الغيرة الغيرة يا أمة محمد! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 129 - عددالزوار : 1152 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 21818 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 20434 )           »          حياة البرزخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          مذاهب العلماء في نفقة الزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الغُمة الشعورية الكئيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          التفسير بالعموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          فشكر الله له فغفر له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          وتعاونوا على البر والتقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-03-2021, 12:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي الغيرة الغيرة يا أمة محمد!

الغيرة الغيرة يا أمة محمد!


عبدالله بن عبده نعمان العواضي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


أيها المسلمون، إن الأخلاق الكريمة مقياس تُعرف به سلامة المجتمعات من الفساد، ونقاؤها من أسباب الكوارث والهلاك، وطهارتها من نزول الخبث والدنس بين أفرادها. وبتلك الأخلاق النقية يَشرُف أهلها بين الناس، ويعلو قدرهم ويكثر الثناء عليهم.


إن تلك الأخلاق الحميدة تحمل النفس على الأنفة والسمو والشهامة والشرف والعزة والنخوة والمروءة، فتتحلى النفس حينها بأحسن الصفات الإنسانية وتعمل أفضل الأعمال، وتتخلى عن سيئ الخِلال وتجتنب قبيح الفعال.


لقد كان لدى العرب في الجاهلية أخلاق حسنة، وشمائل كريمة فُطروا عليها وتربوا على التمسك بها وتواصوا على حفظها، حتى تجذرت فيهم ورسخت جذورها في أقوالهم وأعمالهم.


ومن تلك الأخلاق الكريمة: خُلق الغيرة على الحرمات والحمية على المرأة؛ فإنهم قد بلغوا في ذلك الخلق الكريم مبلغًا عظيمًا، وحكت مواقفهم وأشعارهم تلك الغيرة الشديدة على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وأمهاتهم وجاراتهم ونساء قومهم، وتعددت صور غيرتهم عليهن: من سترهن والمحافظة عليهن، والدفاع عنهن وبذل النفس في حمايتهن وإطلاقهن من أسر العدو لو أُسرن، ولو أدى ذلك إلى الهلاك.


بل وصلت غيرة بعضهم إلى حد غير مقبول شرعًا وعطفًا ألا وهو الإقدام على وأد البنات؛ خشية العار[2].
قال بعض المفسرين عند قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴾ [الفتح: 11].
"ولعل ذكر الأهل بعد الأموال من باب الترقي؛ لأن حفظ الأهل عند ذوي الغيرة أهم من حفظ الأموال"[3].


وقال بعضهم أيضًا: "كانت العرب تخرج إلى الحرب بظعنهم وأموالهم؛ ليبعثهم الذب عن الحرم والغيرة على الحرم على بذل تجهيداتهم في القتال أن لا يتركوا وراءهم ما يحدثون أنفسهم بالانحياز إليه، فيجمع ذلك قلوبهم، ويضبط هممهم، ويوطن نفوسهم على أن لا يبرحوا مواطئهم، ولا يخلو مراكزهم، ويبذلوا منتهى نجدتهم، وقصارى شدتهم"[4].


فلما جاء الإسلام زاد الغيرة على المحارم اعتناء واهتمامًا وضبطها لتكون في مسارها الصحيح فنهى عن الصور التي تخرج بها عما جاء به من العدل والرحمة وحسن الظن.


وقد بقي المسلمون بعد ذلك جيلاً بعد جيل يحافظون على خلق الغيرة بينهم وهو يحافظ على عزهم وشرفهم حتى وفدت على الناس مدنيةُ هذا العصر التي عملت معاولها على تحطيم جدار الغيرة على الأعراض والحمية على الحُرَم، ونادت أبواقها بالانعتاق عن الماضي الذي يمثل لديها الرجعية والجهل، وضرورة مواكبة العصر الحاضر بالدعوة إلى خروج النساء متبرجات سافرات ومشاركة الرجال ومخالطتهم فيما هم فيه. ومن هناك بدأ ماء الحياء بالنضوب، وقوة الغيرة بالضعف شيئًا فشيئًا، إلا من حماه الله تعالى بتمسكه بدينه وإيمانه، وأخذه بمبادئ العادات القبلية الحميدة، والأعراف المجتمعية السديدة.


إن مقود الحضارة المعاصرة اليوم بيد غير المسلمين وهم يديرونه إلى حيث شاؤوا، وأمتنا اليوم حينما أضحت ترزح تحت وطأة الهزيمة والانبهار بما عليه الغرب من تقدم وتطور حياتي؛ راحت تحاكي أولئك القوم في أساليب حياتهم وأفانين عيشهم، ومن المعلوم أن الغيرة لدى أصحاب تلك الحضارة ضعيفة وحميتهم على الأعراض قليلة والواقع يشهد بذلك. ومع ذلك قلد بعض المسلمين - وللأسف - أولئك الكافرين في قلة غيرتهم وضعف حميتهم، ونسوا أخلاق آبائهم وأجدادهم من الحياء والنخوة والغيرة والعزة!


ونحن في هذا المجتمع المحافظ على أخلاقه وعاداته الحميدة لم نسلم من حملة تذويب الغيرة ووأد الحمية؛ فقد بدأ الداء يتسع، والمؤامرة على هدم أبنية الفضيلة تزداد.
فلا بد علينا إزاء ذلك أن نتناصح قبل استفحال الداء، وندّرع بالحياء والغيرة قبل الندم والمأثمة.


أيها المسلمون، إن الغيرة تعني الغضب من أن يصل إلى حرمات الإنسان رجل أجنبي، أو تزيغ إليهن عينه أو أذاه، وتعني أن لا يرضى المرء بخروج امرأة من نسائه سافرة عن مفاتنها فيراها الناس وتمتد إليها أبصارهم وتتعلق بها قلوبهم.


فالرجل الكامل الغيور يأبى أيما إباء أن يتطلع الرجال إلى وجوه نسائه فضلاً عما فوق ذلك من المفاتن، ذكر ابن الجوزي قصة وقعت عند قاضٍ بالري سنة ست وثمانين حيث: " ادعى ولي امرأة على زوجها خمسمائة دينار مهراً، فأنكر، فقال القاضي: شهودكِ، قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة؛ ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهى مسفرة-يعني: كاشفة وجهها- لتصح عندهم معرفتها، فقال الزوج: فإني أُشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذى تدعيه ولا تسفر عن وجهها، فأخبرت المرأة بما كان من زوجها فقالت: فإني أشهد القاضي أن قد وهبته هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة. فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الاخلاق"[5].


عباد الله، إن الغيرة في الإسلام خلق فاضل يتكون من أخلاق فاضلة أخرى، فيكون هو نتيجتها وثمرتها، فمن كان أكمل غيرة محمودة مع حرماته كان أكمل غيرة مع حرمات غيره. قال بعض أهل العلم: " الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل؛ لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره، وأن يتعدى غيره على حرمته. ومن كانت النجدة له طبعاً حدثت فيه عزة، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام"[6].


فتكون الغيرة بذلك خصلة ذات أهمية كبيرة، وما كان ذات أهمية كبيرة فإنه يستدعي الحرص عليه والسعي إلى زيادته وحمايته.
ومما يدل على الأهمية أيضًا: أن الغيرة من صفات المؤمنين الكاملين، ومن لا غيرة له لا إيمان له.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وَغَيْرَةُ الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه)[7]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يغار والله أشد غَيْرًا)[8].


فالإيمان يحمل صاحبه على أن يكون غيوراً لا يرضى بالسوء في دينه ولا في حرماته؛ وذلك أن" أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب، فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح، فلا يبقى عندها دفع البتة، ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلاً ولم يجد دافعًا فتمكن فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي الجاموس - أي: قرونها - التي تدفع بها عن نفسه وعن ولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه" [9].


ومما يبين أهمية الغيرة أيضًا: أن الغيرة صفة من صفات الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)[10].
وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أمة محمد، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني)[11].


" فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته، ومن وافق الله في صفه من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه، وأدخلته على ربه، وأدنته منه، وقربته من رحمته، وصيرته محبوباً له؛ فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حيي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر"[12].


ومما يدل على أهمية الغيرة كذلك: أنها صفة سامية من صفات الرجال الشرفاء، الكُمَّل الأعزاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه: (دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصراً فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك، فبكى عمر وقال: أيْ رسولَ الله أوَ عليك يغار)[13].


وعن المغيرة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (تعجبون من غيرة سعد! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)[14]. وفي رواية: (قالوا: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة له قط، فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته"[15]. " فأخبر صلى الله عليه وسلم بأن سعداً غيور، وأنه أغير منه، وأن الله أغير منه صلى الله عليه وسلم، وأنه من أجل ذلك حرم الفواحش، فهذا تفسير لمعنى غيرة الله تعالى أي: أنها منعه سبحانه وتعالى الناس من الفواحش[16].


قال ابن القيم: "الغيرة حرارة القلب وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم قدراً وهمة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه"[17].


وذكر الإمام مالك في موطئه قصة فتى من الأنصار كان حديث عهد بعرس، فخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى أهله، فلما رجع وجد زوجته على باب منزله، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها وأدركته غيرة - يعني - حينما رآها خارج البيت على الباب- فقالت: لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك، فدخل فإذا هو بحية منطوية على فراشه...[18]. قال بعض أهل العلم: " ولعمري إن الغيرة لتوجدُ في الحيوان بالخلقة، فكيف وقد أكدتها عندنا الشريعة؟! وما بعد هذا مصاب"[19].


يذكر أن رجلاً يقال له: الأشجعي بلغ من فرط غيرته أنه منع زوجته الحج خشية رؤيتها الناس، وهذا وإن كان غير مقبول، لكنه يدل على مبلغ غيرته على زوجته. فإنه لما حج بامرأته نظر إلى الناس يوم التروية فهاله كثرتهم فقال: إن رجلاً يُدخل امرأته وسط هؤلاء لمجنون! وضرب وجه راحلته وعاد ولم يحج وقال:
وليس بحرٍّ من يوسِّط زوجةً
له بين أهل الموسم المتقصدِ

وفيهم رجالٌ كالبدور وجوهُهم
فمِن بين ذي طرفٍ كثيرٍ وأمردِ[20]




أيها الغيارى الكرام، إن حرص أعداء الفضيلة، واستمرارهم في محاربتها بشتى أنواع الأسلحة قد وصل إلى غاية من الغايات التي يرجونها في المجتمعات المسلمة؛ فقد ظهر ضعف الغيرة بين بعض هذه الأمة اليوم في صور شتى، منها:
سماح بعض الرجال بخروج المرأة من البيت ومخالطتها الرجالَ في الدراسة والوظيفة وأماكن العمل.


ومنها: إذن بعض أولياء الأمور لبناتهم بكشف وجوههن أمام الأجانب، وفي بعض البلاد بكشفهن سوقهن وشعورهن وسواعدهن وغير ذلك.


ومنها: عدم إنكار بعض الأولياء والأزواج على زوجاتهم وبناتهم لبس العبايات غير الساترة؛ كالضيقة والرقيقة والشفافة والمزخرفة والمزينة.


ومنها: السماح للنساء بمشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني ومتابعة البرامج التي تخدش الحياء وتعرض العورات وتثير الغرائز.


يذكر" أن الحطيئة أقحمته السنة فنزل ببني مقلد بن يربوع، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: إنِ هذا الرجل لا يسلم أحد من لسانه، فتعالوا حتى نسأله عما يحب فنفعله وعما يكره فنجتنبه، فأتوه فقالوا له: يا أبا مليكة، إنك اخترتنا على سائر العرب ووجب حقك علينا، فمُرنا بما تحب أن نفعله، وبما تحب أن ننتهي عنه، فقال: لا تكثروا زيارتي فتملوني، ولا تقطعوها فتوحشوني، ولا تجعلوا فناء بيتي مجلسًا لكم، ولا تُسمعوا بناتي غناء شُبانكم؛ فإن الغناء رقيةُ الزنا. فأقام عندهم وجمع كل رجل منهم ولده وقال: لأمكم الطلاق لئن تغنى أحد منكم والحطيئة مقيم بين أظهرنا لأضربنه ضربة بسيفي، فلم يزل مقيمًا فيما يرضى حتى انجلت عنه السنة فارتحل وهو يقول:
جاورتُ آلَ مُقَلِّدٍ فَحمِدتُهم
إذ ليس كلُّ أخي جِوارٍ يُحْمَدُ

أيامَ مَنْ يُرِد الصنيعةَ يَصْطنعْ
فينا ومن يُرِد الزَّهادةَ يَزْهَد[21]


ومنها: ترك الحبل على الغارب في استعمال الزوجات والبنات للجوال عبر خدماته المختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح المواقع واليتويوب وغيرها من المسميات.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 125.95 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]