عالم الملائكة عالم العجائب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خير أيام الدنيا عشر ذي الحجة أيامُ العَمَل فضيلة الشيخ المربي محمد حسين يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل العلم المأخوذ من غير أهل البيت علم صحيح أو باطل؟‼ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          بيان أسباب النصر والتمكين من القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          القوى الخارقة وطيران الأشخاص في ميزان الشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شجاعة المسلمين .. مواقف وبطولات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          فوائد من تفسير الزهراوين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          شكر الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مسمار جحا! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          إنه موسمنا الأكبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الأضحيةُ منْ شعائرِ اللهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-08-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,385
الدولة : Egypt
افتراضي عالم الملائكة عالم العجائب

عالم الملائكة عالم العجائب


أحمد الجوهري عبد الجواد






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

لك الحمد يا مولاي كم لك منةً عليَّ، وفضلاً لا يقومُ به شُكْرِي



أما بعد فيا أيها الإخوة!

ما من شيء في الكون كله من الذرة إلى المجرة ومن الفرش إلى العرش إلا ويدل من تأمله على وحدانية الله جل في علاه، فحال كل ما في الكون ينطق نطقًا فصيحًا بأنه الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له في ملكه وربوبيته وألوهيته.



هو الإله الذي آياته ظهرت

في كل شيء ترى خير العلاماتِ



النور ينطق والأوراق والثمر

بأنه الله خلاّق البريات



الإنس والجن والحيوان شاهدة

بأنه الله قيوم السموات



حتى الملائك مع عظم الجروم لهم

في الأمر طوعًا لخلاق البريات



حتى إذا سمعوا وحي العلي إذا

من ذاك قد صعقوا خوف العقوبات[1]






فتعالوا بنا - أيها الإخوة - نزداد إيمانًا ونحن نطلع من نافذة قريبة على عالم غريب عجيب ليس لهم من عمل إلا الركوع والسجود والتسبيح والتحميد لرب العالمين، لا يعصون طرفة عين ولا يغفلون عن العبادة أقل من ذلك، ولعلكم عرفتموه؟!



نعم إنه "عالم الملائكة".



وكما تعودنا فسوف ننظم سلك هذا الموضوع في العناصر التالية:

أولًا: من هم الملائكة؟

ثانيًا: عجائب من عالم الملائكة.

ثالثًا: برهان وحجة.



فأعيروني القلوب والأسماع أيها الأحباب أسأل الله أن يرزقنا طاعته وأن يجنبنا معصيته إنه ولي ذلك والقادر عليه.



أولًا: من هم الملائكة؟

أيها الإخوة! الملائكة خلق من خلق الله عز وجل من أشرف خلقه سبحانه، وهم عباد مكرمون من عباده، خلقهم الله عز وجل من نور كما خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، روى مسلم من حديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم[2]، وسكن الملائكة هو السماء وخلقة الملائكة خلقة عظيمة وهم قادرون – بما أعطاهم الله - على التمثل بأمثال الأشياء والتشكل بأشكال جثمانية حسبما تقتضيها الحالات التي يأذن لهم بها الله - سبحانه وتعالى -،وهم مقربون من الله ومكرمون، لا يوصفون بالذكورة والأنوثة ولا يطعمون ولا يشربون وإنما طعامهم التسبيح والتهليل وهم لا يتناكحون ولا يتناسلون ليست فيهم الشهوات التي ركبت في بني آدم.



وهم لا يملون ولا يفترون عن عبادة الله رب العالمين في الليل والنهار قال عز وجل: "﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20] ثم قال عز وجل: "﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 26 - 29]".



والملائكة عليهم السلام أصناف كثيرة، فمن الملائكة الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة والسلام وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام كما قال سبحانه: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 193 - 195].



وهو أعظمهم قدرًا وأعلاهم شانًا وأرفعهم منزله ولذلك يخصه الله بالذكر كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].



فذكره في جملة الملائكة ثم خصه بالذكر بعد العموم ليدل على شرفه وفضله وهذا كثير في القرآن الكريم.



ومنهم الموكل بالقطر وتصاريفه إلى حيث أمره الله عز وجل وهو ميكائيل عليه السلام وهو ذو مكانة علية ومنزلة رفيعة وشرف عند ربه عز وجل وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله عز وجل وقد جاء في بعض الآثار: "ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض"، ويروى أن ميكائيل عليه السلام لم ير ضاحكًا من يوم خلق الله عز وجل النار، وهذا يدل على شدة خوفه ومعرفته بقدر ربه سبحانه.



ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل عليه السلام، والصحيح أنه ينفخ فيه ثلاث نفخات وليس نفختين.

الأولى: نفخة الفزع الأكبر والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة البعث والقيام لرب العالمين وهذا هو الذى ذهب اليه المحققون من أهل العلم أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن كثير وابن العربي وغيرهم، وروى أحمد وغيره بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له"؟! قالوا: كيف نقول يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا".



وجبريل وميكائيل وإسرافيل هؤلاء هم الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه من صلاة الليل: فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كما عند مسلم من حديث أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: بأي شيء كَانَ نبي اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ يقول: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم[3].



ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه ولا يصح على الإطلاق أن يسمى كما يقول بعض الناس عزرائيل بل هو ملك الموت كما قال سبحانه: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]، وله أعوان كذلك مما يدل عليه قول ربنا عز وجل: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50].



فإن كان العبد صالحًا كان لهم معه شأن طيب وإن كان مسيئًا عاملوه بما يستحق قال عز وجل ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 28 - 32].



وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ الواقعة: 83-96.



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، نستغفر الله من ذنوبنا ونتوب إليه من معاصينا، فاللهم غفرانك يا أرحم الراحمين.



هؤلاء هم رؤساء الملائكة وباقي الملائكة كذلك - أيها الإخوة- في أعمال فمنهم الموكل بحفظ العبد {﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11] وكذا منهم الحفظة والكتبة الذين يحفظون أعمال العباد ويكتبونها، ومنهم الموكلون بسؤال القبر وهم منكر ونكير، ومنهم خزنة الجنة ومقدمهم رضوان، ومنهم خزنة النار ومقدمهم مالك، ومنهم المبشرون للمؤمنين عند وفياتهم ويوم القيامة، ومنهم الموكلون بالنطفة في الرحم، ومنهم حملة العرش ومنهم، ومنهم، ومنهم، وهذه أول عجائب الملائكة و هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء:

عجائب من عالم الملائكة.

أيها الإخوة! الملائكة عالم عجيب غريب، ومن ضمن عجائبه أنهم كثرة لا تعد ولا تحصى بحيث لا يتصور أحد كم يبلغ عددهم بل تعجز أرقام الأعداد التي يعرفها البشر من الآحاد والعشرات والألوف بل والملايين والمليارات والبليارات أن تستوعب هذه الأعداد الضخمة، وفكر معي في هذا العدد الذي يكون من قسم واحد منه فقط عدد لانهاية له قسم واحد وهم الملائكة الموكلون بحفظ أعمال العباد وكتابتها، فلكل عبد يتنفس على وجه البسيطة ملك للحسنات عن يمينه وملك للسيئات عن شماله، هؤلاء بخلاف المعقبات المنوط بهم حفظ العبد قال ابن عباس: المعقبات من الله هم الملائكة يحفظون العبد من بين يديه – أمامه – ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله تعالى خلوا عنه، وذلك -أيها الإخوة- يكون في مقام العبد وسفره وفي نومه ويقظته وفي كل حالاته.



هذا بخلاف الملائكة المنتشرين في الأرض السياحين فيها والذين يتعاقبون في البشر بالليل والنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر.



هذا بخلاف قسم آخر من الملائكة وهم الراكعون الساجدون العابدون القانتون هذا عملهم لا ينفكون عنه بل منهم الراكع أبدًا والساجد أبدًا وهكذا، روى أحمد وغيره بسند حسن من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى ولحثوتم على رؤوسكم التراب".



"فقال أبو ذر رضي الله عنه: والله لوددت أني شجرة تعضد. [4] وفي رواية انه بكى وأبكى رضى الله عنه وأرضاه.



وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: والله لو تعلمون حق العلم ما تلذذتم بلذيذة، ولقام أحدكم بين يدي ربه حتى ينكسر صلبه، ولصاح حتى ينقطع صوته فلا إله إلا الله.



الموت آت والنفوس نفائس

والمستغر بما لديه الأحمق



لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

إلا التي كان قبل الموت يبنيها



فإن بناها بخير طاب مسكنه

وإن بناها بشر خاب بانيها



الموت باب وكل الناس داخله

يا ليت شعري بعد الموت ما الدار



الدار دار نعيم إن عملت بما

يرضي الإله وإن فرطت فالنار






وعن حكيم بن حزام فيما روى محمد بن نصر بسند صحيح كما في الصحيحة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ط أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد".[5]



وفيه أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد وقائم، وذلك قول الملائكة: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾ [الصافات: 164 - 166].[6]



فهذا من عجائب الملائكة كثرة هائلة لا حدود لها وأوضح صورة لهذه العجيبة ذلك المشهد الرائع الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج عن زوار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به في كتابه في سورة الطور كما قال تعالى: ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴾ [الطور: 1 - 4] وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة في الأرض لو سقط لوقع عليها، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم" يعني لا تحول نوبتهم لكثرتهم والحديث في الصحيحين من حديث أنس.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 126.15 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]