17 رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 641 - عددالزوار : 74698 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 39 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-04-2023, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,734
الدولة : Egypt
افتراضي 17 رمضان

17 رمضان

الشيخ / عبيد بن عساف الطوياوي

الحمد لله العظيم القهار ، القوي الجبار ، } رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ { .


أحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وبعظيم سلطانه ، فهو الغني الذي لا ينقص ملكه النفقات ، الجواد الذي أناخت ببابه ركاب ذوي الحاجات ، السميع الذي لا تختلف عليه السؤالات ، } وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ { .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، شهادة أدخرها ليوم تشخص فيه الأبصار ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الاطهار ، وسلم تسليما كثيرا .


أما بعد ، عباد الله :

أوصيكم ونفسي بتقوى الله U ، فهي وصية الله لكم ولمن كان من قبلِكم ، } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فاتقوا الله ـ عباد الله ـ وخاصة أنكم في موسم التقوى ، في شهر رمضان ، شهر الصيام الذي فرضه الله U على المؤمنين لعلهم يتقون ، كما قال سبحانه : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { فاتقوا الله يا عباد الله ، لاسيما فيما بقي من شهركم ، فقد مضى أكثره ، وبقي أفضله نعم ، أفضل مافي رمضان ـ أيها الأخوة ـ عشره الأواخر ، يكفي أن فيها ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر كما قال تبارك وتعالى : } لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ { من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ـ كما في الحديث الصحيح ـ ولا يحرم خيرها إلا محروم .

فالعشر ـ أيها الأخوة ـ هذه المتبقية ، هي أفضل ما في رمضان ، ومن فضلها وأهميتها ؛ كان النبي e يجتهد فيها ، أكثر مما يجتهد في غيرها ، ففي الصحيحين تقول عائشة رضي الله تعالى عنها : كان رسول الله e إذا دخل العشر ، شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله . فلنحرص ـ أيها الأخوة ـ على ما تبقى من هذا الشهر باستغلاله بالعمل الصالح ، وبما يقرب إلى الله تعالى .

أيها الأخوة المؤمنون :

اليوم هو اليوم السابع عشر من شهر رمضان ، فقد مضت هذه الأيام بسرعة ، ومن عاش منكم ، فسوف تمضي عليه الأيام الباقية بسرعة أيضا ، وفي النفس أشياء ـ أيها الأخوة ـ أود التحذير منها ، وخاصة في هذه الأيام الباقية :

أولها ـ أيها الأخوة ـ كثرة الأكل في رمضان ، فبعض الناس يجعل رمضان موسما للتفنن بالأكل ، ولذلك ينفق على أكله في رمضان أضعاف ما كان ينفق في غير رمضان ، فتجد همه وفكره منصبا على أكله ، يأكل بعد أذان المغرب ، ويأكل بعد صلاة المغرب ، ويأكل بعد صلاة التراويح ، ويأكل في الساعة الثانية عشر ، وفي الساعة الثانية ، إلى أن يؤذن الفجر وهو يأكل ، بعضهم ـ أيها الأخوة ـ يأكل وليس له نفس بالأكل ، إنما يأكل ليعوض يوما فات ويستعد ليوم قادم ، والأكل ليس حراما ، معاذ الله أن نحرم ما أحل الله ، ولكن الله U يقول : } وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { فننهى عن كثرة الأكل ، لأن كثرة الأكل لها آثار سيئة ، ونتائج ضارة ، فهي من مفسدات القلب ، وأسباب قسوته ، ومما يكسل عن العبادة ، بالأضافة إلى الإمراض المعروفة التي تسببها التخمة ، كانسداد الشرايين ، والضغط والسكر ، وغير ذلك ، ولذلك يقول النبي r : (( بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ غَلَبَ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ )) ويقول ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه لم يشبع منذ أربعة أشهر فقال : ليس ذاك لأني لا أقدر عليه ، ولكن أدركت أقواما يجوعون أكثر مما يشبعون . والإمام الشافعي - رحمه الله – يقول : إن الشبع يثقل البدن , ويزيل الفطنة , ويجلب النوم , ويضعف صاحبه عن العبادة ، وما شبعت منذ ستة عشر سنة ويقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر , فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي , ويثقلها عن الطاعات فمن وقي شر بطنه , فقد وقي شرا عظيما ، والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه ، ولهذا جاء في بعض الآثار : ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم . وقال – r : (( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن )) . يقول القحطاني في نونيته : أقلل طعامك ما استطعت فإنه

نفع الجسوم وصحة الأبدان

لا تحش بطنك بالطعام تسمنا

فجسوم أهل العلم غير سمان

واملك هواك بضبط بطنك إنما

شر الرجال العاجز البطنان

فلنحذر ـ أيها الأخوة ـ كثرة الأكل ، وهذا الأمر الأول ، أما الأمر الثاني ، فهو سهر الليل ونوم النهار ، قضاء نهار رمضان بالنوم ، أثر سهر الليل على مالا فائدة منه ، أو على أمر لا يرضاه الله U ، فينتهي رمضان ، والحصيلة عند مثل هذا ، التفريط بالوقت الثمين وعدم استغلاله بما يرفع الدرجات عند الله يوم القيامة ، ومجموعة من المسلسلات الهابطة ، والأفلام والمسابقات التي سرقت من بين يديه أثمن ما يملك ، وهو الوقت في زمن فاضل ، ومناسبة قد لا تتكرر .

وسهر ليالي رمضان ، ونوم أيامة ـ أيها الأخوة ـ ظاهرة بلي بها كثير من الناس ، ففات عليهم من الخير الكثير ، فضلا من وقوعهم بما يسخط الله U ، من نوم عن الصلاة ، وخاصة صلاة الظهر ، وترك لصلاة الجماعة وغير ذلك ، فينبغي لنا أن نحرص على استغلال ما تبقى من هذا الشهر ، فالنبي r كما سمعتم في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الصحيحين : كان رسول الله e إذا دخل العشر ، شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله.

أسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا خالصا ، إنه سميع مجيب ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .


أيها الأخوة المؤمنون :

ومن الأمور التي ينبغي الحذر منها ، وتكون عالة على استثمار ما تبقى من رمضان ، كثرة الذهاب إلى الأسواق ، فبعض الناس خلال الأيام القليلة الباقية ، يقضي جل وقته في السوق ، بحجة ملابس العيد ، وخاصة النساء ، فاليوم تشتري وغدا تعيد وتبدل ، وهكذا حتى ينتهي رمضان ، والسوق ـ أيها الأخوة ـ معركة الشيطان كما قال الصحابي الجليل سلمان الفارسي ، ففي صحيح مسلم يقول t : لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته .

و قد أخبر النبي r محذرا مما يجري ويحصل في الأسواق بأنها أبغض البقاع إلى الله ، كما في الحديث الصحيح ، عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : (( أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها )) .

فلنحذر في هذه الأيام كثرة ارتياد الأسواق ولنحذر نساءنا من كثرة الذهاب إلى معارك الشيطان .

أيها الأخوة المؤمنون :

ومن الأمور ـ أخيرا ـ التي ينبغي الحذر منها ، إنفاق الأموال على الكذبة من المتسولين ، ففي رمضان لاسيما الأيام المقبلة ، يكثر المتسولون ، وخاصة في المساجد بعد الصلاوات ، فيقف أحدهم وقد حفظ شيئا من كتاب الله U وسنة نبيه r ويختم ذلك بدموع كاذبة ، ليستعطف المسلمين ويأخذ أموالهم بغير حق ، ويأكلها بالباطل ، فاحرص أخي المسلم ، على وضع نفقتك بيد من يستحقها .

وليتق الله أولائك ـ الذين يسألون الناس تكثرا ـ فإنما يسألون جمرا ويأخذون نارا كما قال النبي r في الحديث الذي رواه مسلم : (( من سأل الناس تكثرا ، فإنما يسأل جمرا ، فليستقل أو ليستكثر )) .

فاتقوا الله ـ عباد الله ـ واحرصوا على استغلال ما تبقى من شهركم .


اسأل الله أن يتقبل مني ومنكم الصيام والقيام ، ولا يردنا خائبين إنه سميع مجيب. اللهم إنا نسألك في هذا الشهر العظيم أن تعتق رقابنا من النار ، ورقاب آبائنا وأمهاتنا ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر ، واجعلنا فيها من الفائزين .


اللهم إنا نسألك نصر الإسلام وعز المسلمين ، اللهم احمي حوزة الدين ، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين . اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لهداك ، واجعل عملهم برضاك ، وارزقهم البطانة الصالحة وابعد عنهم بطانة السوء يارب العالمين .


اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم اشغله بنفسه ، واجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرا له يارب العالمين . اللهم إن للصائم دعوة مستجابة ، فاللهم إنا نسألك أن تغفر ذنوبنا ، وتستر عيوبنا ، وتهدي قلوبنا ، وتشفي مرضانا، وترحم موتانا ، وتسدد ديوننا ، وتعافي من ابتليته منا برحمتك يا أرحم الراحمين.


] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [ .

عباد الله :


] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [


فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.38%)]