|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
واجبات المعلم تجاه طلابه د. طه فارس أولاً: الحِرْصُ على مَصْلَحة الطُّلاب: إنَّ نجاح المُعلِّم وتميُّزَه يُقاس بقدر الفائدة والنَّفع الذي يُحقِّقه في طلابه، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن يكون حَرِيصاً على نفع طلابه وإفادتهم في مجال تَخَصُّصه، فلا يبخل عليهم بمعلومة تنفعهم، ولا يتوانى ببذل جَهد يُحَسِّنُ من مُخْرَجات التَّعلِيم والتَّعلُم لديهم. ثانياً: التَّشجِيعُ المُستَمِرُ للتَّعلُّم: تختلف الظروفُ الاجتماعية والثَّقافية والمَادية التي يعيشها الطُّلاب، فبعضُهم يَلقون دَعمَاً اجتماعيَّاً ومعنويَّاً وماديَّاً من قِبَلِ أهليهم وذويهم لِمَواصلة التَّعلُم، والبعض الآخر قد لا يلقى ذلك لأسباب متعددة، قد تكون اجتماعيةٌ كانفصال الأبوين أو ضَعف الرَّوابط الأُسرية، أو ثقافيةٌ كجهل الوالدين والبيئة المحيطة، أو ماديَّةٌ كفقر الأُسرة وانشغالها بتأمين لُقمَة العَيْش، ففي مثل هذه الظروف ينبغي على المُعلِّم أن يُمَارس دورَهُ التَّربوي في تشجيع هؤلاء الطُّلاب لمواصلة التعلم، من خلال التَّوجيه والدَّعم المعنوي، أو الماديِّ من خلاله أو من خلال أصحاب الخير والمعروف. ثالثاً: التَّنويعُ في أساليب التَّعلِيم: إنَّ التزام المُعلِّم بطريقة واحدة في التَّدريس يؤدي إلى ملل وسآمة الطلاب؛ لأنَّ النفوس تُحب التنويع والتلوين، فلذلك ينبغي على المعلِّم أن ينوِّع ويلوِّن في أساليب التَّعلِيم، فيتنقل في أسلوبه من التقرير والإلقاء، إلى التفاعل والحوار، ثم إلى القصص والأمثال التي تُثبِّت المَعلومة وتقربُهَا، ثمَّ إلى المُمَارَسة والتَّكرار. ولا بُدَّ من التَّأكيد على أنَّ سلوك المُعلِّم لأسلوب التعلِيم التَّفَاعلي الذي يكون للطالب فيه دورٌ إيجابي في الوصول إلى المعلومة أولى وأفضل بكثير من أسلوب التقرير والإلقاء، حيث يقتصر دورُ الطَّالب في أسلوب التقرير والإلقاء على التلقي السلبي الذي لا يُنَمِّي في الطالب مهاراتِ التَّعلُم الكافية. كما أنَّ استعمالَ الوسائل التَّعليمية المساعدة يندرج تحت التنويع في أساليب التعلِيم، التي من شأنها أن تُحَسِّنَ من أداء المعلِّم، وتُسَهِّلَ في إيصال المعلُومة إلى عقول الطلبة، وذلك كاستخدام السَّبُّورة بأنواعها، أو اللوحاتِ التَّوضيحيَّة، والمُجَسَّمَات، أو برامجِ العروض التقديمية في الحاسب الآلي، أو غير ذلك. رابعاً: إذكاءُ حُبِّ القِرَاءة والمطالعةِ والبَحثِ العلميِّ في الطلاب: إنَّ من أفضل ما يمكنُ أن يَغرِسه المُعلِّم في نفوس الطَّلبة هو حُبُّ القِرَاءة والبَحث العلميِّ، وهذا ما يُسَمَّى بتعليم المُتَعلِم كيفيةَ التَّعلُّم، فالمُعلِّم لن يبقى مع الطالب في كلِّ أوقاته، كما أنَّ الطالب لن يبقى مع معلِّمه في كلِّ الأوقات، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن ينمِّيَ في طلابه حُبَّ القراءة والمطالعة، ويرشدَهُم إلى ما يقرؤون وما يطالعون، ويشجعَهم كذلك على اقتناء الكُتب، والمَجَلاَّت العِلميَّة الهادفة، ويقيم بينهم المسابقات التي تجعلهم يتنافسون في الإكثار من القراءة والمطالعة[1]. خامساً: تنميَةُ المَوَاهِبِ والإبداعات الكَامِنَة في الطُّلاب: بِذْرَة الإبداع موجودةٌ كامنةٌ عندَ أكثر الطَّلبة، والفَرق بين الطالب المُبدع وغيره: أنَّ الأوَّل تَوَفَّرَت له الظروفُ المُوَاتية لِنُموِّ إبداعه وظهوره، والآخرُ لم تتوفَّر له هذه الظروف، فلذلك ينبغي على المُعلِّم ـ إن آنسَ من بعض طلابه تميزاً ـ أن يسعى لتنمية إبداعاتِهم ومواهبَهم بالتَّشجيع والتَّواصل المُسْتمر، كما ينبغي عليه أن يُطلِعَ إدارةَ الهيئة التَّعليميَّة التي يعمل لديها على ذلك؛ لتبذلَ ما بوسعها لِرِعَاية هؤلاء الطلبة والاعتناء بهم، مع ضرورة إبلاغ أولياء أمور الطلبة بذلك؛ ليمارِسوا دَوراً إيجابياً فاعلاً في تنميّةِ المَوَاهب والإبداعات عند أبنائهم. سادساً: إحسانُ التَّعاملِ مع الطَّلبةِ حسبَ الفئاتِ العُمْرِية: تَختلف مُتَطلباتُ التَّعاملِ معَ الطَّلبة حسبَ المَرَاحلِ الدِّراسيَّة والفِئات العُمرية التي ينتمون إليها، فكلُّ مرحلة عُمْرِية لها أسلوبٌ يختلف عن غيرها من المراحل؛ وذلك لاختلاف المُقتَضيَاتِ العقليَّة والنَّفسيَّة لكلِّ مَرْحَلة. ولذلك ينبغي على المُعلِّم أن يُتقِنَ التَّعاملَ معَ الطلبة وَفقَ مُتطلباتِ المرحلة العمرية التي ينتمون إليها، وهذا يَستدعي منه أن يكون على علمٍ ودِرَايَةٍ بما يُسمَّى في عِلم التَّربية بـ: (علم نفس الطفولة والمراهقة). سابعاً: الصبرُ على تعليم الطَّلاب وإفهامِهِم: المُعلِّم مُربٍّ للأجيال فلذلك ينبغي عليه أن يَصبرَ على تعليم الطُّلاب وإفهامهم، ولا يتذمَّرَ من إعادة الشرح والبيان إذا طُلِبَ منه، ولا يُبدِي كذلك انزعاجَهُ إن عَبَّرَ الطَّلبةُ عن عدم فهمِهم، ويّحذّرُ من وصفِهِم بالبَلادة وعدمِ الفَهم، بل عليه أن ينوِّع أساليبَ الشرح ويَتَنَزَّل في أسلوبه حتى يفهمَه الطَّلبةُ، ويستعين بضرب الأمثلة على ذلك. والمُعلِّم النَّاجح هو ذلك الذي يُكَلِّم طلابَه على قَدرِ فهمِهم ومستوى عقولهم، ولا يَطرح عليهم ما لا يستطيعون فهمَهُ؛ لأنَّ ذلك قد ينفِّرُهم من التَّعلُم، أو يُثِيرُ في أنفسهم الإنكارَ لتفاوت المِعيَار، وليس كلُّ ما يُعلم يُقال[2]. ثامناً: صحة المعلومات التي تطرح على الطلاب: المُعلِّم مُؤْتَمن على عقول ومشاعر أبناء المُسْلمين، فلا يَجُوز له أن يُلقي عليهم معلومةً ما إلا بَعدَ أن يتأكَّد من صِحتهَا. ولا بُدَّ للمُعلِّم من استحضَارِ واستشعار مسؤوليتَه أمامَ اللهِ تعالى عن كلِّ كَلِمَة يقولُها، ممَّا يدفعُه لِتَحرِّي الحَقَّ والصَّواب، والابتعادَ عمَّا سِواهُمَا[3]. أمَّا إن استهتر المُعلِّم بعقول الطَّلبة وكَثُرَتْ أخطاؤه العلميَّة أمامَهم، فليَعلَم أن ثِقَة الطُّلاب ستضعف به، وتضعف معها الاستفادة منه. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |