البلاغة العربية تنعى نفسها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2023, 03:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي البلاغة العربية تنعى نفسها

البلاغة العربية تنعى نفسها


د. محمد عاطف التراس






لعل الناظرَ في علوم العربية قاطبةً يلمَح التقصير البالغ في خدمة علم البلاغة بأقسامه الثلاثة، لحساب علوم أخرى استحوذتْ على أقلام الكُتَّاب وأذهانهم وعقولهم، ودُور نشرهم؛ لأن السوق عرضٌ وطلبٌ كما يقال، وعلم البلاغة من العلوم التي لا يكاد الناظر يَمنةً ويَسرةً أن يرى بصيصَ ضوءٍ يُبشِّر بخيرٍ فيها حتى الآن، اللهم إلا بعض المحاولات التي تركتْ بصمتها على الساحة البلاغية، ويُعدُّ على رأس هذه المحاولات الجادة «معجم المصطلحات البلاغية وتطورها»؛ للعلامة أحمد مطلوب.



فعلى الساحة التعليمية مِن لدُن المراحل التعليمية الأساسية، ثم الثانوية والجامعية، وما تلاها - ترى التقصيرَ الفادح الواضح لكل ذي بصيرة؛ بداية من الوقت الذي يحصِّل فيه الدارس مادته العلميةَ، مرورًا بالمعلم الفقير بلاغيًّا إلا مَن رحِمَ ربي، ولا ننسى أيام دراستنا أن حصص البلاغة كانت تُدَّخر لنهاية العام؛ ليحصُل الطالب على جُرعة لا تُغني عنه من العلم شيئًا، وانتهاءً بالامتحان الذي تُختزَل فيه درجةُ البلاغة مقارنةً بدرجة سائر أفرُع اللغة، بل مقارنة بالخط العربي، وليس معنى هذا التهوين من شأنِ الخط، لكنه لا يقارن بالبلاغة التي هي ثمرة علوم العربية كلها، وكأن البلاغة هي الابن العاقُّ لأبيه، الذي استحقَّ أن يُحرمَ من الميراث جرَّاء ما اقترفتْ يداه!



فإذا صُرِفت أبصارُنا تلقاءَ عالم تحقيق التراث، فإنك لا محالة - أخي القارئ - سيرتدُّ إليك البصرُ خاسئًا وهو حسير حسيرٌ؛ فإن كُتب البلاغة العربية من لدن السكاكي والقزويني وتلاميذهما، لم تلقَ أدنى عناية من محقِّقي التراث، اللهم إلا ما ندَر!



وأضرِب لكم مثالًا على ذلكم الإهمال الجسيم في حق كُتب التراث البلاغي بكتاب (شروح التلخيص)، كتاب مطبوع يحوي خمسة كتبٍ؛ هي: المفتاح للقزويني، وحاشية السعد التفتازاني عليه، ومواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح؛ لابن يعقوب المغربي، وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح؛ لبهاء الدين السبكي، ومن دونهم حاشيتان أُخريان: إحداهما للتفتازاني، والأخرى للدسوقي!



لك أن تتخيَّل معي - أخي القارئ - أنكَ موزَّعٌ بين خمسة كُتب، كأنكَ العبد الذي تنازعَه عدةُ شُركاء مُتشاكسون، لكل كاتبٍ من هذه الكتب الخمسة أمثلتُه وآراؤه وترجيحاته، واستدراكاتُه وتعليلاته، كلٌّ منهم له رأيه الذي ينافح عنه، لا تدري كيف ترضيهم جميعًا؟





فمَن ذا الذي يفضُّ لنا هذا الاشتباك، ويُخرج لنا كل كتاب بدراسة جادة في صدارته، ثم يَختمه بكشَّاف للفهارس يُعين الباحثين على استخراج كنوز هذه الكتب، مستعينًا بمخطوطات معتمدة؟ فهذا مشروع علميٌّ كبير يحتاج إلى جهود المحققين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.






[*] مدرس العلوم اللغوية وتحقيق التراث بجامعة عين شمس.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-02-2023 الساعة 06:59 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.26 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]