| 
 | |||||||
| ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية | 
|  | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
 
#1  
 | ||||
| 
 | ||||
|  مفهوم الغرض الشعري مفهوم الغرض الشعري المصطفى المرابط عندما كان الشاعر الجاهلي يهمُّ بنظم قصيدة شعرية، كان يرمي من وراء قوله إلى غاية يسعى إلى تحقيقها، وهدف يتطلع إلى وصوله، ومقصد يتغيَّا نيله وبلوغه، فهو وقبل أن يلقي بالكلام في الأسماع كان يحمل رسالة وموضوعًا وغرضًا يصبو إليه؛ لذلك أثار نقاد الشعر العربي، قديمهم وحديثهم، إشكالية الغرض الشعري، عالجوها وقلبوها على أوجهها المتعددة، وربطوها بموضوعات الشعر، وحاولوا حصرها. وقبل أن نعرض في هذا الفصل لأهم آراء النقاد القدامى حول قضية الغرض الشعري لا بد من تعريج لغوي حول مفهوم الغرض. الغرض في اللغة: يأتي الغرض في اللغة بمعنى الهدف والقصد والحاجة، جاء في قاموس لسان العرب: والغرض هو الهدف الذي ينصب فيرمى فيه، والجمع أغراض، وفي حديث الدجال: ((أنه يدعو شابًّا ممتلئًا شبابًا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض))، الغرض ها هنا: الهدف. وغرضه كذا؛ أي: حاجته وبُغيته، وفهمت غرضك؛ أي: قصدك، واغترض الشيء؛ أي: جعله غرضه[1]. أما في القاموس المحيط للفيرزابادي: الغَرَضَة محركة: هدف يرمى فيه، جمعه: أغراض[2]. وفي مختار الصحاح للعلامة الرازي نلفي ذات المعنى اللغوي للكلمة، الغرض: الهدف الذي يرمى فيه، وفَهِم غرضه؛ أي: قصده[3]. وهكذا فالغرض هو الهدف الموضوع نُصب العين، وهو ما نسعى إليه ونتُوق بلوغه، والشاعر العربي القديم لم يكن ينظم قصائد شعرية - مطوَّلة في كثير من الأحيان - من دون أن يكون له هدف مرسوم يرمي إليه، بل كان قوله خطة مدروسة، محكمًا ومقننًا، ينطلق فيه من مقدمة يصل بها إلى نتيجة وخلاصة وغاية تختلج نفسيته وتدفعه إلى القول والنظم، وقد ذكر صاحب كتاب الشعر والشعراء أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فبكى وشكا، وخاطب الربع واستوقف الرفيق؛ ليجعل ذلك سببًا لذِكر الظاعنين عنها؛ إذ كان نازلة العمد في الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدر؛ لانتقالهم عن ماء إلى ماء؛ لانتجاعهم الكلأ، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان، ثم وصل ذلك بالنسيب[4].... إلى آخر مقولته التي يبين فيها سبيل صناعة الشعر الجيد. فنظم الشعر كان عملًا عقليًّا مفكَّرًا فيه، ولم يكن ضربًا من الأحلام أو الخيال الذي لا حدود تحُدُّه. وقد اختَلَف نقاد الشعر العربي في تسمية الأغراض الشعرية، كما اختلفوا في حصر عددها. التسمية: ونحن نبحث في كتب النقد الشعري القديم حول أغراض الشعر وموضوعاته، تستوقفنا التسميات الكثيرة التي ألحقها نقادنا القدامى بمصطلح الغرض الشعري، فنجدهم تارة يتحدثون عن فنون الشعر، وتارة عن أبوابه، ومرة عن ضروب الشعر وأنواعه، ومرة أخرى عن أركانه، في هذا المبحث سنقف عند هذه التسميات، وعند أصحابها. لقد قام الأستاذ والناقد الدكتور محمد الأمين المؤدب صاحب كتاب "في بلاغة النص الشعري القديم معالم وعوالم" بتتبع جيد لتسميات مصطلح الغرض في كتب النقد الأدبي القديم؛ حيث تورد دراسته أنه خلص إلى أن مصطلح الغرض قد ورد بمعانٍ متعددة. الفنون: وذلك عند أبي عبيدة، وابن سلَّام، وابن طَبَاطَبَا العلَوي، وابن وهب، وابن خلدون[5]. الأبواب: وورد الغرض الشعري بمعنى الأبواب عند أبي تمام في حماسته؛ إذ أنشأها على أبواب ثابتة، هي: الحماسة، المراثي، النَّسيب، الهجاء، وأضاف إليها الأدب، والأضياف، والصفات، والسير، والنعاس، والمُلَح، ومذمة النساء[6]. الضروب والأنواع: قال جَرير في إجابة له عن سؤال عبدالملك أو ابنه الوليد: مَن أشعر الناس؟ بعد أن ذكر مجموعة من الشعراء: نسبت فأطربت، وهجوت فأرديت، ومدحت فسنيت.... فأنا قلت ضروب الشعر كلها، وكل واحد منهم قال نوعًا. وقال ابن سلام: سألت بشارًا العقيلي عن الثلاثة فقال: لم يكن الأخطل مثلهما، قلت: فجرير والفرزدق؟ قال: كان جرير يحسن ضروبًا من الشعر لا يحسنها الفرزدق. وحكى ابن رشيق أن قومًا قالوا: الشعر كله نوعان: مدح وهجاء، وأن سائر التفريعات الأخرى تنشعب عنهما وترتد إليهما، وفي اللسان: الضَّرْب: الصِّنف من الأشياء...[7]. وهكذا فقد أورد نقادنا القدامى - كما توضح ذلك النصوصُ المبثوثة في هذه الفقرة المقتطفة من كتاب "في بلاغة النص الشعري القديم، معالم وعوالم" - تسمية الضروب والأنواع للدلالة على معنى الغرض الشعري. الأركان: وتأتي الأغراض كذلك بمعنى الأركان؛ حيث جاء في العمدة أن بعض العلماء كان يقول: بني الشعر على أربعة أركان (بمعنى أغراض)، وهي المدح، والهجاء، والنَّسيب، والرثاء[8]. يتبع 
__________________ 
 | 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| 
 | 
 | 
 
| 
 | 
| Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |