ولا تقل لهما أف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302178 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1515 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 26 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331758 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-01-2021, 05:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي ولا تقل لهما أف

ولا تقل لهما أف


الشيخ : عبدالله بن عياش هاشم




عناصر الخطبة

1/ تعظيم الله لبر الوالدين 2/ صور بر الأبناء لوالديهم 3/ فضل التبكير لصلاة الجمعة


اقتباسفالبر بالوالدين، والإحسان إليهما، وإكرامهما، واجب على كلِّ ابن لهما، بل حتى إن كانا يأمران ولدهما بالمعصية وبالكفر أو الشرك، ويجاهدانه على ذلك، فإنه لا يطيعهما في المعصية والكفر والشرك، لأنه “لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف”، ومع ذلك عليه أن يحسن إليهما وكرمهما، وأن يرحمهما ويرأف بهما، ويحنوا عليهما، ويصلهما مع النصح لهما، ودعوتهما للإسلام، وأن يدعو لهما بالهداية إلى طريق الحق والنور، وأن يَمُنَّ الله عليهما برحمته فيسلما.











الخطبة الأولى:


الحمد لله…

أما بعد:

فإنا نقرأ في كتاب الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:23–24].

لاحظ -أخي الحبيب- وتدبّر كيف قرن الله تعالى في الآيات بين الأمر بعبادته -جل وعلا- والنهي عن الشرك به -عزّ وجل-، وبين الأمر بالإحسان للوالدين، وقال -جلَّ في علاه- في سورة البقرة: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [البقرة:83].

وفي سورة النساء يقول -عز وجل-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [النساء:36].

وفي سورة الأنعام يقول ربنا الرحمن: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الأنعام:151].

تدبر -يا عبد الله- في أمره -عزّ وجل- بالإحسان إلى الأبوين، فقال تعالى في سورة الأحقاف: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً) [الأحقاف:15].

فيجب على المسلم الإحسان لوالديه وإكرامهما، وإسعادهما، وتفقد شؤونهما، والتلطف لهما، والصبر عليهما، قال تعالى في سورة لقمان: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:14–15].

فالبر بالوالدين، والإحسان إليهما، وإكرامهما، واجب على كلِّ ابن لهما، بل حتى إن كانا يأمران ولدهما بالمعصية وبالكفر أو الشرك، ويجاهدانه على ذلك، فإنه لا يطيعهما في المعصية والكفر والشرك، لأنه "لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف"، ومع ذلك عليه أن يحسن إليهما وكرمهما، وأن يرحمهما ويرأف بهما، ويحنو عليهما، ويصلهما مع النصح لهما، ودعوتهما للإسلام، وأن يدعو لهما بالهداية إلى طريق الحق والنور، وأن يَمُنَّ الله عليهما برحمته فيسلما.

وفي الصحيحين من حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنهما-، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ: أَفَأَصِلُ أُمِّي؟! قَالَ: "نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ".

وتدبر -أخي الحبيب- كيف نهى الله تعالى عن مقابلتهما بأدنى ما يدل علي الضجر والسآمة، أو تظهر فيه أدنى درجات الإساءة إليهما، من قول بعيد عن حسن الأدب، أو فعل لا يليق من الولد لوالدين، ولا أن يرتفع الصوت بحضرتهما، فقال تعالى: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء:23]، خاصة في حال كبر سنِّهما، وضعف أبدانِهما، واعتلالِ صِحَّتهما.

فبرُّ الوالدين ينبغي أَن يكون في أَجمل وأبهى حلله، فإنه بعضُ الوفاءِ لِفضلِهما: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) [الرحمن:60]، فإنه ليس من كريم الشيم أَن يعق الولد أبويه، فيقابل الحسنة بالسيئة، والنعم والفضل بالجحود والكفران، والعناية بالترك والإهمال، إن في هذا لَبَوَارًا وخسرانًا في الدنيا، وغضبًا من الله وحرمانًا من رضوانه في الآخرة.

تدبّر -يا مسلم- قول ربك: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ) [الإسراء:24]، فإن حق الوالدين لا يقف عند إخفاء الضَّجَر، والبُعد عن الانتهار والزجر، ولا عند الإحسان بالقول الطَّيِّب واللَّفظ اللَّين، بل يجب أن يبسط لهما ولدهما من نفسه، ما يُظْهِرُ لهما خضوعه وذُلَّه بين يديهما بحيث لا يشُوبُه تَكَلُّف ولا تَصَنُّع ولا رياءٌ، ولا تخالطه رائحةُ استعلاءٍ أو يُشَمُّ منه أَثَرُ كِبْر أو مَنّ، بل يكون ذلك عن رحمة لمن أسْدَى إِليك معروفًا وقدَّم إِليك برًّا وإحساناً ورعاية.

ثم لا يقف الأمر عند هذا، بل يتوجه الولد إِلى الله بقلب ضارع تَقِيٍّ أن يرحمهما الله برحمته الواسعة في الدنيا والآخرة، فيصلهما بره ولا ينقطع عملهما حتى بعد وفاتهما، وهذا الدعاءُ جزاءُ تربيتهما له، ورحمتهما به: (وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24].

وفي أمر الله الولد أَن يدعو لوالديه بالرحمة مع قيامه ببرهما والإِحسان إليهما، ما يشير إلى أن الولد مهما بَذَلَ وأَعْطَى وأَحسَنَ إِلى والِدِيْه فلا يستطيعُ أَن يُوَفِّيَهُما حَقَّهما، وأَنه لا يَفِي بذلك الحق سوى الله تعالى، فلذلك يدعوه سبحانه ليَجْبُرَ عنه النَّقْص في برهما.


الخطبة الثانية:


الحمد لله…


أما بعد:

فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَقَفَتِ المَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ المُهَجِّرِ -يعني المبكِّر- كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".

وفي صحيح مسلم قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ".

فالمتأخرون يحرمون أنفسهم من التسجيل في سجلات الملائكة، يحرمون كثيراً من الأجور والفضائل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.77 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]