رسالة إلى من يسيء إلى حبيبنا محمد رسول الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 636 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 577 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 40 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3150 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-09-2020, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة إلى من يسيء إلى حبيبنا محمد رسول الله

رسالة إلى من يسيء إلى حبيبنا محمد رسول الله
أحمد عماري




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فمرة بعد أخرى نسمع أقزامًا من البشر، سفهاء الأحلام، يتطاولون على حبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

وماذا يبقى في الحياة من لذةٍ يوم ينال السفهاء من مقام محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا يُنتصَر له ولا يُذَاد عن حياضه؟ماذا نقول تجاه هذا العداء السافر، والتهكُّم المكشوف؟هل نُغمِض أعيننا، ونُصِمُّ آذاننا، ونُطبِق أفواهنا؟لا وربي، لا يكون ذلك ما دام في القلب عِرق ينبض.

والذي كرم محمدًا وأعلى مكانته، لبطنُ الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسول الحق.
فإنَّ أبي ووالدَه وعِرْضي ♦♦♦ لعِرْضِ محمَّد منكم وقاءُ

فيا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، اعلَمْ أن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيعُ القدر، برفعة الله له، ولن ينالَ الشانئ ولا المستهزئ منه شيئًا.

ففضائل النبي صلى الله عليه وسلم لا تكاد تحصى كثرةً؛ فهو أعظم نعمةٍ أنعَم اللهُ تعالى بها على هذه الأمة الميمونة؛يقول ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

فلولا هذه النعمة العظيمة لبقِيَ هذا الإنسان ضالًّا تائهًا، لا يعرف إلى الهداية سبيلًا، كما هو حالُ مَن لم يستجِبْ لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو ضال تائه في دروب الحياة الشائكة، وإن كان يزعم أنه متحضِّر ومتقدِّم في شتى مجالات الحياة.

فهل من نعمة أعظم من نعمة الهداية؟ من نعمة الإيمان؟ من نعمة الإسلام؟ فحياته عليه الصلاة والسلام تقدِّم لنا نموذجًا ساميًا لِما ينبغي أن يكون عليه المسلم الذي رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا؛ في بيته، في حَقْله، في سوقه، في متجره، في معمله، في مؤسسته،مع أسرته، مع أبنائه، مع أهله وأقاربه، مع جيرانه، مع أصدقائه، مع أعدائه،لِما ينبغي أن يكون عليه الزوج، والأب، والقائد، والزعيم، والرئيس، والمدير، والعامل، ورب العمل،لِما ينبغي أن يكون عليه المسلم في أمور دينه، وفي أمور دنياه؛فهو الأسوة والقدوة في كل الأمور، ونعم القدوة ونعم الأسوة صلى الله عليه وسلم، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

يا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، احذَرْ أن يصيبَكَ ما قد أصاب المستهزئين من قبلك؛فقد قال تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنعام: 10].

لقد أعظمَتْ قُرَيشٌ الفِريةَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرَمَتْه بالسِّحر تارة، وبالكذب تارة، وبالجنون أخرى، والله يتولَّى صَرْفَ ذلك كله عنه لفظًا ومعنًى؛ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا تعجَبون كيف يصرِفُ الله عني شَتْمَ قريشٍ ولَعْنَهم، يشتُمون مُذَمَّمًا، ويلعَنون مُذَمَّمًا، وأنا محمَّد)).
فويل لهم مِن وصفِهم أشرفَ الورى
بما اختَلقوا مِن عندهم والتزعُّم

♦♦♦
وهل أنكروا إلا فضائلَ جمَّةً
وهل يُبصِرُ الخفَّاشُ والنورُ ساطعُ

♦♦♦
إن البلاءَ وإن طال الزَّمانُ به
فالحقُّ يقطَعُه أو سوف ينقطِعُ


يا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، اعلَمْ أن مَن يشتُمُ رسول الله صلى الله عليه وسلمكمن يشتُمُ الشمس والماء والهواء،ليس لشَتْمِه من معنى سوى خَرَفِه المطبِق، وهذَيَانه المحدِق!
أو كمن يلعَنُ الضياء والعافية والربيع،ليس للعنِه معنًى سوى أنه خرج عن حد العقل إلى حد الجنون.
وسيبقى النهر عَذْبًا، وإن شتمه ألف لسانٍ بأنه مِلحٌ أجاجٌ..
وستبقى الشمس مشرقةً، وإن زعم ألف دجالٍ أنها قطعةٌ من سوادٍ حالكٍ.
وسيظل المطر يبعث الحياة، وإن ادعى ألف دعِيٍّ أنه سمٌّ يتسلل إلى عروق النباتات.
إن البحر الزاخر لا يضره أن يلقيَ فيه الغلمان بحصياتهم..
وقد قال الأعشى فيما مضى لما تجرأ بعض الأراذل على هجاء قبيلته:
ألستَ منتهيًا عن نحتِ أَثْلتنا
ولستَ ضائرَها ما أطَّتِ الإبلُ

كناطحٍ صخرةً يومًا ليُوهِنَها
فلم يضِرْها وأوهى قَرْنَه الوَعِلُ


يا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، اعلَمْ أن الذي يُسيء إلى حبيبنا المصطفى إنما يُسيء إلى نفسه، ويُذِلُّ نفسَه، ويُهلِك نفسه؛فقد قال الله تعالى لحبيبه ومصطفاه: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]،مُبغِضك ومعاديك هو الأبتر المقطوع المنبوذ، مقطوع البركة والنفع والأثر؛ فكلُّ مَن عاداك لا خير فيه، ولا منفعةَ من ورائه،الأبتر الذي عاداه وحاربه وهجر سنَّته وأعرض عن هداه،فهذا الذي قطع الله مِن الأرض بركته، وعطَّل نفعه، وأطفأ نوره، وطبَع على قلبه، وشتَّت شمله، وهتك سِتره؛فكلامه لغوٌ من القول، وزورٌ مِن الحديث، وعلمه رجسٌ مردود عليه، وأثره فاسد، وسعيه في تباب.
قل لباغٍ نال منه
مُشْرِعًا فينا هداه

هل يضرُّ الشمسَ شيءٌ
أقزَمٌ تبَّتْ يداه

حارِبوه يا عِدَاهُ
كلُّنا اليومَ فداه

واسمَعوا نبضَ قلوبٍ
يبلُغُ الكونَ صداه


يقول الله جل الله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]، وقال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].

يا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، تعلَّم قبل أن تتكلَّم؛ فلو قرأتَ القرآن لعرفتَ قدره، ولو قرأتَ السيرةَ لأدركتَ مكانته.
فلا يُسيء إلى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا مَن لا يعرِفُ قدرَه ومكانتَه.

كيف تُسيء إليه وهو أفضل خَلْق الله أجمعين؟
هو الحبيبُ الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، ورباه فأحسن تربيته؛ فهو أحسن الناس خُلقًا، وأسَدُّهم قولًا، وأمثلهم طريقةً، وأصدقهم خبَرًا، وأعدلهم حُكمًا، وأطهرهم سريرة، وأنقاهم سيرة، وأفضلهم سجيَّة، وأجودهم يدًا، وأسمحهم خاطرًا، وأصفاهم صدرًا، وأتقاهم لربِّه، وأخشاهم لمولاه، وخيرُهم نفسًا ونسَبًا، وخُلقًا ودِينًا.

هو الحبيب الذي ثبت الله قلبَه فلا يزيغ، وسدَّد كلامه فلا يجهل، وحفِظ عينَه فلا تخون، وحصَّن لسانه فلا يزِلُّ، ورعى دِينه فلا يضِلُّ، وتولى أمره فلا يضيع؛ فهو محفوظٌ مبارَكٌ ميمونٌ.

هو الحبيب الذي عُصِم من الضلالة والغَواية؛ ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: 2]،وحُفِظ من الهوى؛ ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3]؛ فكلامُه شريعة، ولفظُه دِين، وسنَّته وحي؛ ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4].
سجاياه طاهرة، وطبيعتُه فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة؛ ﴿ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل: 79].
أصلَح الله قلبه، وأنار له دربه، وغفَر له ذنبه؛ ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 2].
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هو المصلِحُ الذي عمَر اللهُ به القلوب، وأسعَد به الشعوب، وأعتَق به الرقابَ مِن عبودية الطاغوت، وحرَّر به الإنسانَ مِن رقِّ الوثنية، ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

فيا مَن تُسيء إلى الحبيب، هل مِن العدل أن تُسيءَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب أخطاءٍ يقع فيها بعضُ مَن أساء فَهْمَ طريقِه وسنَّتِه وشريعته؟!

إن كنتَ عاقلًا منصِفًا، فتعرَّف على الحبيب المصطفى من خلال كتاب الله، وسنَّة الحبيب وسيرته، وإن كنت عاقلًا، فتعرَّف على الإسلام وجمالِه وعظَمته، من خلال القرآن والسنَّة الصحيحة والسيرة العطرة.

أما أن تحكُمَ على رسول الله أو على دينه من خلال أفعال المنتسبين إليه، فذلك حَيْفٌ وجهلٌ وضلالة..

يا مَن تُسيءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أتُسيءُ إلى الحبيب وقد قال الله عنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
فهو رحمةٌ للإنسان؛ إذ علَّمه الرحمنُ، وسكب في قلبه نورَ الإيمان، ودلَّه على طريق الجِنان..

هو رحمةٌ للشيخ الكبير؛ إذ سهَّل له العبادة، وأرشده لحسن الخاتمة، وأيقظه لتدارُكِ العُمُر، واغتنام بقية الأيام..

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]