|
|||||||
| ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
|
كالماءِ يَسْتُرُه بقاعِ طُحْلُبُ ![]() فَتَراه بَيْنَ خِلالهِ كالزئبقِ ![]() كالحيةِ الرّقْشَاءِ إلا أَنَّه ![]() لا يَبْرأ الملسوعُ منه إذا رُقِيِ ![]() كالزَّهْرِ إلا أنّه لَمْ يَبْتَسِم ![]() إِلا لِغُصْنٍ ذَابِل لَمْ يُورَقِ ![]() كتبَسُّمِ الزِّنْجِيِّ إِلا أنّه ![]() يُبْكي العُيُون بِدَمْعِها المترَقْرقِ ![]() وكذا البياضَ قذى العُيُونِ ولا ترى ![]() لِلْعينِ أنكى مِنْ بَيَاضِ المَفْرِقِ [91] ![]() ما للغواني وَهْوَلون خُدُودها ![]() يَجْزَعْن من لألائه المُتَأَلِّقِ ![]() أو خلنه لمع السيوفِ وَمَنْ يَشِمْ ![]() لمْعَ السُّيوفِ على المفارقِ يَفْرِقِ ![]() هُو ليسَ ذاكَ ولا الذي أنكرته ![]() نُكرًا فَخَفْ ما خِفْنَ مِنْهُ واتّقِ ![]() دَاءٌ يَعِزُّ عَنِ الطّبيبِ دَوَاؤُهُ ![]() ويضيع خُسْرًا فِيه مَالُ المُنْفقِ ![]() لكنَّهُ، والحقُّ أَصْدقُ مِقوَلٍ ![]() شَيْنُ المسيءِ الفعلِ زَيْنُ المُتَّقيِ ![]() دعا الشاعر إلى تقدير الشيب، وأداء حقوقه، ثم سبح بخياله في صنع الله، فاستخرج له أكثر من شبيه، وتشبيه، فشبهه بالبرق المروع بسوطه الدجى، وبالفجر المرسل في الظلام خيطه، ليحوك ثوب ضيائه بالمشرق، وهذه استعارة مكنية، وبالماء الذي يستره ويغطيه الطحلب، حتى بدا كالزئبق وبالحية الرقشاء التي لا يبرأ الملسوع منها بالرقية - وفي هذا بيان بملازمة الشيب للمرء إلى الموت - وبالزهر المبتسم لذبول الغصن ووهنه، وبتسم الزنجي - مبينا ظهور بياض الأسنان بين سمرة الوجه - غير أن تبسم الشيب يبكي العيون بدمعها الغزير. ثم أخذ في تصوير حال الغواني حيال المشيب، من بكاء، وجزع منه، وإنكار له، متجاهلات أن هذا البياض هو لون خدودها، والواجب على المرء مراعاة حقوقه، فهو داء يعجز الأساة عن دوائه. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |