دور القاضي في إكراه الزوج على الخلع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 620 - عددالزوار : 66363 )           »          رحلات البالون الطائر ومعابد الأقصر.. سحر لا يقاوم يخطف قلوب سياح العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14372 - عددالزوار : 758222 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-03-2020, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,939
الدولة : Egypt
افتراضي دور القاضي في إكراه الزوج على الخلع

دور القاضي في إكراه الزوج على الخلع


(اختيار ولي الأمر لرأي فقهي مختلَف فيه وإلزام الناس به)




د. سامح عبدالسلام محمد






ويتطلب بحثُ هذه المسألة أن نتعرض أولاً إلى مدى جواز اختيار ولاة الأمر لرأي فقهي معيَّن وإلزام الناس به، ثم حكم إكراه القاضي للزوج على المخالعة في ضوء النص المستحدث بالمادة رقم 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000 بتنظيم أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية، ونعرض ذلك في مطلبين كما يلي:





اختيار ولي الأمر لرأي فقهي مختلَف فيه وإلزام الناس به:


عند تناول الفقهاء لحدود طاعة ولي الأمر ومجالها، ثار الخلافُ حول مدى الإلزام بطاعته في الأحكام الاجتهادية.





فذهب فريقٌ من الفقهاء إلى أنه لا يجوز لولي الأمر أن يُلزِم الناسَ برأي اجتهادي - مختلَف فيه - تأسيسًا على أن الآراء الاجتهادية تحتمل عدة أوجه، ولعل هذا كان هو الدافع للإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة في رفضه طلَبَ الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور في حمل الناس على مذهبه[1].





بينما ذهب فريق ثانٍ إلى حق ولي الأمر في اختيار رأي فقهي، وإلزام الناس به عن طريق القضاء، فلا يكون القضاء إلا به، فطالما يستند هذا الرأي إلى نص في الشريعة، فاختيار ولي الأمر له يرفعُه إلى درجة الإلزام به.





وهو ما عبَّر عنه ابن عابدين بقوله: (طاعة أمر السلطان في مباح واجبة)[2]، وبقوله: (مجرد رأي السلطان أو القاضي.... حكم رافع للخلاف)[3].





وقد اعتبر الإمامُ ابن القيِّم ذلك من السياسة الشرعية، ومثَّل له باختيار عمر بن الخطاب للناس الإفراد بالحج؛ ليعتمروا في غير أشهر الحج، فلا يزال البيت الحرام مقصودًا، وجمع عثمان بن عفان الناس على حرف واحد من أحرف القرآن السبعة لَمَّا كان في ذلك المصلحة؛ يقول ابن القيِّم: (فلما خاف الصحابة على الأمة أن يختلفوا في القرآن، ورأوا أن جمعهم على حرفٍ واحد أسلمُ، فعلوا ذلك، ومنعوا الناس من القراءة بغيره.





وهذا كما لو كان للناس عدةُ طُرق إلى البيت، وكان سلوكهم في تلك الطرق يوقعهم في التفرُّق والشتات، ويُطمِع فيهم العدو، فرأى الإمام جَمْعَهم على طريق واحد، وتَرْكَ بقية الطرق، جاز ذلك، ولم يكن فيه إبطالٌ لكونِ تلك الطرق موصلةً إلى المقصود، وإن كان فيه نهيٌ عن سلوكِها لمصلحة الأمة)[4].





وهذا الرأيُ هو ما استقر عليه الفكر الإسلامي قديمًا وحديثًا، حتى صارت القاعدة في ذلك أن (رأي الإمام ونائبه فيما لا نصَّ فيه، وفيما يحتمل وجوهًا عدة، وفي المصالح المرسلة - معمولٌ به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية، وقد يتغيَّر بحسب الظروف والعُرْف والعادات).





وأيًّا ما كان الخلاف الفقهي، فإن الأنظمة السياسية - من قديم - قد أعطت لنفسها هذا الحقَّ في ترجيح مذهب فقهي معيَّن وصبغ القضاء به؛ ففي صدر الدولة العباسية كان يتم اختيار القضاة من فقهاء المذهب الحنفي، وفي عهد الدولة الفاطمية بمصر قصرت وظائف الدولة - ومنها القضاء - على فقهاء الشيعة الإسماعيلية، ولما زالت دولتُهم وخلفهم الأيوبيون في حكم مصر كان القضاء للشافعية، وفي عهد الدولة العثمانية كان المعمول به في التقنين والقضاء هو الراجح من مذهب الإمام أبي حنيفة، إلى أن دعت الحاجةُ إلى الخروج على المذهب في بعض المسائل، فاختيرت الآراء، وصِيغَت تقنينات ملزمة للناس[5].





وعلى هذا نستطيع القول: إن اختيار المقنن المصري للرأي المجيز لمشروعية الخلع، والنص على ذلك بالفقرة الأولى من نص المادة 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000 بأنه: (للزوجين أن يتراضيا بينهما على الخلع....) هو اختيارٌ مشروع في ضوء ما أسلفنا بيانَه، لا سيما وقد اختار المقنن المصري الرأي الراجح في المسألة، وهو مشروعية الخلع.





وقد أشارت المحكمة الدستورية العليا إلى ذلك في حيثيات حكمها الصادر في القضية رقم 201 لسنة 23 قضائية دستورية؛ حيث قالت:


(لا يجوز لنص تشريعي أن يناقض الأحكام الشرعية القطعية في ثبوتها ودلالتها، باعتبار أن هذه الأحكام وحدها هي التي يمتنع الاجتهاد فيها؛ لأنها تمثِّلُ من الشريعة الإسلامية ثوابتَها التي لا تحتمل تأويلاً أو تبديلاً، وليست كذلك الأحكام الظنية في ثبوتها أو دلالتها أو فيهما معًا، فهذه تتسع دائرة الاجتهاد فيها، تنظيمًا لشؤون العباد، وضمانًا لمصالحهم التي تتغير وتتعدد مع تطوُّر الحياة، وتغيُّر الزمان والمكان، وهو اجتهاد وإن كان جائزًا ومندوبًا من أهل الفقه، فهو أوجب وأَولى لولي الأمر... ويكون اجتهاد ولي الأمر بالنظر في كل مسألة بخصوصها بما يناسبها؛ إخمادًا للثائرة، وإنهاءً للتنازع والتناحر، وإبطالاً للخصومة، مستعينًا في ذلك كلِّه بأهل الفقه والرأي[6].






[1] مقدمة الموطأ، د/ محمد كامل حسين ج 1 ص 33.




[2] حاشية ابن عابدين ج 5 ص 167.




[3] المرجع السابق ج 2 ص 138.




[4] الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص 20 و21.




[5] تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد العربية؛ للأستاذ الدكتور/ صوفي أبو طالب ص 237 وما بعدها، بتصرف، وأحكام الأسرة في الإسلام؛ لفضيلة الدكتور/ محمد مصطفى شلبي ص 31 و32.




[6] صدر هذا الحكم يوم الأحد الموافق 15 ديسمبر سنة 2002 ميلادية، الموافق 11 شوال سنة 1423 هجرية، ردًّا على الدفع بعدم الدستورية الذي أثير بدعوى الخلع رقم 532 لسنة 2000م أمام محكمة الإسكندرية الابتدائية للأحوال الشخصية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]