وكن من الشاكرين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام يدعو لحرية التملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الاستشراق والقرآنيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          منهج شياطين الإنس في الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وسواس غريب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فقدت العذرية أثناء ممارسة العادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          العزلة والرهاب الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أخفيت على زوجتي مرضي النفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          اضطراب الهوية الجنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-07-2025, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,379
الدولة : Egypt
افتراضي وكن من الشاكرين

وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[1]



الشيخ محمد بن إبراهيم السبر


الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْعَفْوِ الْغَفُورِ، الرَّؤُوفِ الشَّكُورِ، الَّذِي وَفْقَ مَنْ أَرَادَ هِدَايَتَهُ لِمَحَاسِنِ الْأُمُورِ، وَمَكَاسِبِ الْأُجُورِ، فَعَمِلُوا أعْمَالاً صَالِحَةً، يَرْجُوَنَ بِهَا تِجَارَةً لَنْ تُبَوِّر، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، بِيَدِهِ مَوَاقِيتُ الْأَعْمَارِ وَمَقَادِيرُ الْأُمُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى كُلِّ عَمَلٍ مَبْرُورِ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.


أمَّا بَعْدُ:فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنَ اتَّقَاهُ وَقَاهُ، وَمَنْ أَطَاعَهُ أَكْرَمَهُ وَأَوْلَاهُ؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح: 17].


عِبَادَ اللهِ: إِنَّ نِعَمَ اللهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ كَبِيرَةٌ، وَآلَاءَهُ عَلَيْهِمْ كَثِيرَةٌ؛﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34]، وَهِيَ نِعَمٌ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنَةٌ،﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً [لقمان: 20]؛ وَلَقَدْ كَرَّمَ اللهُ عِبَادَهُ فَفَضَّلَهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، وَخَصَّهُمْ بِمَزِيدِ النِّعَمِ؛ فَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء: 70]، وَإِنَّ مِنْ أَجَلِّ هَذِهِ النِّعَمِ: نِعْمَةَ الْهِدَايَةِ إِلَى الإِيمَانِ؛﴿ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات: 17].


وَلَقَدْ أَمَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ بِشُّكْرِهِ؛ فَقَالَ: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: 152]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر: 66]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة: 172].


الشُّكْرُ سُلُوكَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَنَهْجٌ رَاسِخٌ فِي نُفُوسِ الصَّالِحِينَ، تَمْتَلِئُ بِهِ قَلُوبُهُمْ، وَتُلْهَجُ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ، وَيَظْهَرُ عَلَى جَوَارِحِهِمْ؛ وَهَكَذَا كَانَ أَنْبِيَاءُ اللهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامِ عَابِدِينَ شَاكِرِينَ؛ فَوَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُوحَاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء: 3]. وَأَثْنَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل: 120، 121].


وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ رُؤُوسَ النِّعَمِ ثَلَاثَةٌ: فَأَوْلُهَا: نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ الَّتِي لَا تَتِمْ نِعَمَةٌ إِلَّا بِهَا، وَالثَّانِيَةُ: نِعَمَةُ الْعَافِيَةِ الَّتِي لَا تَطَيُّبُ الْحَيَاةُ إِلَّا بِهَا، وَالثَّالِثَةُ: نِعَمَةُ الْغِنَى الَّتِي لَا يُتْمُ الْعَيْشُ إِلَّا بِهَا.


وَالشُّكْرُ يَكُونُ بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ: بِالِاعْتِرَافِ بِالنِّعَمِ بَاطِنًا مَعَ مَحَبَّةِ المُنْعِمِ، وَبِالتَّحَدُّثِ بِهَا ظَاهِرَاً مَعَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَبِتَصرِيفِهَا فِي طَاعَةِ اللهِ وَمَرَضَاتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيِهِ. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: الشُّكْرُ ظُهُورُ أَثَرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ: ثَنَاءً وَاعْتِرَافَاً، وَعَلَى قَلْبِهِ شُهُودَاً وَمَحَبَّةً، وَعَلَى جَوَارِحِهِ انْقِيَادَاً وَطَاعَةً.
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا
فَإِنَّ الْمَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ
وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإِلَهِ
فَشُكْرُ الإِلَهِ يُزِيلُ النِّقَمْ


الشُّكْرُ قِيِّمَةٌ عَظِيمَةٌ وَعِبَادَةٌ جَلِيلَةٌ، فَهوَ مِفْتَاحُ السَّعَادَةِ، وَسَبَبُ الزِّيَادَةِ، وَقِيدُ النِّعَمِ الْمَوْجُودَةِ، وَجَالِبُ النِّعَمِ الْمَفْقُودَةِ، وَقَدْ وَعَدَ اللهُ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ، وَبِالخَسَارَةِ لِمَنْ كَفَرَ؛ ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7]، وَالشُّكْرُ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ [النساء: 147]، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ:" إِنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يُعَذِّبُ شَاكِرَاً وَلَا مُؤْمِنَاً "، وَفَائِدَةُ الشُّكْرِ إِنَّمَا تَعُودُ لِلشَّاكِرِ نَفْسِهِ، أَمَّا إِنْ كَفَّرَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ؛ ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل: 40]. وَشُكْرُ النِّعْمَةِ وَإِنْ قَلَّتْ سَبَبٌ لِنَيْلِ رِضَا اللهِ تَعَالَى عَنْ عَبْدِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر: 7]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وَاعْلَمُوا -وَفَّقَكُمُ اللهُ- أَنَّ مَيَادِينَ الشُّكْرِ لَا تُحْصَرْ، فَالشُّكْرُ يُكَونُ بِمُقَابَلَةِ نِعَمِ اللهِ وَآلاءِهِ بِحُسْنِ العِبَادَةِ؛ ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش: 3، 4]. وَيُكَونُ الشُّكْرُ بِالصَّلَاَةِ؛ فَعَنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورَاً»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


قَالَ اِبْنُ الْقَيِّمِ- رَحِمَهُ اللهُ-:" وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم وَهَدْي أَصْحَابِهِ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعْمَةٍ تَسُرُّ أَوِ اِنْدِفَاعُ نِقَمَةٍ، كَمَا فِي الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِي بَكْرَةٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ خَرَّ للهِ سَاجِدَاً شُكْرَاً للهِ تَعَالَى، وَذَكَرَ ابْنُ مَاجِةَ عَنْ أُنْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بُشِّرَ بِحَاجَةٍ فخَرَّ للّهِ سَاجِداً". زَادَ الْمُعَادُ (1 /360).


وَيُكَونُ الشُّكْرُ بِالصِّيَامِ؛ فَقَدْ صَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَاَمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ شُكْرَاً للهِ تَعَالَى؛ إِذْ نَجَاهُ وَقَومَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، فَصَامَهُ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم وَأَمْرَ بِصِيَامِهِ تَقْريرَاً لِتَعْظِيمَهُ وَتَأْكِيدَاً، وَقَالَ لِلْيَهُودِ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، وَأَخْبَرَصلى الله عليه وسلم أَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً فَضْلاً مِنَ اللهِ وَمِنَّةً؛ فقَالَ: «أَحْتَسِبُ عَلى اللهِ أنْ يُكفرَ السَنَةَ التِي قَبْلَهُ»؛ رَوَاهُ مُسلمٌ.


وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحُبْليُّ: الصَّلَاَةُ شُكْرٌ، وَالصِّيَّامُ شُكْرُ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ للهِ -عَزَّ وَجَلَ- شُّكْرٌ، وَأُفَضَلُ الشُّكْرِ الْحَمْدُ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظَي، قَالَ: الشُّكْرُ تَقْوَى اللهِ وَالْعَمَلُ الصَّالِحِ.


فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَكُمُ اللهُ-وَكُوُنُوا مِمَّنْ لَا تُزَيِّدُهُ النِّعَمُ إِلَّا طَاعَةً للهِ، وَاِسْتِقَامَةً عَلَى أَمْرِهِ،﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: 152].


اللَّهُمُّ إِنِّا نَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَنَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيةُ
الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلَاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَبَعْدُ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَقَابِلُوا إحْسَانَ رَبِّكُمْ بِالْإحْسَانِ، وَاحْفَظُوا النِّعَمَ بِالطَّاعَةِ وَالْعِرْفَانِ؛ فَفَضْلُ اللهِ عَظِيمِ، وَإِنْعَامَهُ جَسِيمٌ، وَخَيْرُهُ عَمِيمٌ؛ ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ: 13].


اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْأَوَّلِينَ وَفِي الْآخِرَيْنِ، وَفِي كُلُّ وَقْتٍ وَحِينٍ، وَفِي الْمَلأُ الْأعْلَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الصَحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنْا مَعَهُم بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.


اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمَيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرَكَ وَالْمُشْرِكَيْنَ، وَدَمَّرْ أَعْدَاءَكَ أَعَدَّاءَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرَحِمَ الرَّاحِمَيْنِ.


اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادَمَ الحَرَمَينِ الشَرِيفَينِ، وَوَليَ عَهدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.


اللَّهُمَّ فَرَجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاِقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ، وَاِشْفِ مَرْضَاَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرَحِمَ الرَّاحِمَيْنِ.


عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوْا اللَّهَ ذِكْرَاً كَثِيرَاً، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.




[1] للشيخ محمد السبر قناة التلغرام: https://t.me/alsaberm




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.31 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]