آفة اللسان

[أبو ياسر*]

الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإسلام. الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا ومن علينا بنعم لاتعد ولاتحصى فإن أصغر هذه النعم لو عشنا طوال حياتنا نعبد الله ونجتهد في العباده لما وفينا ولو اليسير اليسير في حق شكر الله لهذه النعمه .

ومن عذه النعم هي نعمة اللسان ،نعم إنها نعمة عظيمه لايدرك قيمتها إلا من افتقدها فلنتخيل أنفسنا ونحن لانستطيع الكلام ماهو حالنا وهذه النعمة العظيمة كغيرها من النعم إما أن تكون سبب بدخولنا في جنات النعيم وإما أن تهوي بنا في عذاب أليم .وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟ وهذا معاذ بن جبل يسأل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم( يارسول الله أكل مانتكلم به يكتب علينا ؟ قال :ثكلتك أمك ،هل يكب الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ،إنك لن تزال سالماً ما سكت ،فإن تكلمت كتب لك أو عليك) .رواه الطبراني
إن من أهم الأمور التي نعصي الله بها بألسنتنا هي الغيبه والتي قل ما بخلو منها مجلس من مجالسنا وخاصة مجالس النساء . وإن هذه المعصية كبيرة عند الله وعقابها عظيم (.وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتدرون ماهذه الريح ؟؟هذه ريح الذين يغتابون الناس ) .فهل فينا من ترضى أن تكون رائحتها كرائحة جيفه هل نرضى أن نستبدل ريح المسك والعنبر بريح الجيف .





هذه قصة امرأة مسلمة والدة لأحد طلبة العلم إمام وخطيب مسجد يقول احتضرت أمي في المستشفى العسكري وعندما بدأت الإحتضار إذا بها يفوح منا رائحة عجيبة ....هي العنبر...لا...أحسن هي المسك ..لا أطيب من المسك رائحة كلما تزداد في الاحتضار تزداد هذه الرائحه .....أشهد أن لا إله إلا الله ثم خرجت روحها سئل ماعليه أمك ؟ قال أمي ... عظة وعبره
من يوم عرفتها لم تغتب أحدا ولم تسمح لأحد أن يغتاب في مجلس هي فيه إذا اغتبنا عندها طردتنا وهجرتنا وأنبتنا ومدحت من نغتاب,, رائحة الغرفة يومين مسك وعنبر طيبت لسانها فطيبها الله هذا جزاء من يبتعد عم نهى الله عنه فقد قال تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )الحجرات .
ولنتذكر أن الله أنعم علينا بنعمة العقل ومن علينا بنعمة الدين وميزنا بهما عن الحيوانات بكل شئ فلا تكونوا كلكلاب تأكل لحوم بعضها بعضا
(عن أبي هريره عندما رجم الأسلمي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما للآخر ألم تر إلى الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلاب قال فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة فمر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالوا نعم نحن ذا يارسول الله فقال لهما كلا من جيفة هذا الحمار فقالا يارسول الله غفر الله لك من يأكل هذا فقال عليه الصلاة والسلام مانلتما من عرض هذا الرجل آنفاً أشد من أكل هذه الجيفه ،فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنه ينغمس فيها ) رواه حبان ابن
ولربما يسألنا سائل مادامت الغيبة هكذا فما هي ؟ فنقول له الغيبة ذكرك أخاك بما يكره .وقد سأل الصحابة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ألو كان فيه مانقول فقال لهم : (إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته )