مجاوزة الميقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 42 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تسبيح اللسان مع استحضار القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من فضائل الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          لماذا يترك العالم غزة تموت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          (الغفور) و (الغفار) ﷻ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          فضل الدعاء بعد عصر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          طرد المواطنين بغزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الدعوة إلى الله في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2023, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,035
الدولة : Egypt
افتراضي ربح البيع أبا الدحداح





ربح البيع أبا الدحداح


أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
عِبَادَاللهِ: كَمْ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ، يَكُونُ لِصَاحِبِهِ بِهِ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَيَنَالُ بِهِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ، وَأَعْظَمُ الْمَنَازِلِ الرَّفِيعَةِ فِي الْجَنَّةِ، فَهَذَا الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ: أَبُو الدَّحْدَاحِ ثَابِت ابْنُ الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَنَالُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمُهَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ، حَسُنَتْ فِيهِ نِيَّتهُ، وَطَابَتْ فِيهِ نَفْسهُ، وَبَادَرَتْ فِيهِ رُوحهُ، وَبَذَلَ فِيهِ مَالهُ عَنْ نَفْسٍ رَاضِيَةٍ، حَيْثُ طَابَتْ نَفْسهُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنْ يَشْتَرِي نَخْلَةً بِمَبَالِغَ هَائِلَة، وَبِمُقَابِلٍ مَادِّيٍّ، لَيْسَ ثَمَنُهَا الْحَقِيقِيُّ فِي الدُّنْيَا، وَلَكِنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، رَأَى أَنَّ ثَمَنَ هَذِهِ النَّخْلَة، الَّتِي دَفَعَ مُقَابِلُهَا حَدِيقَتَهُ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَعَلِمَ أَنَّ الثَّمَنَ بَخْسٌ، بَلْ لَوْ دَفَعَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا مِنْ أَجْلِ الْجَنَّةِ، لَمَا كَانَ ذَلِكَ كَثِيرٌ بِحَقِّهَا، وَهَكَذَا الأَنْفُسُ الْمُؤْمِنَةُ، الْمُوقِنَةُ، بِأَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى، وَخَبرُ أَبُو الدَّحْدَاحِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُحَدِّثُنَا بِهِ بَعْضٌ مِنْ صَحبِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَمِنْهُمْ أَنَسٍ ــــ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ» فَأَبَى.

فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ» قَالَهَا مِرَارًا.

فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَتْ: رَبِحَ الْبَيْعُ؛ (رَوَاهُ أَحْمَدٌ وَغَيْرهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ)، وَهُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

فَصَاحِبُ الْجِدَارِ الَّذِي يَحْتَاجُ لِلنَّخْلَةِ، كَانَ فَقِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْتَرِيهَا، فَحَثَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبُ النَّخْلَةِ، عَلَى التَّصَدُّقِ بِهَا، عَلَى أَنْ يُعَوِّضَهُ اللهُ مُقَابِلَ ثَمَنِهَا نَخْلَة فِي الْجَنَّةِ، فَأَبَى، صَاحِبُ النَّخْلَةِ عَنِ التَّصَدُّقِ بِهَا، فَذَهَبَ ثَابِتٌ بْنُ الدَّحْدَاح، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لِصَاحِبِ النَّخْلَةِ، فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، وَجَعَلَ ثَمَنُهَا حَدِيقَتَهُ كَامِلَةً؛ مَزْرَعَةً كَامِلَةً مَلِيئَةً بِالنَّخِيلِ وَالْأَشْجَارِ، لِأَجْلِ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنَخْلَةٍ وَاحِدَةٍ، عَلَى الرَّجُلِ الْفَقِيرِ، الَّذِي طَلَبَهَا مِنْهُ: وَبَاعَهَا الرَّجُلُ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وكمْ مِن عَذْقٍ رَداحٍ لابي الدحداح»، أي: غُصنٍ ثقيلٍ، ومُمْتلئٍ بالثِّمارِ، لأبي الدَّحداحِ في الجنَّةِ -قَالَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرارًا- تَأْكِيْدًا عَلَيْهَا، وللحثِّ عَلَى مِثلِ هَذِهِ الأعمالِ.

وَلَمَّا ذَهَبَ أَبُو الدَّحداحِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لِزَوْجَتِهِ وَهِيَ فِيْ البُستانِ، فقال: يا أُمَّ الدَّحداحِ، اخْرُجي مِن الحائطِ؛ فقد بِعْتُه بنَخلةٍ في الجنَّةِ، فقالت: رَبِحَ البيعُ فأجابَتْه في فِعلَتِه وتصرُّفِه، وأثنَتْ عليه، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْبَيْت بَيْت تُقى، وَصَلَاحٍ، فَلَمْ تُكَلِّمهُ الزَّوْجَةُ، وَلَمْ تَخْذُلْهُ، أَوْ لَعِبَتْ عَلَيْهِ عَلَى بَيْعِهِ لِمَزْرَعَتِهِمْ الَّتِي فِيهَا قُوْتهُمْ، بِدُونِ مُقَابِلٍ، بَلْ فَرحَتْ لِذَلِكَ، وَأَثْنَتْ عَلَى فِعْلِهِ، وَهَكَذَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، عَوْنًا لِزَوْجِهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ.
__________________________________________________ ___________
الكاتب: الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]