خطبة عيد الفطر 1445 هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل أرباح المبالغ المودعة فوائد ربوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تدليك الوجه بالزيوت الطبيعية.اهمية تدليك الوجه بالزيوت.افضل الزيوت للتدليك. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هو البرنامج الغذائى المناسب لمرضى القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سورة الذاريات مكتوبة بالتجويد ومعاني الكلمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تتخلص من وزنك الزائد باذن الله في وقت قصير وبشكل صحي وبأقل مجهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          Translation of the meanings of Surat AL MU'MINUUN (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          tafsir qawlah taealaa " qaluu ya musaa 'iimaa 'an tulqi wa'iimaa 'a (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدعاء للحاج عند قدومه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شَرْحُ حَدِيثِ الْمَجَالِسِ بِالْأَمَانَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          احترام الزوجة.. سعــــــــــــــادة الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2024, 06:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,520
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر 1445 هـ

خطبة عيد الفطر 1445 هـ

الشيخ عبدالله بن محمد البصري


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ، اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً، الحَمدُ للهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ وَأَعطَى، وَالشُّكرُ لَهُ عَلَى مَا وَفَّقَ إِلَيهِ وَأَولى، وَأَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ، وَمَن تَبِعَ سُنَّتَهُ وَسَارَ عَلَى نَهجِهِ، وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا مَزِيدًا. اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، هَنِيئًا لَكُم إِدرَاكُ شَهرِ رَمَضَانَ كَامِلاً، تَقَبَّلَ اللهُ مِنكُم مَا أَسلَفتُم وَقَدَّمتُم، وَأَعَانَكُم وَسَدَّدَكُم وَثَبَّتَكُم، وَزَادَكُم مِن فَضلِهِ وَضَاعَفَ مَثُوبَتَكُم، ثِقُوا بِرَبِّكُم وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِهِ، فَإِنَّهُ تَعَالى لا يُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلاً، وَقَد قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97] اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، كَانَ مِن نِعمَةِ اللهِ عَلَينَا في شَهرِ رَمَضَانَ، أَنْ قَرَأنَا القُرآنَ وَتَلَونَاهُ، وَصَاحَبنَا آيَاتِهِ وَخَتَمنَاهُ، وَسَمِعنَاهُ مِن أَفوَاهِ الأَئِمَّةِ في قِيَامِ اللَّيلِ وَأَنصَتنَا لَهُ، وَقَد يَكُونُ مِنَّا مَن اطَّلَعَ عَلَى تَفسِيرٍ أَو تَدَبَّرَ وَتَأَمَّلَ، أَو مَرَّت بِهِ آيَةٌ فَحَرَّكَت كَوَامِنَ نَفسِهِ، فَوَجَفَ لَهَا قَلبُهُ أَو وَكَفَ دَمَعُهُ، وَتَاللهِ إِنَّ مِن تَمَامِ نِعمَةِ اللهِ عَلَينَا، أَن نَتَذَكَّرَ مَا قَرَأنَاهُ وَتَلَونَاهُ وَسَمِعنَاهُ، وَأَن نَعرِضَ أَنفُسَنَا عَلَيهِ وَنَتَأَمَّلَ حَالَنَا وَحَالَ مَن حَولِنَا، وَنَأخُذَ الدَّوَاءَ لأَدوَائِنَا، وَنَتَلَمَّسَ الحَلَّ لِمُشكِلاتِنَا، وَنُصلِحَ قُلُوبَنَا وَنُزَكِّيَ نُفُوسَنَا، وَنُسَوِّيَ صُفُوفَنَا وَنَسُدَّ خَلَلَنَا، وَنُرَقِّعَ مَا تَمَزَّقَ مِن دِينِنَا وَأَخلاقِنَا، فَإِنَّ القُرآنَ هُوَ العِلاجُ وَالدَّوَاءُ، وَهُوَ الرَّحمَةُ وَالشِّفَاءُ، وَهُوَ البَرَكَةُ وَالحَقُّ وَالحِكمَةُ، وَلَقَد عَالَجَت سُوَرُهُ وَآيَاتُهُ قَضَايَا لَو حَصَرنَاهَا وَعَدَدنَاهَا وَتَمَكَّنَّا مِنهَا، لَعَرَفنَا أُصُولَ الخَيرِ وَأَخَذنَا بِهَا، وَأُصُولَ الشَّرِّ فَنَبَذنَاهَا، وَلَصَلَحَت بِذَلِكَ أُمُورُنَا وَطَابَت حَيَاتُنَا، وَاستَقَامَ سَيرُنَا وَصَفَا عَيشُنَا، وَلَذَهَبَت عَنَّا الهُمُومُ وَزَالَتِ الغُمُومُ، وَلَحَلَّت بِنَا البَرَكَةُ وَالسَّعَادَةُ، وَلَجَلَّلَنَا الأُنسُ وَالسُّرُورُ ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].

اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، لَقَد مَرَّت بِنَا في كِتَابِ اللهِ آيَاتٌ تَصِفُ رَبَّنَا وَخَالِقَنَا، وَتُبَيِّنُ قُوَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ وَقُدرَتَهُ، وَتُقَرِّرُ أَنَّهُ المُستَحِقُّ لِلعِبَادَةِ دُونَ سِوَاهُ، وَأَنَّهُ تَعَالى يَنصُرُ مَن يَنصُرُهُ، وَأَنَّهُ لا غَالِبَ لِمَن يَنصُرُهُ وَلا مُكرِمَ لِمَن يُهِينُهُ، وَأَنَّهُ الغَنيُّ عَنَّا وَنَحنُ الفُقَرَاءُ إِلَيهِ، وَأَنَّ كُلَّ فَضلٍ وَنِعمَةٍ فَهِيَ مِنهُ، وَأَنَّ كُلَّ مُصِيبَةٍ فِينَا فَهِيَ بِمَا كَسَبَت أَيدِينَا، وَأَنَّ مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا، وَمَن تَوَلَّى استَبَدَلَ بِهِ اللهُ خَيرًا مِنهُ، وَلَقَد مَرَّت بِنَا في كِتَابِ اللهِ قِصَصُ أَنبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَأُمَمِهِم، وَرَأَينَا كَيفَ اتَّفَقُوا جَمِيعًا عَلَى دَعوَةِ قَومِهِم إِلى التَّوحِيدِ وَنَهيِهِم عَنِ الشِّركِ، وَتَبَيَّنَ لَنَا مَا كَانَ مِن الأُمَمِ مِن مَعَاصٍ وَذُنُوبٍ كَانَت هِيَ السَّبَبَ في هَلاكِهِم وَتَدمِيرِ حَضَارَاتِهِم، مِن تَكذِيبٍ وَتَكَبُّرٍ وَتَعَالٍ وَعِنَادٍ، وَانتِشَارٍ فَوَاحِشَ وَمُنكَرَاتٍ وَإِصرَارٍ عَلَى الفَسَادِ وَالإِفسَادِ، وَطَاعَةٍ لِلشَّيطَانِ وَظُلمٍ وَتَعَدٍّ وَعُدوَانٍ، وَأَخذٍ لِحُقُوقِ الآخَرِينَ وَجُحُودٍ لَهَا وَبَخسٍ لأَشيَائِهِم، وَتَحرِيفٍ لِلكَلِمِ عَن مَوَاضِعِهِ وَطَعنٍ في الدِّينِ، وَعَدَمِ أَمرٍ بِالمَعرُوفِ وَتَقصِيرِ في التَّنَاهِي عَنِ المُنكَرِ، وَكَم قَرَأنَا مِن آيَاتٍ عَن القَبرِ وَعَن يَومِ الحَشرِ، وَعَنِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَآيَاتٍ تُبَيِّنُ أَنَّ أَكرَمَ النَّاسِ أَتقَاهُم، وَأَنَّ كُلَّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ، وَأَنَّ الدُّنيَا مَتَاعُ الغُرُورِ، وَأَنَّ الآخِرَةَ خَيرٌ وَأَبقَى، آيَاتٌ تُرَقِّقُ قُلُوبَنَا وَتُزَكِّي نُفُوسَنَا، وَتُصلِحُ ظَوَاهِرَنَا وَتُطَهِّرُ سَرَائِرَنَا، وَتُنَظِّمُ حَيَاتَنَا في بُيُوتِنَا، وَتَرسُمُ لَنَا الطَّرِيقَ في حَالِ سِلمِنَا وَحَربِنَا، وَتُرَتِّبُ بَيعَنَا وَشِرَاءَنَا وَسَائِرَ مُعَامَلاتِنَا. اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَكَمَا أَخَذَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ نَصِيبَهُم مِمَّا في كِتَابِ اللهِ، فَقَدِ انفَرَدَتِ النِّسَاءِ تَكرِيمًا لَهُنَّ بِأَحكَامٍ تَخُصُّهُنَّ، تَدُورُ كُلُّهَا حَولَ حِفظِ حُقُوقِهِنَّ وَأَعرَاضِهِنَّ، وَسِترِهِنَّ وَصِيَانَةِ فُرُوجِهِنَّ، وَتَكرِيمِهِنَّ عَنِ الابتِذَالِ وَاتِّخَاذِهِنَّ لُعَبًا في أَيدِي فَاسِدِي الرِّجَالِ، وَجَاءَ الأَمرُ بِقَرَارِهِنَّ في بُيُوتِهِنَّ وَابتِعَادِهِنَّ عَنِ الرِّجَالِ وَعَن مَوَاضِعِ الفِتنَةِ، وَبَيَانُ أَنَّهُنَّ مَخدُومَاتٌ مَحفُوظَاتٌ مَصُونَاتٌ، وَأَنَّ عَلَى الرِّجَالِ القِيَامَ عَلَيهِنَّ وَالإِنفَاقَ عَلَيهِنَّ كُلٌّ مِن سَعَتِهِ، وَأَنَّ لَهُنَّ مِثلَ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ، وَأَنَّ لِلرِّجَالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةً بِمَا يُنفِقُونَ عَلَيهِنَّ وَيَتَوَلَّونَهُ مِن شَأنِهِنَّ... أَلا فَرَحِمَ اللهُ مَنِ اتَّخَذَ كِتَابَ اللهِ قَائِدَهُ وَإِمَامَهُ، وَجَعَلَهُ بَينَ يَدَيهِ وَأَمَامَهُ، فَأَحَلَّ حَلالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَعَمِلَ بِمُحكَمِهِ وَآمَنَ بِمُتَشَابِهِهِ، وَتَلاهُ آنَاءَ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ، وَتَخَلَّقَ بِأَخلاقِهِ وَتَأَدَّبَ بِآدَابِهِ، فَذَاكَ هُوَ حَظُّهُ مِن عَهدِ اللهِ لَهُ بِأَلاَّ يَضِلَّ وَلا يَشقَى، قَالَ سُبحَانَهُ وَقَولُهُ الحَقُّ: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى * أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 123 - 128] اللَّهُمَّ انفَعْنَا وَارفَعْنَا بِالقُرآنِ الكَرِيمِ، وَارزُقْنَا اتِّبَاعَ سُنَّةِ سَيِّدِ المُرسِلِينَ، وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ لي وَلَكُم فَاستَغفِرُوهُ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً.

الخطبة الثانية
أَمَّا بَعدُ: مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ، أَمَّا وَهَذِهِ شَمسُ العِيدِ قَد أَشرَقَت، فَلْتُشرِقْ مَعَهَا الوُجُوهُ، وَلْتَصفُ القُلُوبُ وَلْتَبتَهِجِ النُفُوسُ، لِنَصدُقْ في المَوَدَّةِ، وَلْنَجَدِّدْ أَوَاصِرَ المَحَبَّةِ، وَلنُشِعِ التَّرَاحُمَ وَالتَّعَاطُفَ، وَلْنَعفُ وَلْنَصفَحْ، وَلْنُفسِحْ لِلصُّلحِ في قُلُوبِنَا يُفسِحِ اللهُ لَنَا؛ فَإِنَّ أَشجَعَ النَّاسِ مَن وَصَلَ مَن قَطَعَهُ وَصَالَحَ مَن خَاصَمَهُ، وَأَرجَى النَّاسِ لِلأَجرِ وَعَفوِ اللهِ مَن عَفَا عَمَّن أَسَاءَ إِلَيهِ، وَأَكرَمَ النَّاسِ وَأَولاهُم بِالفَضلِ مَن تَجَاوَزَ لِوَجهِ اللهِ وَرَجَاءَ مَا عِندَهُ. اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، اليَومَ يَومُ فَرَحٍ وَشُكرٍ، فَلنَفرَحْ بِإِدرَاكِ العِيدِ، وَلنَشكُرِ اللهَ عَلَى إِتمَامِ رَمَضَانَ، وَلْنَحمَدْهُ تَعَالى عَلَى مَا نتَقَلَّبُ فِيهِ مِن أَمنٍ وَأَمَانٍ وَعَافِيَةٍ وَاطمِئنَانٍ، اللهَ اللهَ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلاةِ، وَلنَبَرَّ وَالِدِينَا وَلْنَصِلْ أَرحَامَنَا، وَلْنَحرِصْ عَلَى عِمَارَةِ بُيُوتِنَا بِطَاعَةِ اللهِ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى تَمَاسُكِ أُسَرِنَا وَالبَقَاءِ عَلَى سَلِيمِ فِطَرِنَا، فَـ ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34] ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34] وَتَاللهِ إِنَّهُ لا أَسعَدَ قَلبًا وَلا أَهنَأَ عَيشًا، مِمَّن حَفِظُوا فِطرَةَ اللهِ الَّتي فَطَرَهُم عَلَيهَا وَلم يُبَدِّلُوا خَلقَ اللهِ، فَكُونُوا عَلَى مَا أَرَادَ اللهُ مِنكُم وَلَكُم، يَكُنِ اللهُ تَعَالى مَعَكُم وَيُطَيِّبْ حَيَاتَكُم ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97] اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]