|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
![]() وَأَطْبَقُوا فَوْقَهُمْ كَالْجِنِّ قَدْ مَلَؤُوا ويقصر شاعرنا المقطع الأخير في قُرابة ستة عشر بيتًا على رثاء دُداييف - يرحمه الله - ويبشِّره بجنَّات الخلد إن كان قلبه وعمله خالصًا لله، وهذه سُنَنُ الله في الذين خلَوْا من قبل، ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً، ولا تحويلاً:![]() كُلَّ الْمَسَالِكِ مِنْ وَادٍ وَمِنْ جَبَلِ ![]() يَسْتَقْبِلُونَ جِنَان الْخُلْدِ فَانْفَرَجَتْ ![]() أَبْوَابُهَا فَرَحًا بِالْمُؤْمِنِ الْبَطَلِ ![]() وَخَلَّفُوا جُثَثَ الْكُفَّارِ هَاوِيَةً ![]() إِلَى الْجَحِيمِ عَلَى وَقْدٍ وَفِي شُعَلِ ![]() للهِ دَرُّ دُدَايِيفٍ وَعُصْبَتِهِ ![]() تَحَصَّنُوا بِدُرُوعِ الْحَقِّ وَالْعِلَلِ ![]() هِيَ الْحَضَارَةُ يَبْنِيهَا غَطَارِفَةٌ ![]() مِنْ فَارِسٍ صَادِقٍ للهِ أَوْ نَبَلِ ![]() للهِ دَرُّ دُدَايِيفٍ وَقَدْ رَصَدَتْ ![]() أَعْدَاؤُهُ خَطْوَهُ رَصْدًا عَلَى وَجَلِ ![]() رَمَوْكَ مِنْ مُحْكَمِ الصَّارُوخِ وَاسْتَتَرُوا ![]() سَتْرَ الْجَبَانِ وَسَتْرَ الْعَاجِزِ الوَكِلِ ![]() تَفَجَّرَ الدَّمُ فَاهْنَأْ مِنْ بَشَائِرِهِ ![]() وَانْظُرْ إِلَى الْأُفْقِ تُشْرِقْ زَهْوَةُ الْأَمَلِ ![]() فَاهْنَأْ أَمَامَكَ جَنَّاتٌ مَنَائِرُهَا ![]() لِلْعَائِدِينَ بِصِدْقِ الْقَلْبِ وَالْعَمَلِ ![]() وهنا يقف الشاعر على بعض التفاصيل التي تُصَوِّر الملحمة تصويرًا يُهِيج النفس، ويُحَرِّك مشاعرها النائمة، بل ويحيي العواطف المُتهالِكة، فهو يَعِيش مع الحدث، أو يُحاوِل أن يكون داخِلَه، فيكون البث المباشر، وحرارة الدم لم تزل مُتوَهِّجة، فتزداد حرارة القصيدة، وتبدو الملحمة والدم يَقطُر من حروفها، فتتحرَّك الدماء في العروق؛ ليُصبِح للملحمة الشعريَّة ارتباطها الحقيقي بالملحمة التاريخية، التي أرادَهَا في التأصيل لمعنى الملحمة، وتَزداد القصيدة بَهاءً حين يُحافِظ الشاعر على التزامِه بهذه الشريعة السمحة، التي أنزَلَها الله لتكون شرعته في الأرض، ولا يَقبَل غيرَها من عباده: ï´؟ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾ [آل عمران: 85]. الفصل الرابع - دم الجزائر فوَّار بساحتها: وهذه الفقرة الشعرية من ملحمة الشاعر جاءَتْ على بحر البسيط، وقافية الميم المضمومة، مصرعة المطلع: اصْمُتْ فَمَا عَادَ يُجْدِي عِنْدَهُ الْكَلِمُ ![]() وَلَسْتُ أَدْرِي عَمًى أَعْمَاهُ أَمْ صَمَمُ ![]() كيف لا يقف الشاعر عند أحداث الجزائر، وقد صارت ملحمتها بيد أبنائها، وارتفعَتْ ألهِبَتُها، وطاوَلَت السحاب، والمسلمون يُذبَحون رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخًا، ومَلأَتْ دماؤهم الساحات، وذاقَ الناس هناك مَرارَة الفواجع تَتْرَى في ديارهم، ففَقَدَ الأب أولاده، والزوج زوجه، والابن والديه، والجار جاره، والصاحب صاحبه، وتخلخلت الثقة بين الناس، وصارت المذابح في كلِّ ناحية، أهوال مُرَوِّعة، بعد أن كانت مَوْئِلاً للإخوة والأقارب والأباعد، وسادَهَا الحبُّ ولَذَّة العيش، واطمِئنان الإيمان... ويَتساءَل الشاعر عن مضرم هذه الفتنة المُرَوِّعة من الإجرام الأسود، ويُؤكِّد أنه ما كان إلا من الشياطين التي تدور برأسها الأطماع والنهم: مَنْ أَضْرَمَ النَّارَ مَنْ غَذَّى اللَّهِيبَ بِهَا ![]() فَعَمَّ مِنْ وَقْدِهَا الْإِجْرَامُ وَالضَّرَمُ ![]() وَمَنْ رَمَى الْفِتْنَةَ السَّوْدَاءَ فَانْطَلَقَتْ ![]() مِنْهَا الفَوَاجِعُ وَالشَّحْنَاءُ وَالْأَضَمُ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |