الخاتمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 549 - عددالزوار : 74487 )           »          حكم الزكاة لمن اشترى أرضاً ولم ينو بيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          صيام الأيام البيض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          هل الاستغراق في النوم ينقض الوضوء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الفرق بين الرياح والريح والسُّنة فيهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2057 )           »          اهتمام الإسلام بالعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 48218 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 52365 )           »          عُزلة الـ «تكست نِك» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-01-2020, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,604
الدولة : Egypt
افتراضي الخاتمة

الخاتمة



مراد باخريصة





ديثنا اليوم عن أمر طيّش عقول العقلاء وأرهب أفئدة الفضلاء وأخاف الصالحين والأولياء وبكى منه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري.

يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه: (أضحكني ثلاث: مؤملُ الدنيا والموتُ يطلبُه، وغافلٌ ليس بمغفولٍ عنه، وضاحك بملء فيهِ وهو لا يدري أرضيَ اللهُ عليه أم سخط. وأبكاني ثلاث: فراقُ الأحبةِ محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله تعالى).

فإذا كان هذا هو حال الصالحين والأبرار فنحن أجدر بالخوف منهم بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح، فقيل له: أتبكي على الذنوب؟ فأخذ تِبْنةً من الأرض وقال: الذنوب أهون من هذه، إنما أبكي خوفاً سوء الخاتمة.

ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يقول "اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك".

كيف ستقر عين العاقل في هذه الدار وكيف سيقر له فيها قرار وهو لا يدري أي المنازل سينزل وأي الفريقين سيكون أيكون ممن يختم له بخاتمة الإحسان ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ أم يكون - أعاذنا الله وإياكم - ممن يختم له بخاتمة السوء ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾.

عباد الله:
إن لسوء الخاتمة أسباباً أعظمها الإقبال على الدنيا والانهماك فيها والحرص عليها والانغماس في معاصيها وشهواتها فمن كان هذا حاله فقد مات قلبه عن ذكر الله وعطلت جوارحه عن طاعة الله فيكون أضعف ما يكون في اللحظات الأخيرة من هذه الحياة فيختم له والعياذ بالله بخاتمة السوء ، إذ كيف يوفق لحسن الخاتمة من مات قلبه وسبي عقله فلا تراه إلا عابداً لهواه غافلاً عن الله يابساً لسانه من ذكر الله منشغل بمعصية الله يترك الفرائض والجماعات ويرتكب الكبائر والمحرمات يتركون الصلاة تلو الصلاة ثم يوعظون فلا يستجيبون ويأكلون الحرام ولا يبالون ويسمعون المحرمات وينظرون إليها فينصحون فلا ينتصحون فهؤلاء يخشى عليهم أن يكونوا مشغولين بهذه المعاصي في آخر لحظة من لحظات حياتهم فيختم لهم بهذه السيئات التي ألفوها وأدمنوا عليها يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ ويقول جل جلاله ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا أراد الله بعبده خيرًا استعمله))، قالوا: كيف يستعمله؟ قال : ((يوفقه لعمل صالح قبل موته)). ويقول صلى الله عليه وسلم ((من قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله وختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة)).

الخطبة الثانية
عباد الله:
من أراد حسن الختام فليتزود من الدنيا قبل الممات وليتدارك الهفوات قبل الفوات وليراقب الله في الخلوات وليبادر بالأعمال الصالحات وليستكثر في هذه الدنيا القصيرة من الحسنات وليتفكر فيما وراءه من الآيات قبل أن ينادي منادي الشتات وقبل أن يفجئه هادم اللذات قبل أن يغشاه الموت والسكرات قبل أن تتقطع قلوبنا من الحسرات قبل أن يحال بيننا وبين ما نشتهي ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ فتمنى الرجوع إلى الدنيا ولكن هيهات هيهات.

عباد الله:
ينبغي للمؤمن أن يداوم على عمل الصالحات وأن يستمر في فعل الطاعات حتى يأتيه الممات فإذا مات بشرته الملائكة برضوان الله سبحانه وتعالى ورضاه قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال لمن حوله: اخرجوا عني فلا يبق أحد، فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول: مرحبًا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قرأ قول الله: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، ثم قُبضت روحه ومات رحمه الله رحمة واسعة وهذا مجاهد بن جبر إمام التفسير وتلميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مات وهو ساجد وهذا عبد الرحمن بن الأسود مات وهو يقرأ القرآن وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لفظ أنفاسه وهو يقرأ قول الله ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾.

فشتان بين هؤلاء وبين من مات وهو قاطع للصلاة وبين من مات وهو يغني أو من مات وهو في الحمام نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وأن يختم لنا ولكم بخاتمة الإحسان ونعوذ بالله من خاتمة السوء ومن سوء الخاتمة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]