بلوغ الأربعين وحضور الشيب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         البحث العلمي الشاهد على هوية كل أمة وقيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دلالة الموقع البديع لآية {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم…} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الثقافة بين النمط والنمطية والعنصرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مبادرة (بالعربي) .. حراك نابض يعزز الحضور الرقمي للغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ثوانٍ وكأنها القيامة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسائل المختصرة في أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الثامن من ذي الحِجَّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وقفات مع عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          خير الدعاء دعاء يوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فضل الدعاء يوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2020, 05:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,335
الدولة : Egypt
افتراضي بلوغ الأربعين وحضور الشيب

بلوغ الأربعين وحضور الشيب

وائل حافظ خلف

قال دِعبِل الخزاعي[1] حين وَخَطَه الشيبُ، وقد أجاد في القول وأبدع:

أَلْقَى عَصَاهُ وَأَرْخَى مِنْ عِمَامَتِهِ
وَقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قالَ: أَجَلْ

فَقُلْتُ: أَخْطَأتَ دَارَ الْحَيِّ، قَالَ: وَلِمْ؟
مَضَتْ لَكَ الْأَرْبَعُونَ الْوُفْرُ، ثُمَّ نَزَلْ

فَمَا شَجِيتُ بِشَيْءٍ مَا شَجِيتُ بِهِ
كَأَنَّمَا اعْتَمَّ مِنْهُ مَفْرِقِي بِجَبَلْ


وهذه الأبيات أنشدها الشريف المرتضى في "الشهاب في الشيب والشباب" (ص32) لعليّ بن جبلة، وقال: ربما رويت لدِعبِل بن عليٍّ الخزاعي، ووصفَ الأبيات بأنها من أحسن ما قيل في الاستثقال بحمل الشيب.

ومن لطيف ما ذكر في الشيب قول أبي الفضل الميداني - رحمه الله -:
تَنَفَّسَ صُبْحُ الشَّيْبِ فِي لَيْلِ عَارِضِي
فَقُلْتُ: عَسَاهُ يَكْتَفِي بِعِذَارِي

فَلَمَا فَشَا عَاتَبْتُهُ فَأَجَابَنِي
أَلا هَلْ يُرَى صُبْحٌ بِغَيْرِ نَهَارِ؟


وهذا رائق جدًّا. ويروى:
.............
أيا هلْ ترى صبحًا بغير نهارِ؟



والشيب نور المؤمن. كذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ونهى عن نتفه.

وقد قال بعض أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾: يعني: الشيب. وقال آخرون وهم جمع غفير: النذير: الرسول.

وقالوا: لم يبعث الله نبيًّا قط إلا بعد أربعين سنة.

وقال الإمام النووي: ((نقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة)).

قلت:
نقل ذلك الإمامُ أبو عبد الله القرطبيُّ[2] في موضعين من "الجامع لأحكام القرآن" عن الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - أنه قال:
((أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالعبادة حتى يأتيهم الموت)).

وعن الشعبي، عن مسروق - رحمه الله - أنه كان يقول: ((إذا بلغ أحدكم أربعين سنةً فليأخذ حذره من الله - عز وجل -)).

وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: ((إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك)).

وقال - عز وعلا -: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

قال العماد ابن كثير في التفسير:
((هذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله، عز وجل، ويعزم عليها)).

وقال:
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾: أي: قَوِيَ وشب وارتجل ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً : أي: تناهى عقله وكمُل فهمه وحلمه. ويقال: إنه لا يتغير غالبًا عما يكون عليه ابن الأربعين.

وما أحسنَ قولَ الشاعر:
صَبَا مَا صَبَا حَتى عَلا الشَّيْبُ رأْسَهُ
فَلَمَّا عَلاهُ قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْطُلِ


قلت (وائل):
البيت لدُرَيْد بن الصِّمَّة، من قصيدة دالية لا لامية، وهي من عيون الشعر. وانظرها - إن شئت - في "ديوانه" (ص57-77) ط/ دار المعارف. وفيها:
........
قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ



وفي "التعازي والمراثي" لأبي العباس المبرد (ص7) ط/ دار الكتب العلمية:
صَبَا مَا صَبَا حَتى إِذَا شَابَ رَأْسَهُ
وَأَحْدَثَ حِلْمًا قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ


ذلك، وفي ترجمة عِمران بن حِطَّان بن ظَبْيان بن لَوْذان الخارجي، أسند في "الأغاني" عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن عيسى بن يزيد بن بكر المدني قال:
اجتمع عند مسلمة بن عبد الملك ناس من سُمَّاره، فيهم عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، فقال مسلمة: أي بيت قالته العرب أوعظ وأحكم؟


فذكر له عبد الله بيت دريد هذا.

فقال مسلمة: إنه والله، ما وعظني شعر قط كما وعظني شعر ابن حطان حيث يقول:
فَيُوشِكُ يَوْمٌ أَنْ يُقَارِنَ لَيْلَةً
يَسُوقَانِ حَتْفًا رَاحَ نَحْوَكَ أَوْ غَدا


فقال بعض من حضر: والله، لقد سمعته أجل الموت ثم أفناه، وما صنع هذا غيرُه.



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.63 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]