المُفتون الصِغار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 449 - عددالزوار : 85960 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 280 )           »          عابدة متعبدة ميمونة السوداء* (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أرجوحة الصبر.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          لحظات من رحمة المرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          قبلة الجبين..عرفان ووقار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أدب التعليق وأصول التعقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الصوم ... والتأهيل الحضاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 49 )           »          أخطاءٌ لغويَّـة في ضَبط ألفاظ السنَّة النبويَّـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-06-2006, 09:38 PM
الصورة الرمزية جنة عدن
جنة عدن جنة عدن غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2006
مكان الإقامة: في بلاد الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 542
10 المُفتون الصِغار

المُفتون الصِغار

د. علي بن عمر بادحدح
لا يخفى على أحد أن للعلم فضلاً كبيراً، وأن للعلماء منزلة عظيمة، فالله جعل لأهل العلم تميزاً عن غيرهم فقال: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين آتوا العلم درجات}، وجاء في القرآن أنهم المرجع للإجابة على التساؤلات، والاجتهاد في حل المعضلات { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، ولهذا وصفهم ابن القيم بأنهم : « في الأرض بمنزلة النجوم من السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلمات وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم للطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب، ومع ذلك فهذه المنزلة الرفيعة خطيرة إذ بأقوال العلماء تستحل الفروج، وتضرب الرقاب، وتؤخذ الحقوق، ثم هم في منصب التوقيع عن رب العالمين، فهي مهمة كبرى تحتاج إلى علم عميق وورع دقيق » .
واليوم نبتت نابتة غريبة معزولة عن هذا الفضل، بعيدة عن هذا الفهم، تتجسد في بعض الشباب- هداهم الله- الذين يمارسون الإفتاء وأحدهم لا يحسن تلاوة القرآن، ولا يحفظ الحديث، ولا يعرف القياس، ولا يحسن الاجتهاد، وأسوق إليهم قول الشافعي: « لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجلاً عارفاً بكتاب الله، بناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكيه ومدنيه، وما أريد به، ويكون بعد ذلك بصيراً بحديث رسول الله صلى الله عيه وسلم، وبالناسخ والمنسوخ، ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن، ويكون بصيراً باللغة، بصيراً بالشعر وما يحتاج إليه للسنة والقرآن، ويستعمل مع هذا الإنصاف ويكون بعد هذا مشرفاً على اختلاف الأمصار، وتكون له قريحة بعد هذا، فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام وإذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي » .
والعجب أنك تجد عند بعضهم جرأة على الفتوى، ويقدم عليها وهي عنده مثل شرب الماء أو تنفس الهواء، ولا يدرك خطورتها ولا يستشعر عظمتها، كما استشعرها محمد بن المنكدر حين قال: « إن العالم بين الله وبين خلقه فينظر كيف يدخل بينهم » ، وفي رواية : « فليطلب المخرج » ، وأعجب من جرأتهم لتسابقهم إلى الفتيا فقد تطرح المسألة في مجلس فلا ينتظر أحدهم الآخر أو يقدمه بل يتسابقون في الإجابة، يصلك من أحدهم الجواب قبل أن تكمل السؤال وما علموا أن الصحابة والتابعين كانوا يتدافعون الفتوى فيما بينهم يود كل منهم لو أن صاحبه كفاه، وأعجب من هذا وذاك أنهم جاهزون دائماً وعندهم لكل سؤال جواب ولكل مشكلة حل، فهم مستعدون للإجابة والإفادة في كل مجال وعلى كل سؤال، وأذكرهم بقول ابن عباس بقوله : « من أفتى الناس في كل ما يسألونه فهو مجنون » ، وقل أن تسمع من هؤلاء كلمة « لا أدري » ومن هنا تعظم المصيبة التي صورها لنا ابن عباس بقوله: « إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله » ، وأقول فكيف إذا أغفلها الجاهل؟ وأعجب العجب أن تجد عندهم اعتدادا برأيهم، واستقلالاً بعلمهم فهم لا يحتاجون لمراجعة ولا يفتقرون لمشورة، فالقضايا الخطيرة التي قد يتحير فيها العلماء، ويراجعون لبحثها الكتب، ويطلبون الآراء، ويعقدون المجالس، يمكن أن يجيبك عنها أحدهم بكل سهولة وهو متكئ على أريكة، أو أثناء تناوله للطعام أو لبسه للحذاء، ولست أدري ماذا يقول أبو حصين لو رأى هذا الحال وهو الذي قال عن زمنه: « إن أحدهم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر » ، ولا ينقضي العجب من صور وآثار هذا المرض العضال.
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]