في الحث على الصبر والإيمان بالقدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-11-2019, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي في الحث على الصبر والإيمان بالقدر

في الحث على الصبر والإيمان بالقدر



الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل




الحمد لله الذي قدّر الأمور وقضاها، ونفّذ مقاديرَه في خلقه لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون، أحْمده سبحانه على كلِّ حال وأشكره، والشكر له على نعمه، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله:
اتّقوا الله - تعالى - واعْلَموا وتَيقَّنوا أن ما يُصيب العبادَ إنَّما ذلك بقضاءِ الله وقدَره، فلا بدَّ أن يقع، ولكنْ في الكثير من المصائب تنبيه وتذكير وموعظة لمن رزقه الله الانتباه والاتعاظ، ولا بُدَّ من الصبر والاحتساب والتسليم لقضاء وقدره؛ حتى يُثابَ العبدُ على ذلك، فما قُدِّر لا بُدَّ أن يقع، فمن رضِي فله الرِّضا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ومَن سَخِط فله السُّخط، ولن يُغنيَ عنه سخطه شيئًا، فمصائب الدنيا تنتهي، وينقضي وقتها، وسلوا بالناس إذا لم يصبروا في أول الوقت كما تسلوا البهائم، ولكن يا عباد الله المصيبة العظمى والطامَّة والكبرى، والكسر الذي لا ينجبر هو المصيبة في الدِّين، فكلُّ مصيبة دون الدِّين لا تُعدُّ في الحقيقة مصيبة، فقد تكون خيرًا لصاحبها في دُنياه وفي أخراه وهو لا يعلم.

فعلى مَن أصيب في أهلٍ أو مالٍ أن يحتسب ويدعو بهذا الدعاء: ((اللهمَّ أجرِني في مصيبتي وأخْلِف لي خيرًا منها))[1]. فإن الله يثيبه في دنياه وأخراه، ولكن الذي ينبغي الانتباهُ له حقيقةُ المصيبة في الدِّين، فقد يُصابُ العبدُ في دِينه فلا يحسُّ ولا يتألَّم ولا يشعر أنَّه أُصيب، وقد يُصاب قريبه أو أحد إخوانه المسلمين، فكذلك لا يحسُّ ولا يتألَّم ولا يشعر، وما ذلك إلا لضعفِ الإِيمان وقلَّة الإِخلاص وعدم التناصح، فقد يرتكب الشخصُ أمرًا يخلُّ بعقيدته أو أخلاقه أو سلوكه، ويعلم عنه شخص آخر فلا يتألَّم بهذا الحدَث، ولا يُفكِّر في إنقاذه منه، بل ربَّما أنه رأى أن ذلك شيء حصل هل كما حصل لغيره مِن كثيرٍ من الناس، بل ربَّما أخذ يُقلِّل من شأن هذا الشيء الذي وقَع فيه ذلك الشخص فيكون بذلك قد أعانَه على الباطِل عندما يحصُل لأحد مصيبة في أهل أو مال لا يَنبغي التألُّم والتسخُّط.

وما يدريك لعل ذلك خير له في دِينه ودنياه، ومَن حصَل عليه ما حصَل لا يَنبغي أن يقول: لو فعل كذا لم يحصل كذا.

فما تقول في شيء قدَّره الله وقضاه، لا بدَّ أن يقع، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولعلَّ ما أصاب هذا الشخص يكون خيرًا له مِن الدنيا وما عليها، فالمصائب الدُّنيوية قد تجلِب مصالحَ دِينيةً، وقد تمنع من مصائب دِينية، وذلك بقضاء الله وقدره، والله عليم حكيم فيما قدره وقضاه؛ قال - تعالى -: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11].

وفي الحديث الصحيح: ((عجبًا للمؤمن لا يَقضي الله له قضاء إلّا كان خيرًا له: إنْ أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا، وليس ذلك لأحد إلّا المؤمن))[2].

فلا بدَّ من الصَّبر والاحتساب، ولكن ينبغي أن تكون المصائب منبّهة وواعظة وحاثه على الاستعداد والتزود من الأعمال الصالحة في هذه الدار التي هي بمثابةِ المزرعة، والتي هي دار ممر لا دار مقر.


ويتيقَّن العبدُ أنَّه لا يَدري متى يفاجئه الموت فقد ينزل به وهو في أحصن مكان وبأتم صحة فلا يمكنه أن يستدرك ما فرّط فيه، وأن يتوب ممَّا وقع فيه، ولا يغترّ بهذه الدنيا وزخارفها ولذَّاتها الفانية، فإنَّ مآل سرورِها إلى الكَدَر، وبقاءَها إلى الفناء، فاعملوا للدار الباقية التي هي سرورٌ دائم لا ينقطع، فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشَر، ففيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذُّ الأعين، وهي دارُ السلام سالمة من كلِّ نقص ومن كل بلاء لا مرَض فيها ولا موت ولا بؤس ولا هرم؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لَموضعُ سوط أحدكم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها))[3].

فيا عباد الله:
تنبَّهوا واتعظوا واجعلوا لكم مِنَ الحوادث مواعظ ترجعون بها إلى ربِّكم، وتستعدوا للدار الباقية بالأعمال الصالحة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله العظيم: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 20-21].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، وتاب عليّ وعليكم إنه هو التواب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] أخرجه مسلم (918).

[2] أخرجه أحمد في مسنده (5/24).

[3] أخرجه أحمد في مسنده (3/433)، وابن ماجه (4430).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]