الحب في الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حرزك من كل شر وحسد وعين ووسواس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وجوب موالاة المؤمن وإن ظلمك، وبُغض الكافر وإن أحسن إليك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أسباب الحرص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا الإسلام؟ّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف يرفع الابن درجة والديه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حب النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خمسة ثغور مكشوفة تحتاج رجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          افكار تقنية لتربية الابناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لا تقل صباح الخير مساء الخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-10-2019, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,420
الدولة : Egypt
افتراضي الحب في الله

الحب في الله


الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس



نبذة مختصرة عن الخطبة:
ألقى فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الحب في الله"، والتي تحدَّث فيها عن الحب المشروع، وبيَّن الحب الصادق الواجب أن يكون بين المسلمين وهو الحب في الله - سبحانه وتعالى.

الخطبة الأولى

الحمد لله، نحمده تعالى حق حمده - سبحانه - لم يزل بديعًا خلاَّقًا، أودعَ البريَّة مشاعرَ نوازِعَ وأشواقًا، وأعقبَها جزاءً وِفاقًا، ربِّي لك الحمدُ العظيمُ لذاتِك، حمدًا وليس لواحدٍ إلاَّكَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تعمُر القلبَ إشراقًا، والروحَ ندًى وإيراقًا، وأشهد أن نبينا وحبيبَنا وسيدَنا محمدًا عبد الله ورسوله أزكَى العالمين أرُومةً وأعراقًا، صلَّى الله وبارَك عليه نهَلَنا من الحب الطهور كأسًا دهاقًا، وعلى آله الطيبين المُترَعين حنانًا وإشفاقًا، وصحابته الغُرِّ الذين انبَثَقَ بهم الحقُّ انبثاقًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ تنافُسًا في الجِنان واستباقًا، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أبدَ الدهر رقراقًا.
أما بعد، فيا عباد الله:
اتقوا الله حقَّ تقاته، واعلموا أن تقواه أعظم مِصداق، وأقوى ميثاق، من استعصَم بها فاز وفاقَ،وحاز من البرِّ والخيرات أنفسَ الأطواق، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].
وأكثِر من التقوى لتحمَدَ غِبَّها
بِدارِ الجَزَا دارٌ بها سوف تنزِلُ
وسارِع إلى الخيرات لا تُهمِلَنَّها
فإنك إن أهملتَ ما أنت مُهمَلُ

أيها المسلمون:
في عالمٍ يموجُ بالفتن والأزمات، ويصطخِبُ بالمِحَن والمُتغيِّرات، وتبصُّرًا في خَلَجات النفس الإنسانية ومساتِرها السنيَّة تتبدَّى في إشراقٍ وبهاءٍ، ونضارةٍ وصفاءٍ صفةٌ أخَّاذةٌ بديعة، وقيمةٌ لشَدَّ ما هي خلاَّقةٌ رفيعة، جُبِل عليها الإنسان، واستقرَّت منه في مُغرورقِ الجَنان، في وارِفِ أفيائها أناخَت النفوس ركائبها، فحازَت شريف مآرِبها، ونَجَت من نزَوَاتها ومعاطبها، انطوَى عليها العُبَّاد والنبلاء، والزُّهَّادُ والأصفياء، والخاصةُ والدهماء.
وصفوةُ القول: إنها لم تُغادِر قلبًا إلا تصبَّتْه، ولا وِجدانًا إلا سبَتْه؛ بل اتَّصَف بها الباري - جل في علاه -، وكذا حبيبُه ومُصطفاه - صلى الله عليه وسلم -، تلكم - يا رعاكم الله - هي: صفة الحب والمحبة.
يقول - سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]، ويقول - عزَّ اسمه -: ﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ﴾ [طه: 39]، ويقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]، والوُدُّ: هو خالصُ الحب.
وفي منزلة الحب الأفيلة يقول العلامة ابن القيم - رضي الله عنه -: "هي المنزلة التي إلى عالمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المُحبُّون، وهي الحياة التي من حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقَدَه فهو في بحار الظلمات".
الحبُّ كم لبَّى له النُّبلاءُ
فتمايَلَت حاءٌ هناك وباءُ
أرَجٌ وِدادٌ ولهفةُ ذي
ضَنَى وتصبُّرٌ وتجمُّلٌ وصفاءُ

أيها المؤمنون:
أودعَ الباري - تعالى - في العقول معاقدَ الفهم والإدراك، وعضَّدَها بنصوص المنقول الدِّرَاك، ووشَّى الأفئدةَ بلواعِجِ العواطِف، والأشواق اللواطِف، فانتشَى الإنسانُ بحبُّ ما فُطِر عليه، لذلك كانت أشرف الأرواح وأصفاها أسناها محبوبًا وأسماها؛ كحب الرحمن الواحد الديَّان، وحب القرآن، وحب سيد ولد عدنان - عليه الصلاة والسلام -، وحب أوصاف الجمال والكمال، ومكارم الخِلال، ومحاسن الجَلال مما لا يُناسبُ إلا جواهر النفوس الزكيَّة، وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165].
فالمراضي المرغوبة، والمحابُّ المطلوبة، والنوازِع المشبوبة لا تتفتَّقُ أزهارها إلا بأريجِ الحبِّ وبليجِ نسائمِه، فلله ما خالطَ هذا الخفقُ السنِيُّ النفوسَ إلا كساها من الغِبطة والنَّدَى أنضَر لَبُوس، وألقًا في الجوارح وسعادةً في الروح، وبهجةً تغدو في الحنايا ولا تروح، كيف وقد عُلِّق عليه الإيمان؟!
يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا»؛ أخرجه البيهقي وغيره.
فهذا الحب المُجتمعي المُتقارب الذي حثَّ عليه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو من تآصُر الأمم غرائسها، ومن نهضتها نقادِسها، وما فرَّطَت فيه المجتمعات إلا بهَطَتْها المِحن، وضرَّستها الإِحَن.
فلا والحق! لولا الحب صارَت
قلوبُ الناس خاليةً يَبابًا
به ذُبْنا كأنسابٍ وذابَت
مواجِدُنا وقد كانت صِعابًا

إنه الحب الطهور المُطرَّز بالرِّقَّة العاطرة، والمشاعر المشبوبة الماطِرة في حنانٍ مُنساب، وإباءٍ غلاَّب، وتقاربٍ للوُدِّ سكَّاب؛ حيث ينطلق بين العالمين آشعةً للحق والهدى هادية، وسعادةً مُرتسمةً في المباسِم بادية، ومسرَّةً في السُّوَيْداء شادية، وذاك ترجمان قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجَدَ بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَفَ في النار»؛ متفق عليه.
أيها الأحبة الأوِدَّاء:
حيَّهلاً إلى مناجاةٍ للحبيب - صلوات الله وسلامه عليه - مشرقة بالضراعة والطمأنينة لاستدرار جيَّاش الحب والسكينة، ولكن أيَا قلوب المُحبِّين! لُطفًا أنصِتِي وعِي، ويا مشاعر تسمَّعي تسمَّعي.
دعا - صلى الله عليه وسلم - ربَّه قائلاً: «اللهم إني أسألك حبَّك وحبَّ من يُحبُّك وحبَّ العمل الذي يُقرِّبُني إلى حبِّك»؛ أخرجه الترمذي.
الله أكبر! أيُّ حبٍّ عظيمٍ هامِر زكيٍّ غامِر، أرشَفَنا إيَّاه المُجتَبى - بأبي هو وأمي - عليه الصلاة والسلام - القائل: «المرءُ مع من أحبَّ»؛ أخرجه مسلم في "صحيحه".
ونُشهِدُ الله أننا نُحبُّه ونحبُّ رسوله - صلى الله عليه وسلم - حبًّا يفوقُ حبَّ النفس والولد والوالد والناس أجمعين.
نبيَّ الهدى والعدل والحبِّ والنَّدَى
طوَى ذِكرُك الآفاق والأنجُم الزُّهْرا
نحبُّكَ حبًّا لا سبيل لوصفِه
تغلغلَ في أرواحنا طاهر المَسْرَى

إخوة الإيمان:

وبعد أن تأصَّل من تجبُ له محبَّةُ الجَنان، وتمثُّلها بالأركان، إنه من سبَى اللُّبَّ، وتسابَقَت لطاعته كتائبُ الحب: حبيبُنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن آية ذلك خُبْرًا وخَبَرًا اتباعُ سنَّته واقتفاءُ سيرته في كل الأحوال كي ننعم بحب الكبير المُتعال.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]